"الفنانون والمجمّع الثقافي".. أكثر من 100 عمل فني تؤرخ لـ "البدايات"

  • 11/30/2018
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

تنظم دائرة الثقافة والسياحة-أبوظبي معرضاً فنياً بارزاً في المجمّع الثقافي تزامناً مع إعادة افتتاحه المرتقب في 7 ديسمبر القادم. يضم المعرض، المُقام تحت عنوان «الفنانون والمجمّع الثقافي: البدايات»، أكثر من 100 عمل فني لمجموعة من الفنانين الإماراتيين الذين شهدوا البدايات الأولى للمجمّع الثقافي خلال فترة الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي. يرصد معرض «الفنانون والمجمّع الثقافي: البدايات»، المقام تحت إشراف مايا أليسون، رئيس القيّمين الفنيين في جامعة نيويورك أبوظبي والمدير التنفيذي لرواق الفن، مع علياء زعل لوتاه، مساعد تقيّيم أول من اللوفر أبوظبي، محطات تاريخية من سيرة المجمّع الثقافي مسلّطاً بذلك الضوء على دوره الريادي كوجهة حاضنة للفن ومنارة للإبداع. يضم المعرض بين أركانه مجموعةً واسعة من الأعمال التاريخية والمُعاصرة التي تحمل أسماء فنانين بارزين في دولة الإمارات ممن كرسوا مسيرتهم المهنية بين أروقة المجمّع الثقافي، إلى جانب سبعة أعمال تكليف حصري، بما يمنح زوّاره تجربة استثنائية تجسّد الأبعاد المختلفة والمتنوعة في المشهد الفني الغني بالدولة. يسبر المعرض التقاطعات وأوجه التقارب والاختلاف بين هؤلاء الفنانين والمبدعين خلال السنوات الأولى من تاريخ المجمّع الثقافي، موجهاً بذلك الدعوة إلى زوّاره للتأمل في مجتمع أبوظبي الفني بين ضفتي الماضي والحاضر. وبهذه المناسبة، قال معالي محمد خليفة المبارك، رئيس دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي: «يقدم معرض «الفنانون والمجمّع الثقافي: البدايات» صورة واسعة للمشهد الفني، تضعنا على الأسباب الكامنة وراء الحظوة التي يكتسبها المجمّع الثقافي داخل المجتمع الفني في إمارة أبوظبي، باعتباره ملتقىً للفنانين ومنصّةً لتبادل الآراء وبناء الحوارات. ولطالما شكّل هذا المعلم الثقافي البارز نقطة الانطلاقة للعديد من الفنانين الإماراتيين ممن كشفوا بين أروقته عن ممارستهم الفنية لأول مرة، وأقاموا باكورة معارضهم وروجوا لأعمالهم الفنية فيه. ولا شك أن إعادة افتتاح هذا الصرح العظيم تُعد بمثابة احتفال كبير يليق بالثقافة الإماراتية المعاصرة بكافة أشكالها، وإيذاناً بمواصلة دوره المحوري كوجهة ثقافية نابضة في قلب أبوظبي». من جانبه، قال سعادة سيف سعيد غباش، وكيل دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي: «نحن سعداء بإعادة افتتاح أبواب المجمّع الثقافي أمام الجمهور مرة أخرى، من خلال معرض تشكيلي بارز يعد باكورة النشاط في هذا المعلم الحضاري البارز، والذي طالما كان منارةً للفن والإبداع ومنصّة داعمة لتمكين الجيل الناشئ من الموهوبين. وسيواصل المجمّع الثقافي، انطلاقاً من السابع من ديسمبر، مرة أخرى تنفيذ رؤيته الثاقبة لتعزيز التبادلات الثقافية بمختلف أشكالها، عبر سلسلة من المبادرات وبرامج المنح والزمالة الدراسية الهادفة إلى دعم الجيل الصاعد من المبدعين وتفعيل مشاركتهم». يقام معرض «الفنانون والمجمّع الثقافي: البدايات» في قاعة المعارض المركزية داخل المجمّع الثقافي، التي تستضيف مجموعة من الإبداعات النحتية. وتشكل هذه الأعمال، التي يعود تاريخها إلى عقود البدايات الأولى من تاريخ المجمع الثقافي لعدد من الفنانين الإماراتيين، بمن فيهم الدكتورة نجاة مكي وحسن شريف ومحمد يوسف ومحمد أحمد إبراهيم وغيرهم. كما تُعرض في هذه القاعة مجموعة من المنحوتات العصرية والتكليفات الفنية الجديدة التي تشكلّت على يد هؤلاء الفنانين ومواهب الأجيال المتعاقبة، بمن فيهم عزة القبيسي وجلال لقمان وغيرهما. وفي القاعة المتاخمة والأجنحة العلوية، تُعرض مجموعة واسعة من الأعمال والقطع الفنية، بدايةً من اللوحات الفنية الكبيرة بريشة محمد الأستاد مروراً بأعمال سلمى المري وصولاً إلى تجارب إبداعية من تصميم فنانين مبدعين شكل المجمّع الثقافي الانطلاقة الأولى لمعارضهم الفنية، بمن فيهم عبدالقادر الريس ومحمد القصّاب ومحمد مندي والدكتور محمد يوسف وعبيد سرور وعبدالرحمن زينل. ويخصص المعرض جناحاً مكرّساً للمجموعة الأرشيفية وتضم مقتنيات ورقية مرتبطة بتاريخ المجمّع الثقافي، بما فيها كتيبات وملصقات دعائية مصنوعة يدوياً من المعارض السابقة، بالإضافة إلى الصور والقصاصات الصحفية التي تغطي محطات المجمّع التاريخية وغير ذلك من المواد الأرشيفية الأخرى التي تتضمن لقطات مصوّرة للعديد من الفنانين أثناء تواجدهم داخل استوديوهاتهم الفنية القائمة حتى يومنا هذا. يصاحب معرض «الفنانون والمجمّع الثقافي: البدايات» مجموعة متنوعة من الأنشطة والفعاليات، بما فيها معرض مفتوح في الهواء الطلق خارج جدران المبنى يضم أعمالاً للفنانين حمدان الشامسي، وعبيد البدور، وخولة درويش، وراشد الملا، تشكّل كل منها استجابةً لأحد الأعمال الفنية المتواجدة داخل المعرض الرئيسي. وتشمل فعاليات المعرض تنظيم سلسلة من الحوارات، بمشاركة القيمتين الفنيّتين وفناني المجمّع الثقافي وغير ذلك من الشخصيات الرئيسية، والتي تمتد حتى موسم الربيع 2019. إلى جانب ذلك، يحتضن المجمّع الثقافي مجموعة من ورش العمل التي تتناول عدداً من الموضوعات الفنية، بدايةً من المنحوتات وصولاً إلى اللوحات الفنية والوسائط الرقمية وغيرها. افتتح «المجمع الثقافي» على يد مؤسس الدولة، المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في عام 1981، وهو أول مركز ثقافي غير ربحي متعدد الأغراض يحمل رسالة قيّمة تهدف إلى تعزيز كافة أشكال الأنشطة الفكرية والإبداعية وغرس قيم الهوية الوطنية في المواطنين. ويشكلّ «المجمع الثقافي» رسالة واضحة حول رؤية الدولة لدور الثقافة في تاريخ الإمارات الحديث، والتي ترسخت عبر تقديمه أول مكتبة وطنية ومسرح وقاعة معارض متعددة الاستخدامات وغيرها من ورش العمل الفنية. وانطلاقاً من مقره المجاور لـ «قصر الحصن» التاريخي، سرعان ما اكتسب «المجمع الثقافي» شهرة واسعة كملتقىً يرحب بكافة أفراد المجتمع، وصرحٍ لبناء الحوار وتبادل الآراء بين الفنانين والشعراء والمفكرين. ويُعد المجمع الثقافي منارةً بارزةً في المشهد الثقافي المحلي والعربي. إعادة الافتتاح تأتي إعادة افتتاح «المجمع الثقافي» بعد سلسلة واسعة من أعمال التجديد والصيانة والتأهيل وبعض التعديلات الوظيفية. وفي السابع من ديسمبر، ستتم إعادة افتتاح «المجمع الثقافي» في مرحلته الأولى، حيث يبدأ تشغيل مركز الفنون البصرية الجديد والذي يتضمن قاعتين للمعارض ومساحة عرض خارجية، بالإضافة إلى استوديوهات للفنانين. كما يضم «المجمع الثقافي» مسرحاً يتسع لـ 900 مشاهد وأول مكتبة من نوعها التي ترحب بالأطفال والناشئة من كافة الأعمار—ومن المقرر افتتاحهما خلال عام 2019. ويحفل البرنامج العام لـ «المجمع الثقافي»، بوصفه منارةً للثقافة الإماراتية المعاصرة، من خلال العديد من الفعاليات بما فيها المعارض وعروض الأداء والعروض السينمائية والحوارات وبرامج الإقامة الفنية، وبرنامج تعليمي مناسب للأطفال والكبار والعائلات. وتعزيزاً لدوره باعتباره راعيا للمواهب، يقدم «المجمع الثقافي» برنامجاً شاملاً للمنح الدراسية للمنتجين الثقافيين، بهدف دعم وترسيخ الأنشطة الفنية والثقافية في المشهد الثقافي بأبوظبي.

مشاركة :