أكد حميد سعيد النيادي نائب رئيس اللجنة العليا المنظمة لمهرجان الشيخ زايد التراثي، أن المهرجان منذ انطلاقه قبل عدة سنوات، حقق نجاحات لافتة في تعزيز التراث الإماراتي وتوصيل رسائله إلى العالم، بفضل الرعاية الكريمة من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، وتوجيهات ودعم من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وبإشراف ومتابعة سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، وأصبح المهرجان قبلة لثقافات وحضارات العالم متضمناً طيفاً واسعاً من الفعاليات المحلية والعالمية، يعكس حرص القيادة على نهج وإرث الأب المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، وتأكيد روح التسامح والتواصل بين الشعوب كواحد من أهم أهداف المهرجان. وقال النيادي، إن إطلاق اسم الشيخ زايد، على «مهرجان الشيخ زايد التراثي» عرفاناً بدوره المحوري في الحفاظ على الموروث الإماراتي، بوصفه تاريخ الأمة وموطن فخر وعزّة والبوابة إلى المستقبل، كما يعكس المهرجان اهتمامات المغفور له بالتراث الإماراتي خاصةً والتراث الإنساني، والحضارات بصفة عامة. ويأخذ مهرجان هذه السنة بعداً جديداً في إضافاته النوعية التي تشمل شواهد من حضارة الإمارات ومعالم رمزية من ثقافات وحضارات الشعوب من مختلف مناطق العالم، ما يؤكد أن الإمارات ملتقى الحضارات، ويرسخ رؤية الشيخ زايد في بناء دولة حضارية تنشر ثقافة التسامح والسلام في العالم. وأوضح، أن المهرجان ينطلق هذا العام مرتدياً حلة جديدة، متضمناً 1500 فعالية تراثية ثقافية على مدى أيام المهرجان، وأكثر من 500 محل تقدم منتجات تقليدية من حول العالم، و40 حياً تراثياً من مختلف القارات، وأكثر من 20 معلماً ثقافياً تمثل حضارات العالم، إضافة إلى 15 معلماً تراثياً إماراتياً، ما يعكس التنوع الكبير الذي ستشهده فعاليات النسخة الحالية من المهرجان من اليوم حتى 26 يناير المقبل، ويستعرض جوانب متعددة من حضارة الإمارات وشواهدها التاريخية وآثارها الممتدة في مختلف مناطق الدولة، ليؤكد أن إنسان الإمارات منذ القدم وُجد على هذه الأرض وعمل فيها وسعى وكوّن مجتمعات تطورت وازدهرت، وما نراه اليوم من ثراء التراث الإماراتي هو نتاج لذلك. وقال: سيتنقل الجمهور إلى رحلة بعيدة في أعماق تاريخ وحضارة الإمارات، عبر عديد من الأجنحة المميزة ومنها جناح ذاكرة وطن الذي يحتفي بشكل خاص بمئوية الشيخ زايد بأقسامه المتنوعة التي تعرض صوراً نادرة للشيخ زايد، ووثائق عن حضارة الإمارات، فعاليات ثقافية وورشاً تعليمية تستقطب قطاعات واسعة من الجمهور من كل الفئات والأعمار.. أما جناح الإنسان والإمارات، فيشمل معرض الإنجازات الإنسانية وأفلاماً وثائقية وغيرها من الأنشطة المقامة في عرض تفاعلي يبرز جوانب من ثقافة التسامح ومساعدة الآخرين التي أرساها الشيخ زايد، حيث يبرز جهود وإنجازات الدولة الإنسانية في مختلف أنحاء العالم. في حين يقدم الحي الإماراتي مسابقات للأكلات الشعبية، والأسواق والحرف التراثية وأنماط الحياة التقليدية في المجتمع الإماراتي، الذي عمل زايد على غرس قيمه وأفكاره وحثنا على التمسك به، بما يضمه من تراث ثري ومتنوع في عناصره ومدلولاته، ويعزز الشعور بالفخر بهذا التراث لدى المواطنين والمقيمين. ونوَّه النيادي، إلى أن التراث الإماراتي بوصفه أيقونة المهرجان، سيتم عرض مفرداته عبر عديد من الصور، منها جناح «تمورنا تراثنا»، الذي يعرض منتجات التمور، مسرح فلكلور محلي وعالمي. ومسابقة أفضل التمور، كما يشمل عرضا تثقيفياً تعليمياً لأهمية النخلة ورمزيتها في الحضارة الإماراتية، وأنواع ومواسم التمور في الإمارات، والصناعات القائمة على مختلف أجزاء النخلة وتطورها عبر السنين، وبالنسبة لجناح العادات والتقاليد الإماراتية، فيشمل المجلس الإماراتي التقليدي وروح الضيافة المتأصلة في الحضارة الإماراتية، في أجواء من الفلكلور الشعبي والمباني التاريخية المستوحاة من الطراز العمراني للقطارة بمدينة العين، وهناك جناح «الواحة الزراعية» الذي يقدم منتجات المزارع المحلية وسوق المزارعين ومعرض تطور الزراعة وعرضاً تعريفياً للأنشطة الزراعية في الدولة ودور الشيخ زايد في تطوير الزراعة ودعم المزارعين، إلى جانب مجموعة من الفعاليات المتنوعة للمزارعين ومنتجات المزارع المحلية. وقال نائب رئيس اللجنة العليا المنظمة لمهرجان الشيخ زايد التراثي، إن الرياضات التراثية بوصفها جزءاً أصيلاً في التراث والتاريخ الإماراتي ستحتل جانباً مهماً ضمن فعاليات مهرجان الشيخ زايد، عبر عدة معارض وهي معرض الخيل الذي يستعرض مسيرة مهرجان الشيخ منصور بن زايد آل نهيان العالمي للخيول العربية الأصيلة، ومعرض الهجن ويتناول مسيرة الألقاب التي حصدتها أفضل مطايا هجن الرئاسة الفائزة في أشواط السيف، ومعرض الصقارة الذي يسلط الضوء على رياضة الصقارة وأدواتها في تراث الإمارات، إضافة إلى عرض لمجموعة من الصقور. فضلاً عن عرض السلوقي ويعرف الجمهور بالتقاليد المتعلقة بالسلوقي في تراث الإمارات، بما فيها الصيد وكيفية تدريبها والاهتمام بها. وأضاف: ينطلق المهرجان تزامناً مع احتفالات اليوم الوطني، ويخصص نشاطات غنية متنوعة للاحتفال بروح الاتحاد، وتعد مسيرة الاتحاد لأبناء القبائل الفعالية الرئيسية في المهرجان، لما تمثله من تعبير شعب الإمارات عن الحب والوفاء للقيادة، عبر الأهازيج الوطنية والتراثية، وبما يعكس تنوع وثراء الموروثين الثقافي والشعبي لأبناء الإمارات. وشدّد النيادي، على أن مهرجان الشيخ زايد التراثي قبلة حضارية وثقافية بامتياز رافعاً شعار التسامح والتواصل بين شعوب الأرض من مختلف قاراته، عبر الأحياء التراثية التي تضم 40 دولة تقوم بعرض جوانب من موروثها الثقافي والحضاري بصوره المتعددة، ومن ذلك تراث المأكولات الذي يقدم إلى الجمهور بطريقة الطبخ الحي التفاعلي، فضلاً عن المنتجات والحرف التقليدية التراثية، والعروض والأهازيج الفلكلورية، ويُشارك في هذه الفعاليات إلى جانب الإمارات، والسعودية، والكويت، وعمان، والبحرين، واليمن، والسودان، ومصر، والجزائر، والمغرب. وكذلك جناح شرق آسيا الذي يضم الصين، وتايلاند، والهند، وباكستان، وأفغانستان، وكازخستان، وطاجيكستان، وأذربيجان، وأوزبكستان. أما أوروبا فيشارك منها كل من روسيا، وأوكرانيا، والبوسنة والهرسك، وصربيا، وتركيا. حيث تجمع الأحياء التراثية في المهرجان هذه الشعوب والبلدان على مائدة الضيافة الإماراتية في روح من التسامح والتواصل يطالعها الجميع على أرض مهرجان الشيخ زايد التراثي، الذي تجوبه يومياً مسيرة الحضارات العالمية بأهازيج وعروض فلكلورية وتراثية من مختلف حضارات العالم. فضلاً عن 14 معلماً لأهم الشواهد الثقافية والحضارية في العالم التي تطرح على الزائرين مزينة بعروض ضوئية مبتكرة. وشدد على أن ارتباط الفلكلور الإماراتي بغيره من ثقافات الشعوب تهدف من خلالها الإمارات لتقديم رسالة إلى العالم وتصنيفها قوة ناعمة في المحيط الإقليمي والعالمي تلبية لتوجهات القيادة والدولة. وأورد النيادي، أن الأسرة والطفل لهما نصيبهما من الاهتمام ضمن فعاليات الحدث التراثي الكبير الذي تستضيفه منطقة الوثبة، وذلك عبر إقامة قرية تثقيفية، وكذلك السينما المفتوحة للأطفال من خلال ساحة مخصصة للأطفال بها شاشة كبيرة تعرض مختلف برامج وإنتاجات قناة ماجد، إضافة إلى العديد من الأغاني الوطنية والتراثية التعليمية المبتكرة وستكون عروض السينما يومية مستمرة طوال فترة المهرجان. وقال: حرصاً على أن تصل رسائل مهرجان الشيخ زايد التراثي لأكبر شريحة من المواطنين والمقيمين والسائحين من كل أقطار العالم الذين يتوافدون على الكرنفال التراثي الإماراتي، اشتمل المهرجان على عديد من الفعاليات والمسابقات المهمة على مدى أيام المهرجان، ومن هذه الفعاليات عروض الخيل والهجن، وجمال الخيل العربي، وركوب الخيل والهجن، والموسيقى التراثية العسكرية التي تقام يومياً والألعاب النارية التي تقام في أيام الخميس والجمعة. وكذلك مسابقات أفضل أنواع التمور، والأكلات الشعبية، والحلاب، وتلفزيون وإذاعة أبوظبي التي تقام في الفترة المسائية طوال أيام المهرجان. وأكد نائب رئيس اللجنة العليا المنظمة لمهرجان الشيخ زايد التراثي، أن المهرجان يمضي في مسيرة النجاح بخطى واثقة، رافعاً شعاره بأن «الإمارات ملتقى الحضارات» عبر الأعداد الكبيرة التي تزوره يومياً، حيث بلغ عدد الزائرين في النسخة الماضية أكثر من 2.5 مليون شخص، ونتوقع أن يزيد العدد هذا العام في ظل تضافر الجهود بين أبناء الإمارات لتحقيق مزيد من النجاح للحدث التراثي الأبرز في المنطقة.
مشاركة :