انطلقت قمة مجموعة العشرين في الأرجنتين رسميّاً، أمس الجمعة، وسط أجواء من الانقسامات بين القادة المشاركين، وبعد سلسلة من الاجتماعات على هامشها بين زعماء دوليين رئيسيين، بما في ذلك توقيع اتفاق تجاري جديد بين الولايات المتحدة وكندا والمكسيك. وترأس الرئيس الأرجنتيني ماوريسيو ماكري جلسة افتتاح القمة، مؤكِّداً الحاجةَ إلى مناقشات صريحة، معرباً عن أمله في أن تتمكن الأطراف من التوصل إلى توافق في الآراء، في مواجهة التغيرات الاقتصادية والاجتماعية العالمية السريعة. وقال ماكري، إن التحديات العالمية تحتم علينا العمل بشكل جماعي لحلها، وقال: «نريد أن نتجاوز الخلافات على أسس الحوار». وأكد الرئيس الأرجنتيني أن جوهر قمة العشرين احترام الاختلافات وتعزيز الحوار، مشيراً إلى أن قادة الدول سيبحثون مسائل التجارة الدولية والاستقرار المالي. وقال: «بالحوار نستطيع بناء مستقبل مشرق نقضي به على الفقر». واستقبل الزعماء المشاركون في القمة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بحرارة، بما في ذلك مصافحة ودية وابتسامات تبادلها مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بينما كان الزعماء يتجمعون حول المنصة الرئيسية للمؤتمر. وتعد قضية التجارة نقطة محورية خلال القمة. ومن المقرر أن يجتمع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الصيني شي جين بينج على مأدبة عشاء مهمة اليوم السبت، على أمل أن يتمكن أكبر اقتصادين في العالم من تفعيل وقف لإطلاق النار في حربهما التجارية، التي قد تؤدي إلى تأثيرات متتالية على مستوى العالم. وأثناء توجّهه إلى الأرجنتين وعد شي بأن «تبذل الصين الكثير من الجهود لتسريع الدخول إلى الأسواق، وتحسين بيئة الاستثمارات، وزيادة حماية الملكية الفكرية». وحذّر الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، الخميس، في مقابلة نشرتها صحيفة «لا ناثيون» الأرجنتينية من أنّ «الخطر خلال قمة مجموعة العشرين يكمن في قمة منفردة بين الصين والولايات المتحدة، وحرب تجارية مدمّرة للجميع». وأضاف، «إذا لم نحقّق تقدّماً ملموساً، فإنّ اجتماعاتنا الدوليّة تصبح غير مفيدة، وحتى نتائجها قد تكون عكسية». وقال بول هانلي، مدير مركز كارنيغي-تسينغهوا للسياسة العالمية في بكين، إنّ ترامب يحتاج إلى إعادة هيكلة العلاقة التجارية بين الولايات المتحدة والصين بشكل مناسب، والضغط على شي لتنفيذ إصلاحات دائمة. وأضاف: «إنّ التوصّل إلى اتفاقية ينتج عنها شراء الصين المزيد من البضائع الأمريكية أو وعد بالتزامات غامضة بمواعيد غير واضحة، لن يفلح إلاَّ في تأجيل الوضع، وسيضرّ بالعلاقات بشكل أكبر لسنوات مقبلة». وكان ترامب أعلن الخميس، إلغاء لقائه المقرّر مع نظيره الروسي؛ بسبب توقيف خفر السواحل الروس سفناً وبحارة أوكرانيين. وكتب ترامب على حسابه على «تويتر»، «استناداً إلى واقع أنّ السفن والبحارة لم يعودوا إلى أوكرانيا من روسيا، فقد قرّرت أنّه سيكون من الأفضل لكل الأطراف المعنية أن ألغي اجتماعي الذي كان مقرّراً سابقاً في الأرجنتين مع الرئيس فلاديمير بوتين». وأضاف، «أنا أتطلّع لقمّة مفيدة مجدداً حين يتمّ حلّ هذا الوضع!». ولدى وصول الرئيس الروسي إلى بيونيس ايرس. وقبيل هبوط طائرته في العاصمة الأرجنتينية أبدى الكرملين «أسفه» لقرار الرئيس الأمريكي إلغاء اللقاء، معتبراً أن ذلك «يعني أن المحادثات حول قضايا دولية وثنائية خطِرة ستؤجل إلى ما لا نهاية». وأكد الكرملين أن الرئيس الروسي لا يزال «مستعداً لإجراء اتصالات مع نظيره الأمريكي». ووقّعت الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، الجمعة، اتفاقية التبادل الحر لأمريكا الشمالية، خلال حفل رسمي نظم على هامش القمة. وقال الرئيس الأمريكي: «هذا نموذج اتفاق للتبادل الحر سيغير الخريطة التجارية بالنسبة للجميع». ومن المشاركين أيضاً في القمة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، ورئيس الوزراء الهندي نارندرا مودي. وتعقد المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل لقاء مع الرئيس الأمريكي، لكنها لم تحضر الافتتاح بعد أن أجبرت طائرتها على القيام بهبوط اضطراري في كولونيا؛ بسبب مشكلة فنية. (وكالات)
مشاركة :