منظمة إسرائيلية تتهم جيش الاحتلال بانتهاك القوانين الدولية في غزة

  • 1/29/2015
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

اتهمت منظمة إسرائيلية للدفاع عن حقوق الإنسان، أمس، الجيش الإسرائيلي بتعمد القيام بعمليات قصف على قطاع غزة، مع علم القيادة العسكرية أن هذه الغارات ستؤدي إلى قتل مدنيين، أول ضحايا هجومها في الصيف الماضي، واقتحم عشرات المستوطنين وعناصر من المخابرات الإسرائيلية، صباح أمس، المسجد الأقصى المبارك من باب المغاربة، وسط حراسة مشددة من شرطة الاحتلال الخاصة، وكشفت تقارير إسرائيلية أن الإدارة العسكرية للاحتلال بدأت في التحقيق في كيفية الاستيلاء على 2400 دونم للشركة الاستيطانية «شومرون» التابعة للمجلس الاستيطاني «شومرون» الذي يخضع رئيسه، غرشون مسيكا، للتحقيق في فضيحة الفساد التي يقف في مركزها مسؤولون كبار في حزب «يسرائيل بيتينو». وقالت منظمة بتسيلم في تقرير: إحدى مفارقات نزاع الصيف الماضي في قطاع غزة، كانت الغارات العديدة التي استهدفت مباني سكنية دمرت على رؤوس سكانها. وهذا الدمار كان نتيجة سياسة رسمها مسؤولون حكوميون والقيادة العليا العسكرية. ودرست المنظمة غير الحكومية 70 غارة أوقعت 606 قتلى، بينهم 70 % من القاصرين أو المسنين الذين تزيد أعمارهم عن 60 عاماً. وفي الهجوم العسكري البري والجوي الذي استمر 50 يوماً، قتل الجيش الإسرائيلي 2200 فلسطيني بينهم 70 % من المدنيين بحسب الأمم المتحدة، في حين أحصي أكثر من سبعين قتيلا في الجانب الإسرائيلي غالبيتهم من الجنود. وأكد يائل شتاين الذي أشرف على التقرير للصحافيين: مستحيل أن نقول: إن الجيش لم يكن يعلم عدد المدنيين الذين سيقتلون في هذه الهجمات. وأضاف: ربما في اليوم الأول أو الثاني، لكن في اليوم العاشر أو العشرين، عندما نرى عدد المدنيين الذين قتلوا لم يكن يفترض شن هذه الهجمات. وقالت بتسيلم: صحيح أن حماس وفصائل أخرى ناشطة في قطاع غزة لا تحترم القانون الإنساني الدولي لكن اتهامات رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو لحركة المقاومة الإسلامية ترمي إلى رفع كل القيود عن العمل العسكري الإسرائيلي مهما كانت عواقبه الفظيعة. وفي سياق ذي صلة، قال مسؤولون: إن العديد من الدول الرئيسية الداعمة للمحكمة الجنائية الدولية ستتجاهل دعوة إسرائيل لوقف تمويلها للمحكمة رداً على تحقيق في ارتكاب جرائم حرب محتملة في الأراضي الفلسطينية. ويحول استمرار الدعم من دول تقدم أكثر من ثلث تمويل المحكمة، منها ألمانيا وبريطانيا وفرنسا، دون وقف أنشطتها، وهي أول محكمة دائمة في العالم للنظر في جرائم الحرب. وأثار ممثلو ادعاء المحكمة الدولية غضب إسرائيل هذا الشهر، عندما قالوا: إنهم سيفحصون أي جرائم ربما ارتكبت منذ يونيو الماضي في الأراضي الفلسطينية ما يمهد الطريق أمام توجيه اتهامات محتملة ضد إسرائيليين أو فلسطينيين. وقال وزير الخارجية الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان: إن إسرائيل تبذل جهودا لإقناع الدول بوقف التمويل للمحكمة التي وصفها بأنها مؤسسة سياسية. وأشار إلى أنه ومسؤولين إسرائيليين آخرين سيركزون جهودهم على ألمانيا وكندا واليابان وأستراليا. وفي حين لا ترحب الكثير من الدول الأعضاء في المحكمة البالغ عددها 122 بنظر قضية تتعلق بالصراع المشحون سياسياً في الشرق الأوسط وما يصاحب ذلك من تعقيدات دبلوماسية، فإن عددا كبيرا من الحكومات الرئيسية الممولة لها قالت: إنها ستستمر في تقديم الدعم المالي. وتقدم الدول المتقدمة اقتصاديا في أوروبا وشمال آسيا، معظم ميزانية المحكمة البالغة 141 مليون يورو سنويا (158 مليون دولار). ويأتي أكثر من نصف التمويل من سبعة مانحين رئيسيين. وقالت الحكومة الألمانية، وهي ثاني أكبر المانحين للمحكمة، وأسهمت بنحو عشر ميزانيتها عام 2014 إنها لا يمكن أن تتصور قطع التمويل، كما قال مسؤولون فرنسيون وبريطانيون وإيطاليون - وتحتل حكوماتهم على التوالي المراتب الثالثة والرابعة والخامسة على قائمة أكبر المانحين للمحكمة لرويترز - إن سياسات حكوماتهم بهذا الشأن لن تتغير، أما كندا وهي سابع أكبر ممولة للمحكمة، فقالت: إنها لا تعيد النظر في سياستها في ضوء طلب ليبرمان. وقال دبلوماسي أوروبي طلب عدم الكشف عن هويته لحساسية المسألة: الدول التي تدعم المحكمة ستستمر في دعمها، مضيفاً: نحن نحترم استقلالية المحكمة ومدعي المحكمة. وقال كيفن جون هيلر وهو أستاذ في كلية الدراسات الشرقية والأفريقية بجامعة لندن، إن جزءاً من دعم ألمانيا للمحكمة الجنائية الدولية هو وسيلة للتكفير عن ارتكابها قبل 70 عاماً جرائم دولية من النوع الذي أنشئت المحكمة الجنائية الدولية للتعامل معه وفي سياق قريب، أكد الصحفي الإسرائيلي الشهير مدير صحيفة معاريف –هشبوع العبرية بن كسبيت أن الشكوك التي دارت حول مصير القائد العام لكتائب القسام محمد الضيف محمد دياب إبراهيم المصري قد تبددت أخيرًا واتضح نجاته من الغارة التي استهدفته خلال العدوان الأخير على قطاع غزة. وقال بن كسبيت في مقالة له أمس: إن شائعات مقتل الضيف كانت سابقة لأوانها، فالرجل المسئول عن مقتل المئات من الإسرائيليين لا زال على رأس عمله وعلى إسرائيل انتظار المزيد من الوقت لرؤية جنازته. وأضاف بن كسبيت أن ظهور ظل الضيف في شريط الفيديو الذي نشرته حماس بذكرى انطلاقتها لم يكن عفوياً فقد اتضح أخيراً وبشكل لا يدع مجالاً للشك أنه نجا من الغارة سواءً كان في البيت ولم يصب أو أنه لم يكن في ذلك البيت المستهدف أصلاً ساعة تنفيذ الهجوم. وأشار بن كسبيت إلى أن أسطورة الضيف باقية فعلى الرغم من استهدافه 5 مرات وإصابته أكثر من مرة فلا زال حيا يرزق منوهاً إلى أن صورة النصر التي كانت تبحث عنها إسرائيل بقتله في الحرب تأجلت إلى وقت آخر على حد تعبيره . وحاول جيش الاحتلال الإسرائيلي اغتيال القائد العام للقسام محمد الضيف خلال العدوان الأخير على القطاع ما أدى لاستشهاد زوجته واثنين من أبنائه. وعلى مدار ربع قرن ظل الضيف الرقم الصعب على الاحتلال والشاهد التاريخي على تطوير المقاومة وضرباته الموجعة له، وظل يدب اليأس والخيبة بهم إثر خمس محاولات فاشلة للنيل منه.

مشاركة :