كشفت صحيفة «ديلي تلغراف» البريطانية نقلاً عن أجهزة أمنية، أن النظام الإيراني، وبأوامر مباشرة من قاسم سليماني، قائد ما يسمى «فيلق القدس» في «الحرس الثوري»، وبدعم مالي قطري سخي، نشر فرق اغتيالات بالعراق من أجل إسكات خصومه ومنتقدي نفوذه، ليتسنى له تنفيذ أجندته الخبيثة بالبلاد، مستشهدة بأبرز ضحايا هذه المؤامرة الإرهابية. تزامن ذلك مع إعلان نقيب الأكاديميين العراقيين في البصرة، حسين العيداني، أمس، رفضه لنشر تهديد تعرض له من قبل ميليشيا ما يسمى «عصائب أهل الحق» الموالية لطهران، بزعامة قيس الخزعلي له، بعد أن تلقى مكالمة هاتفية من شخص هدده وطالبه بالحضور إلى ما يسمى «أمنية العصائب» بمحافظة البصرة، زاعماً أن العيداني أساء إلى عضو مجلس النواب عن المحافظة عدي عواد. وفي السياق، تباينت آراء الجهات الأمنية والمراقبين بشأن هوية منفذي التفجيرات الأخيرة التي هزت مواقع متفرقة في مدينة الموصل خلال نوفمبر المنصرم، حيث اتخذت جهات من «داعش» شماعة، فيما أكد مسؤولون مطلعون أن الاعتداءات نفذتها جهات مدعومة من «أطراف متنفذة» ومرتبطة بميليشيات «الحشد الشعبي» الفالتة المرتبطة بطهران. وبحسب الصحيفة البريطانية، فإن إيران تعتمد على فرق الاغتيالات لإسكات كل من ينتقدها في العراق وممارسة تأثير على الحكومة الجديدة التي تعد بإجراء إصلاحات. وجرى نشر فرق الاغتيال في مايو الماضي خلال الانتخابات الأخيرة عقب عرقلة مساعي إيران لفرض النفوذ على الحكومة العراقية وفشلها في دعم مرشحين تابعين لها بما يمكنهم من إحراز أغلبية مريحة تكفل لهم الاستفراد بتشكيل الطاقم الوزاري. وأورد التقرير أن فرق الاغتيالات الإيرانية استهدفت خصوماً من مختلف تشكيلات الطيف السياسي في العراق من أبرزهم عادل شاكر التميمي المقرب من رئيس الحكومة السابق حيدر العبادي. واغتيل التميمي من قبل «فيلق القدس» في سبتمبر الماضي بعد أن عمل مبعوثا في مجال استعادة العلاقات مع دول الجوار كالأردن والسعودية. كما اغتالت الفرق الإيرانية، المقرب من زعيم تيار الصدري، شوقي الحداد، في يوليو الماضي، بعدما اتهم طهران بالتدخل لتزوير الانتخابات العراقية. وتحدث التقرير عن محاولة اغتيال فاشلة في أغسطس لراضي الطائي، الذي يوصف بمستشار رجل الدين علي السيستاني، إثر دعوته للحد من النفوذ الإيراني في الحكومة الجديدة. ويخلص التقرير إلى أن إيران كثفت حملتها لإرهاب الحكومة العراقية باستخدام فرق الاغتيال لإسكات منتقدي طهران، وتلك محاولة لإحباط الجهود التي تبذلها الحكومة العراقية الجديدة لإنهاء التدخل الإيراني في العراق. وكشف مسؤولون أمنيون بريطانيون يساعدون في تدريب الأجهزة الأمنية العراقية، أن مخططات إيرانية للسيطرة على العراق وتكميم أفواه منتقدي محاولات طهران للتدخل في شؤون الحكومة الجديدة، تتم بدعم مالي قطري سخي. وذكر مثال الآلوسي السياسي العراقي البارز، أن الدوحة ضالعة في المخطط الإيراني للسيطرة على العراق، والسعي لاغتيال مقتدى الصدر زعيم تحالف «سائرون» لإشعال نار الفتنة الطائفية، وتسليمه على طبق من ذهب لطهران ومليشياتها. وحذر الآلوسي، رئيس حزب «الأمة» في تصريحات لموقع «العين الإخبارية»، الجهات الدولية المختصة بمراقبة غسيل الأموال وتمويل الإرهاب والعصابات والمليشيات من شبكة تمويل احتياطية لتمويل العمليات الإرهابية «للحرس الثوري» والميليشيات الإيرانية في العراق والدول العربية بدعم مباشر من تنظيم الحمدين في قطر. وقال الآلوسي إن «أشخاصاً ومجاميع تابعة للإرهابي قاسم سليماني وضعت أموالاً طائلة في حسابات مصرفية لتجار عراقيين بالأردن ولبنان وفي أماكن أخرى، وأودعت هذه الأموال من خلال صفقات تجارية كبيرة». وشهدت بغداد في 7 نوفمبر المنصرم، زيارة وزير خارجية نظام الحمدين، محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، والتي كشف «العين الإخباري» تفاصيلها التي تمثلت بمحاولة في فرض شخصيتين عراقيتين تابعتين للدوحة وطهران، على الأطراف السياسية العراقية ليتسلما منصبي حقيبتي الدفاع والداخلية، وهما: رئيس مجلس النواب السابق سليم الجبوري، القيادي في «الإخوان» الإرهابية، وفالح الفياض رئيس هيئة مليشيات «الحشد الشعبي»، ومن ثم جر العراق إلى تحالف الشر الذي تسعى الدوحة وطهران لتشكيله في المنطقة. واعتبر الآلوسي حضور القطريين إلى العراق، محاولة واضحة بدعم وترتيب إيرانييْن لدعم عملاء الدوحة وطهران ومن يعمل في محيطهم من الإخوان ومن المليشيات الأخرى في العراق. وكشف الآلوسي وجود «معلومات دقيقة تشير إلى أن الدوحة حولت أموالًا طائلة بصورة نقدية وعبر طائراتها إلى بغداد، وهذه المعلومات تؤكد استخدام مطار النجف لنقل الصواريخ والأموال من قطر إلى العراق ومنها إلى إيران». وفي وقت سابق، أفاد الآلوسي، بإرسال طهران رسالة تهديد إلى الولايات المتحدة، بشأن سعيها لإضعاف وإنهاء النفوذ الإيراني في العراق. ونقلت شبكة «ارم نيوز» عن الآلوسي قوله إن «مسؤولين أميركيين أبلغونا أن طهران هدّدت بحرق بغداد، إذا استمرت محاولات إضعاف النفوذ الإيراني في العراق»، مبيناً أن «حرق بغداد يعني أن طهران تعطي أوامر إلى الميليشيات في العراق بالتحرك والقيام باغتيالات وأعمال عنف وغيرها». وعلى إثر التهديد الإيراني، طالب السفير الأميركي دوجلاس سيليمان لدى بغداد، الحكومة العراقية باتخاذ مواقف حاسمة تجاه «حزب الله» العراقي الذي يهدد وجود القوات الأجنبية خاصة الأميركية في البلاد.
مشاركة :