يتوجه وزير الدفاع النيجيرى منصور محمد دان علي، خلال الأسبوع الحالي، إلى العاصمة التشادية أنجمينا، وذلك للقاء وزير الدفاع التشادى الجنرال داود يايا؛ بهدف التباحث حول أفضل الطرق فى مواجهة خطورة الأزمة الأمنية المستفحلة على الحدود بين البلدين، وسُبل التعاون بين البلدين فى التصدى لهجمات جماعة بوكو حرام، والتى ارتفعت وتيرتها فى الفترة الأخيرة.وتأتى الزيارة الرسمية فى أعقاب هجوم شنَّته بوكو حرام، فى نوفمبر الحالى مخلفًا وراءه ٤٤ قتيلًا من الجنود الذين كانوا متمركزين فى قاعدة ميتيلى للجيش النيجيري، على مقربة من الحدود مع النيجر وتشاد، بالقرب من ولاية بورنو الواقعة شمال البلاد. وبعد الهجوم الإرهابى على قاعدة ميتيلى عبر جنود القاعدة عن حزنهم لفقد أصدقائهم، وبالغ أسفهم- فى الوقت ذاته- لضعف الإمكانيات العسكرية المتاحة لهم لمواجهة جماعة بوكوحرام.كما عبر الرئيس النيجيري، محمد بخاري، بعد الحادث، عن صدمته العميقة جراء هذا الهجوم العنيف، مشيرًا إلى أن نيجيريا على استعداد تام لتقديم كل الدعم للقوات وأجهزة الاستخبارات الموجودة فى تلك المنطقة، وأنه يسعى فى الفترة المقبلة لاقتلاع جذور الإرهاب، والقضاء على تهديدات جماعات الدم للبلاد.وبحسب موقع today ng، أكد مسئول العلاقات العامة بوزارة الدفاع النيجيرية العقيد توكور جوساو، أن زيارة وزير الدفاع إلى تشاد سوف تدور حول تعزيز عمليات القوة متعددة الجنسيات (MNJTF) لتمكينها من تحقيق مهمتها فى القضاء على التهديدات الأمنية وخلق بيئة آمنة فى منطقة بحيرة تشاد المطلة على الدول الأربع (الكاميرون- تشاد- النيجر- نيجيريا).وكان كل من السنغال ونيجيريا قد أكدتا أهمية تضافر الجهود لمحاربة الإرهاب والتطرف العنيف فى غرب أفريقيا، وذلك فى ختام زيارة لوزير الخارجية النيجيرى جوفرى أونياما، للسنغال والتقى فيها وزير الخارجية السنغالى صديكى كابا، وناقشا أهمية الوضع الأمنى فى البلدين.ويشار إلى أن وزير الدفاع النيجيرى منصور محمد دان علي، زار النيجر فى سبتمبر الماضي، والتقى رئيس وزراء النيجر بريجى رافيني، لعقد مناقشات ثنائية بين البلدين، وخطر الجماعات الإرهابية الناشطة فى تلك المنطقة الاستراتيجية من القارة السمراء.يُذكر أن جماعة بوكوحرام الإرهابية تنشط فى منطقة بحيرة تشاد وغرب أفريقيا؛ حيث بايعت تنظيم داعش الإرهابى عام ٢٠١٥، وعلى مدار ثلاث سنوات صارت الجماعة الأكثر إرهابًا فى منطقة الغرب الأفريقي.على صعيد متصل، قال أحمد عسكر، الباحث فى الشأن الأفريقي: إن التحرك الجماعى لدول الغرب الأفريقى هو استشعار لخطر جماعة بوكوحرام، والتى نشطت فى الآونة الأخيرة، وطالت عملياتها الأخيرة الداخل النيجيرى فى العاصمة أبوجا، وتهدد دول الجوار نظرًا للتمدد الإقليمى لها.مؤكدًا أن هذه التحركات من أجل التسريع فى تأسيس قوة إقليمية «التجمع الخماسى الساحل والصحراء» لمواجهة مخاطر بوكوحرام، ومحاولة التنسيق والتعاون الأمني والاستخباراتي بين البلدان وبعضها البعض.وأشار الباحث فى الشأن الأفريقى إلى أن دول غرب أفريقيا تحاول أيضًا الارتكاز للدول الإقليمية القوية نوعًا ما فى محاربة الإرهاب مثل تشاد، لكونها قوة إقليمية مهمة، مع الاستعانة ببعض القوى الدولية مثل فرنسا، والولايات المتحدة الأمريكية.
مشاركة :