في إطار مشروع الاستجابة الطارئة للحالة الإنسانية بمحافظة الحديدة على الساحل الغربي لليمن، الذي ينفذه الهلال الأحمر القطري بتمويل من صندوق قطر للتنمية، تم خلال الفترة الماضية تنفيذ سلسلة من الأنشطة الرامية إلى دعم القطاع الطبي في المحافظة، حتى يتمكن من مواصلة تقديم خدمات الرعاية الصحية للمرضى من الأهالي. وبحسب تقارير عمل المشروع، فإنه يتم حالياً تشغيل 3 مراكز للرعاية الصحية الأولية ومستشفيين ريفيين، وتزويدها بكافة احتياجاتها من الأدوية والمستلزمات الإسعافية والطواقم الطبية، بتكلفة إجمالية تقدر بحوالي 700,000 دولار، من أجل تقديم خدمات صحية متكاملة ومستمرة على مدار 24 ساعة يومياً، حيث تم حتى نهاية شهر أكتوبر الماضي علاج حوالي 11,950 حالة من مصابي الأحداث الجارية وضحايا الجوع والأوبئة. وبالتوازي مع ذلك، تم تنظيم سلسلة من الدورات التدريبية للمتطوعين المجتمعيين من أجل تأهيلهم للتعامل مع الأخطار والحوادث المختلفة، بالإضافة إلى توزيع حقائب الإسعافات الأولية عليهم، حيث تم تدريب 50 متطوعاً مجتمعياً في 5 مديريات تابعة لمحافظة الحديدة وهي: المراوعة، المنصورية، البستان، الزيدية، القناوص. وفي تصريح له، أوضح سعادة السيد علي بن حسن الحمادي الأمين العام للهلال الأحمر القطري أن هذه الاستجابة تأتي ضمن المساعدات المستمرة التي قدمها الهلال الأحمر القطري بدعم من صندوق قطر للتنمية على مدار 4 أعوام متصلة، من أجل التخفيف من معاناة الأشقاء اليمنيين في ظل الحرب والأمراض المستشرية والحصار الخانق، وما ترتب على ذلك من تردي الأوضاع الصحية والمعيشية بصورة خطيرة وارتفاع معدلات الوفيات بالمحافظة. وأضاف الحمادي: "ما زالت دولة قطر من خلال صندوق قطر للتنمية تمد يد الخير للمتضررين من أبناء اليمن الشقيق، في تأكيد على التزامها الإنساني والأخلاقي بدعم الشعوب المنكوبة والحد من آلامها، وهو التزام يتماشى مع الرسالة الإنسانية التي يضطلع بها الهلال الأحمر القطري في إنقاذ الأرواح وصون الكرامة الإنسانية". يذكر أن محافظة الحديدة تشهد موجة نزوح جماعي للأهالي نتيجة تدهور الحالة الإنسانية وتفاقم الوضع المعيشي يوماً بعد يوم، فصارت القرى والممتلكات إما مهجورة أو مدمرة، وهو ما ينذر بوقوع كارثة إنسانية في حالة استمرار الأزمة الجارية منذ منتصف شهر يونيو الماضي، والتي تهدد حياة ما يزيد على 2.5 مليون نسمة من سكان المحافظة لا يجدون الغذاء والدواء.عندما يجتمع المرض وفقر الحالفاطمة طفلة تبلغ من العمر 9 أعوام، كانت قد أجريت لها عملية جراحية في ساعدها الأيمن الشهر الماضي، وبعد إجراء العملية طلب الطبيب من والدها إحضارها كل يومين لمتابعة الجرح، إلا أن المسافة من بيتها إلى المستشفى كانت بعيدة للغاية، ولم يجد والدها أي وسيلة انتقال لحمل طفلته إلى محافظة حجة. وعندما علم الوالد بالتدخل الإنساني للهلال الأحمر القطري وإعادة تشغيل مركز القناوص الصحي، بادر بنقل ابنته إلى المركز القريب من القرية التي يسكن فيها، وهناك قام الطاقم الطبي برعاية الطفلة وعلاجها طوال فترة النقاهة. وتوجه الوالد بكل الشكر لطاقم المركز وإدارة الهلال الأحمر القطري على تعاونهم وتقديمهم لمثل هذه المساعدات الحيوية. وعبر المواطن محمد عبد الله زيد عن شكره وامتنانه للهلال الأحمر القطري على ما قدمه ويقدمه لأهالي محافظة الحديدة، وخاصة مساهمته في علاج بعض الطالبات في مدرسة حفصة للبنات، اللاتي أصبن بحالة إعياء شديدة أثناء تواجدهن في المدرسة، فتم على الفور استدعاء فريق من مسعفي الهلال الأحمر القطري، الذين قاموا بإسعافهن ونقلهن إلى مستشفى الزيدية لتلقي العلاج اللازم.;
مشاركة :