ناشيونال إنترست: النظام السعودي أصبح عبئاً على واشنطن

  • 12/1/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

قالت أستاذة العلوم السياسية بجامعة نوتردام الأميركية، روسميري كيلانك، إن القيمة الاستراتيجية للولايات المتحدة من التحالف غير الرسمي بين الرياض وواشنطن انخفضت بشكل كبير في العقود الأخيرة. ولفتت إلى أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب تعهدت بالدفاع عن ولي عهد السعودية محمد بن سلمان، رغم صلة النظام السعودي باغتيال الصحافي المعارض جمال خاشقجي، ورغم تحذير خبراء في السياسة الخارجية، مثل وزير الخارجية السابق جيمس بيكر، من أن الولايات المتحدة يجب أن تقر بضرورة موازنة الدفاع عن المبادئ الديمقراطية مع الشراكة الاستراتيجية مع السعوديين. ورأت كيلانك -في مقال بمجلة «ناشيونال إنترست» الأميركية- أن العلاقات الوثيقة لواشنطن مع النظام السعودي خدمت مصالح واشنطن الجيوسياسية إبان الحرب الباردة مع الاتحاد السوفييتي، وهو صراع انتهى منذ 3 عقود تقريباً.وأكدت أستاذة العلوم السياسية أن العلاقة السعودية-الأميركية لم تعد مفيدة لواشنطن من الناحية الاستراتيجية، وخاصة فيما يتعلق بالأمن النفطي، الذي يعد أهم ركن في تلك الشراكة. وتابعت الكاتبة أن النفط مثّل أهم أسباب نشوء الشراكة السعودية الأميركية عام 1945 وبدء ما يسمى تحالف «النفط مقابل الأمن»، لكن الحقيقة غير ذلك إذ لم تبدأ العلاقات الأمنية القوية بين البلدين إلا في سبعينيات القرن الماضي، كرد فعل على مجموعة ظروف خاصة، لم تعد موجودة اليوم. وأضافت: «انسحبت قوات الاحتلال البريطاني من إمارات الخليج العربي عام 1971 ما هدد بوجود فراغ في القوة خشيت واشنطن أن يملأه الاتحاد السوفييتي عبر الاحتلال أو بشكل غير مباشر من خلال وكلائه في المنطقة كسوريا أو العراق، إذ خشي زعماء أميركا من إمكانية ابتزاز السوفييت للغرب بالتهديد بقطع النفط عن بلادهم، في حال سيطرته على المنطقة وتعزيز نفوذه فيها». وأوضحت الكاتبة أنه كان حتمياً أن تبقى الدول المنتجة للنفط، والتي تدور في فلك الغرب مثل السعودية وإيران، بمنأى عن الفلك السوفييتي. وأضافت أن التهديد السوفييتي دفع إدارة ريتشارد نيكسون إلى تبني استراتيجية «العمودين»، وفيها تعزز الولايات المتحدة من قوة إيران والسعودية، عبر مبيعات الأسلحة والمساعدة العسكرية، حتى يمكن للدولتين مواجهة النفوذ السوفييتي الإقليمي، وهي الاستراتيجية التي كانت السعودية الشريك الأصغر، بينما كانت إيران الأكبر. وأوضحت الكاتبة أن أميركا أشركت الرياض في هذا التحالف فقط من أجل المظاهر، وذلك لتفادي إغضاب الدول العربية في الخليج بالاعتماد على إيران وحدها، وهي الدولة الفارسية غير العربية. ترصد كيلانك أن مبيعات الأسلحة الأميركية زادت للرياض فقط بعد الثورة الإيرانية وغزو صدام حسين للكويت عام 1990، وهو الغزو الذي جعل أميركا الضامن الأول لأمن النظام السعودي ونفطه، عبر عملية درع الصحراء. وأوضحت الكاتبة أن الشراكة بين الرياض وواشنطن لم تكن قديمة أو مميزة، كما يُزعم الآن، بل إنها ظهرت بسبب تهديدات عدوين محددين: هما الاتحاد السوفييتي ونظام صدام حسين، وكلاهما لم يعد موجوداً. وأكدت الكاتبة أن إدارة ترمب تضخم من تهديد إيران حالياً، وهو أمر غير صحيح، إذ تفتقر طهران إلى القدرة العسكرية التي تمكنها من الهيمنة على موارد الخليج النفطية، كما كان صدام أو السوفييت. وأكدت الكاتبة أن علاقات ترمب مع النظام السعودي لها كلفة استراتيجية، بالإضافة إلى الكلفة الأخلاقية، نتيجة إخفاء جرائم نظام قاتل، مضيفة أن علاقة أميركا بالسعودية كانت سبب شنّ تنظيم القادة بزعامة بن لادن هجمات على الأراضي الأميركية. وتابعت الكاتبة بالقول إن السعودية تريد توريط أميركا في صراع طويل غير ضروري مع إيران، كما أن إمداد السعودية بأسلحة في حرب اليمن، والتي ترتكب بها الرياض فظاعات حقوق إنسان ضد المدنيين، يمكن أن يقوض الأمن القومي الأميركي، من خلال إذكاء المشاعر المناهضة للولايات المتحدة، وهي المشاعر التي حفزت مختطفي طائرات 11 سبتمبر 2001 على تنفيذ هجماتهم.;

مشاركة :