مع بدء العد التنازلي لاختبارات الفصل الدراسي الأول للعام 2018 /2019، المحددة للمرحلة الثانوية في الفترة من 16 ديسمبر حتى 10 يناير المقبلين، تواجه وزارة التربية أزمة سنوية بعد انتهاء اختباراتها وإعلان نتائجها وهي ظاهرة التظلمات التي تقدم إليها بالمئات من قبل الطلبة وأولياء أمورهم، فيما أكد مصدر تربوي لـ«الراي» «أن الأمر مرهق جداً لقطاع التعليم العام، ومكتب خدمة المواطن، وللعاملين في الكنترولين العلمي والأدبي، حيث التدقيق مجدداً على درجات الطلبة المتظلمين وتفحص أوراق الاختبارات لكل مادة من مواد التظلم وهو أمر ليس بالسهل»، مبيناً أن بعض طلبة الصف الثاني عشر يتوجهون إلى القضاء في بعض الأحيان، ولكن ليس لاختصام الوزارة في نتائج الاختبارات وإنما في محاضر الغش.وأوضح المصدر أن الحل الأمثل لتلافي أزمة التظلمات السنوية تطبيق تجربة التصحيح الإلكتروني للاختبارات على غرار بعض الدول العربية، حيث يبدأ مسار ورقة الامتحان من مرحلة التدقيق ثم إلى لجنة التقييم الفني واللغوي ثم التصميم الإلكتروني فدمج بيانات المتقدمين وسحب دفاتر الامتحانات ثم تطبيق الامتحان.وأكد أن الطالب يستطيع متابعة الدورة المستندية لورقة اختباره في التصحيح الإلكتروني، تبدأ من اللجنة المركزية لإدارة الامتحانات ومراكز التصحيح، إذ تخرج الورقة من مراكز الامتحانات، ثم إلى اللجنة المركزية، فالاستلام اليدوي فالالكتروني فالقص فالمسح الضوئي، ثم تتوجه بعد ذلك إلى الخادم الرئيسي، وأخيراً إلى مراكز التصحيح، مبيناً أن عملية التصحيح تتم باستخدام الحاسب الآلي عن طريق شبكة إلكترونية، بحيث يقوم المصحح بتصحيح الأسئلة المقالية فقط ويقوم البرنامج الحاسوبي بتصحيح الأسئلة الموضوعية «الاختيار من متعدد» وهو إجراء يهدف إلى الدقة والحيادية في التصحيح واختصار الجهد والوقت اللازم لعملية التصحيح.واستعرض المصدر مراحل التصحيح الإلكتروني للامتحانات العامة، بدءاً بطباعة دفاتر الامتحانات حيث تتم طباعة أسئلة الامتحان على شكل كتيبات مقروءة إلكترونياً وتكون الأسئلة والاجابة بالدفتر نفسه، حيث يتم تسليم المتقدم دفتر الامتحان مشمعا ومغلفا تغليفاً شفافاً ومعنوناً باسمه، لافتاً إلى أن الاجابة عن الأسئلة تتم وفق التعليمات والضوابط الموضحة بالصفحة الأولى للدفتر، مع مراعاة اتباع الطريقة الصحيحة في الإجابة عن الأسئلة الموضوعية وكذلك الأسئلة المقالية في المكان المخصص لكل سؤال.وتطرق إلى عملية تسليم واستلام دفاتر الامتحان يدوياً، من خلال تسلمها من مراكز الامتحانات إلى اللجنة المركزية مغلفة ومشمعة وتسلمها وفق التسلسل لكل مركز، بحيث يتم التأكد يدوياً من تسلم جميع الدفاتر بما فيها دفاتر الاحتياط، موضحا أنه بعد فرز وسلسلة دفاتر الامتحان يدوياً والتأكد من اكتمالها، تتم عملية قراءة هذه الدفاتر إلكترونياً للتأكد من تسلمها، مشيرا إلى أنه يتم بعد ذلك قص دفاتر الامتحان، حيث بعد التأكد من تسلم جميع الدفاتر يتم قص الجزء الذي يحتوي على دبابيس بدفتر الامتحان، وذلك تمهيداً لمسح دفاتر الامتحانات، على أن تتم بعد ذلك عملية المسح من خلال الماسحات الضوئية لتخزينها في برنامج التصحيح الالكتروني.وبين المصدر المرحلة ما قبل الأخيرة في هذه الآلية، وهي تقسيم أسئلة الامتحان، إذ بعد تخزين دفتر الامتحان بالحاسب الآلي تتم عملية تقسيم أسئلة الامتحان إلى جزئيات ومفردات، وتخصيص عدد من المصححين للقيام بعملية التصحيح، بحيث يقوم كل مصحح بتصحيح جزئية أو مفردة معينة، حيث يتم تعيين اسم مستخدم وكلمة مرور لكل مصحح، ولا يقوم أي مصحح بأي حال من الأحوال بتصحيح دفتر امتحان بأكمله، لافتاً إلى أن المرحلة الأخيرة في هذا العمل هي التأكد من دقة التصحيح من خلال تصحيح كل جزئية ومفردة على مرتين إلكترونياً، بحيث لا يطلع المصحح الأول على تقدير المصحح الثاني، وفي حال وجود اختلاف في التقدير يرسل الاختلاف إلى المشرف على عملية التصحيح لتحديد التقدير الصحيح. واختتم المصدر بأن لكل عملية ايجابيات وسلبيات، وإن كان لهذه التجربة إيجابيات القضاء على التظلمات والدقة والحيادية في رصد الدرجات، فبالتأكيد لها سلبيات أخرى ولكن بسيطة وغير مؤثرة في عملية التصحيح، متمنياً على أصحاب القرار في الوزارة تطبيق هذه التجربة خلال اختبارات نهاية العام الدراسي الحالي لمواكبة التوجه العالمي في تطبيق التكنولوجيا.
مشاركة :