توالت فصول مسلسل تبادل الإتهامات القاسية بين مناصري الرئيس المكلف سعد الحريري ورئيس "حزب التوحيد العربي" وئام وهاب على خلفية سلسلة تغريدات تحريضية للأخير وكيل الشتائم والإهانات بحق الحريري واتهامه بالفساد. وجدد "تيار المستقبل" دعوة المناصرين والمواطنين الذين "يشعرون بالأذى المعنوي من الكلام الخسيس الذي يصدر عن البعض، أن يمتنعوا عن الخوض في ردود الفعل التي تخالف سلوك وتربية معظم اللبنانيين، خصوصاً إذا جاءت على صورة وأسلوب أولئك الذين اختاروا لغة السفهاء لتأكيد وجودهم السياسي". وأكد أن "القذارة السياسية التي تستمعون إليها ليست من شيم أهلنا ولا مكان لها في صفوفنا، وليس هناك من موجب للهبوط إلى مستواها". وصدر عن هيئة شؤون الإعلام في "تيار المستقبل"، بيان رد فيه على ما صدر في وسائل الاعلام حول اتهامه باستخدام الشارع. واعتبر أن "كل ما يشاع وينشر من اتهامات في هذا الشأن محاولات رخيصة تضاف الى مسلسل التحريض على التيار وجمهوره". وأكد البيان أنه "جرت معالجة التحركات المحدودة في الشارع تنديداً بالاساءات التي أطلقها موتورون معروفون". ولفت إلى أن "تيار المستقبل، خلاف من تعودوا على استخدام الشارع والتهديد به وخلاف أولئك الذين يتسللون في الظلام لزرع الفتنة فوق جسر الكولا، لا يحتاج للشارع ولا لإقفال الطرق للتعبير عن موقفه السياسي، وهو يقف دائما في الخط الأمامي لحماية الإستقرار الداخلي، ولن يسمح لحفنة من الكتبة والمتطاولين أن يزوروا مسار الحقيقة". وتقدمت مجموعة من المحامين بإخبار أمام النيابة العامة التمييزية ضد وهاب بجرم "إثارة الفتن والتعرض للسلم الأهلي سنداً للمادة 317 عقوبات" على اثر تداول فيديو يتعرض فيه للرئيس الشهيد رفيق الحريري وعائلته والرئيس سعد الحريري. وكان وهاب اعتذر بعد انتشار فيديو له يتضمن إساءات شخصية للحريري، مؤكداً أن "الإساءات أتت في لحظة غضب ورداً على شتائم قاسية". وتقدم بشكوى ضد الحريري ومعاونيه على خلفية اللافتات التي تضمنت شتائم وتهديدا بالقتل، والتي سبقت الفيديو المسرب. وقال عبر "تويتر": "ننتظر مدعي عام التمييز لنرى توازن القضاء". وعاد وهاب إلى أصل الخلاف مع الحريري، مفنداً بنوده في سلسلة تغريدات. وقال: "لو كان خلافنا شخصياً لما دافعت عنه سابقاً في أكثر من محطة لذا كنت أدعوه باستمرار إلى النأي بالنفس عن ملفات الفساد كونه يمثل جيلاً جديداً في السلطة". وتابع: "حين فتحنا ملف الفساد كنت أنتظر أن يؤيدنا ويشجعنا. منذ عهد الرئيس الشهيد رفيق الحريري كنت شاهداً على ملفات مصيريه في لبنان وبين لبنان وسورية لا بل وفاعلاً فيها ولو كان رحمه الله على قيد الحياة لما ترك أحداً من خاصته يهاجم من كان حريصاً عليه في أصعب الأوقات وسيأتي وقت نتحدث فيه مقرونا بالوثائق". وقال: "نحن وأهل السنة لن نسمح لأحد بجر لبنان الى أي مشاكل داخلية. أؤكد أن لا مشكلة بيني وبين الحريري بل مشكلتي مع الفساد وأدعوه لأن يضع يده في يدنا تحت رعاية الرئيس ميشال عون ودعم السيد حسن نصرالله الذي جعل مكافحة الفساد على رأس أولوياته الداخلية". وكان وهاب قال في تغريدة سابقة: "من المعيب أن يستعمل الرئيس الحريري إسم أهل السنة في القضايا الصغيرة، فالسنة ليسوا طائفة بل أمة مشينا كلنا وراءها". تغريدة جنبلاط وغرد رئيس الحزب "التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط قائلاً": "يبدو أن أمر العمليات بالتهجم والتعرض للكرامات وإختلاق الأكاذيب والاساطير معمم. لكن من حق المرء أن يحفظ حقه وفق الأصول القانونية على حد علمي". ورد عليه وهاب قائلاً: "يا وليد بيك لا في أمر عمليات ولا من يحزنون تحدثنا عن فساد فشتموا أهلنا وحللوا دمنا لإسكاتنا. ونحن لا نرى أن أهل الآخرين أغلى من أهلنا ونقطة على السطر. وصدقني ما في مؤامرة دولية ومحور الممانعة ما خصو، بس الفساد ممنوع ولو بقيت لوحدي والأحد راح نحكي كل تفاصيل النهب". ورفض النائب فؤاد مخزومي "التطاول على أي رمز لبناني". وقال: "يجب على الجميع الارتقاء بالخطاب السياسي للمستوى الذي يليق بكرامات الشهداء خصوصا واللبنانيين عموما". كذلك رفض عضو "كتلة المستقبل" النيابية محمد سليمان خلال زيارته مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان "التطاول على مقام رئاسة الحكومة". كما التقى دريان وفدا من ديوان العشائر العربية في لبنان الذي تحدث باسمه الأمين العام للديوان جهاد المانع وقال: "إن مرجعيتنا السياسية والوطنية هو الرئيس الحريري بيّ كل المسلمين السنة، وهو المؤتمن على المصلحة الوطنية". وشدد على أن "مقام رئاسة مجلس الوزراء خط أحمر، وصلاحيات رئاسة الحكومة خط أحمر، ومقام سماحتكم خط احمر. ومشروعنا كان وسيبقى الدولة اللبنانية ومؤسساتها، ولا نريد سلاحا إلا سلاح الدولة اللبنانية، ولا سلطة إلا سلطة الدولة، وخيارنا سيبقى لبنان أولا". وغرد الوزير السابق أشرف ريفي قائلاً: "التعرض للرئيس الشهيد رفيق الحريري وعائلته وللرئيس الحريري هو السلوك الإجرامي ذاته الذي اغتال الشهيد جسديا ويلاحقه في عليائه بوهم إغتياله معنويا". وأضاف: "تخطئون كثيرا عندما تمارسون التهويل. سلاحكم لا نخشاه ومشروعكم ساقط حكما. لا تلعبوا بالنار ولا تتعرضوا لشهدائنا. رفيق الحريري خط أحمر". وأكد مفتي حاصبيا ومرجعيون القاضي الشيخ حسن دلي أن "كرامة الرئيس سعد الحريري من كرامتنا. ولانكم كبار كشجرة الارز لا تهزها الرياح مهما اشتدت". وشجب "لقاء الجمهورية" "التعرض للمقامات ونبش قبور الشهداء"، داعيا في الوقت عينه إلى" سحب فتيل الانجرار إلى لعبة الشارع، وعدم السماح لأي "طابور خامس" بالاصطياد في ماء الانقسامات".
مشاركة :