هاجمت المقاومة اللبنانية قافلة عسكرية إسرائيلية داخل مزارع شبعا اللبنانية المحتلة، ما أدى الى مقتل جنديين وإصابة سبعة بجروح، فيما رد الجيش الإسرائيلي بقصف مناطق حدودية، وسط توتر متصاعد بين الجانبين على خلفية الغارة الإسرائيلية على الجولان قبل عشرة أيام. وقتل أيضاً جندي إسباني في قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان اليونيفيل عند الحدود، بحسب ما أعلنت القوة الدولية العاملة في جنوب لبنان منذ 1978، ووزارة الدفاع الإسبانية، من دون تحديد ظروف مقتل هذا الجندي. وقبل يومين من خطاب مرتقب للأمين العام لحزب الله حسن نصرالله حول الغارة الإسرائيلية على القنيطرة التي قتل فيها ستة من عناصر الحزب وجنرال إيراني، أعلن الحزب في بيان حمل "الرقم واحد" ان مجموعة من عناصره قاموا ظهر الأربعاء باستهداف "موكب عسكري إسرائيلي في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة". وأضاف البيان أن الموكب كان مؤلفاً "من عدد من الآليات، ويضم ضباطاً وجنوداً صهاينة" وجرى استهدافه "بالأسلحة الصاروخية المناسبة ما أدى الى تدمير عدد منها ووقوع إصابات عدة في صفوف العدو"، مشيراً الى ان المجموعة التي نفذت الهجوم تحمل اسم "مجموعة شهداء القنيطرة الابرار". وأكد الجيش الإسرائيلي إصابة آلية عسكرية بصاروخ مضاد للدبابات في منطقة مزارع شبعا. وفي وقت لاحق، أكد الجيش الإسرائيلي مقتل جنديين وإصابة سبعة له في هذا الهجوم. وقال البيان "في وقت سابق (أمس)، ضرب صاروخ مضاد للدبابات مركبة (عسكرية) ما ادى الى مقتل جنديين اثنين واصابة سبعة آخرين". ولا توجد حدود مرسمة بوضوح بين لبنان و(إسرائيل) في المنطقة التي شهدت الهجوم. وتحتل (إسرائيل) منذ حرب حزيران/يونيو 1967 منطقة مزارع شبعا المتاخمة لبلدة شبعا ويطالب لبنان باستعادتها، بينما تقول الأمم المتحدة إنها عائدة الى سورية. وقبيل صدور البيان، أعلنت قناة "المنار" التابعة لحزب الله أن الهجوم الذي بدا رداً على الغارة الإسرائيلية في الجولان استهدف تسع آليات إسرائيلية وقتل وأصيب فيه "عدد كبير" من الجنود الإسرائيليين. وسارع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الى التاكيد على ان الجيش الإسرائيلي مستعد للرد "بقوة على اي جبهة". وفور وقوع الهجوم، بدأت (إسرائيل) قصف مناطق لبنانية حدودية، بينها قرى كفر شوبا والمجيدية وحلتا والعرقوب حيث يوجد مواقع للجيش اللبناني وقوات اليونيفيل، بحسب مصادر أمنية لبنانية اشارت الى سقوط نحو 50 قذيفة على هذه المناطق. وفي الجانب الذي تحتله (إسرائيل) من قرية الغجر، قال حسين (31 عاما) ان ثلاثة منازل في القرية اصيبت بقذائف خلال تبادل لاطلاق النار بين حزب الله والجيش الإسرائيلي وقع في وقت لاحق ولم يؤكده حزب الله. واوضح حسين وهو احد سكان القرية "أصيب مدنيون بإطلاق قذائف كانت على ما يبدو تستهدف المواقع الإسرائيلية في القرية". وسقطت ايضا قذائف هاون على قاعدة عسكرية في منطقة جبل الشيخ، بحسب الجيش الإسرائيلي الذي اعلن انه بدأ بإجلاء المدنيين من المنطقة وقام بإغلاق الموقع العسكري. وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي بيتر ليرنر "قمنا بالرد على تصعيد حزب الله. يواصل الجيش الرد لحماية إسرائيل"، في حين تحلق مقاتلات إسرائيلية فوق جنوب لبنان على علو منخفض، وفق مراسلي فرانس برس في المنطقة. وعقد نتنياهو ووزير حربه موشيه يعالون ومسؤولون أمنيون آخرون اجتماعات طارئة في مقر وزارة الحرب الإسرائيلية في تل أبيب، بحسب وسائل اعلام إسرائيلية. وفي خضم هجوم حزب الله والرد الإسرائيلي، قال اندريا تينينتي المتحدث باسم وحدات اليونيفيل لوكالة (فرانس برس) "يمكننا ان نؤكد مقتل جندي"، اعلنت وزارة الدفاع الإسبانية في وقت لاحق انه إسباني يدعى فرانسيسكو خافيير سوريا توليدو (36 عاما). وتنتشر قوة الأمم المتحدة الموقتة لحفظ السلام منذ العام 1978، اثر احتلال (إسرائيل) أجزاء واسعة من جنوب لبنان. وتوسعت مهماتها في العام 2006 اثر صدور القرار 1701 الذي وضع حدا لمواجهات استمرت 33 يوماً بين حزب الله اللبناني وإسرائيل. ويبلغ عديد القوة الدولية نحو 10 آلاف جندي ينتمون الى 36 دولة، بينهم نحو 600 جندي إسباني. واكد مصدر في اليونيفيل ل(فرانس برس) ان قيادة القوة الدولية قامت باتصالات مع الجانبين اللبناني والإسرائيلي ودعتهما الى ممارسة "أقصى درجات ضبط النفس". وتصاعد التوتر منذ 18 كانون الثاني/يناير الماضي بعد الغارة الإسرائيلية على منطقة القنيطرة جنوب سورية. وعزز الجيش الإسرائيلي بشكل كبير وجوده على الحدود منذ هذه الغارة. ولم تعلن (إسرائيل) رسمياً مسؤوليتها عن الغارة ولم تنف لكنها كانت تتوقع رداً من حزب الله الذي اكتفى بتشييع عناصره الذين قتلوا في الغارة من دون ان يعلن عن كيفية رده عليها وتوقيت ذلك. وخاض الجيش الإسرائيلي وحزب الله حرباً مدمرة في صيف 2006 احدثت دماراً هائلاً في لبنان واوقعت 1200 قتيل في الجانب اللبناني و160 في الجانب الإسرائيلي.
مشاركة :