«الفصال العظمي».. تآكل النسيج الغضروفي يهدد حياتك

  • 12/2/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

تتعدد الأمراض التي تصيب المفاصل، وتتنوع معها العوامل والأسباب التي تكون وراء هذه الإصابة، ويعتبر «الفصال العظمي» أحد أكثر الأمراض شيوعاً في الإصابة، وذلك بحسب الدراسات الطبية الحديثة. ويحدث الفصال العظمي نتيجة تآكل النسيج الغضروفي، وهو وظيفته الأساسية حماية العظام ووقايتها، وهذا النسيج موجود عند أطراف العظام، ويحدث هذا التآكل مع مرور الوقت، حتى يشعر المريض بالحالة التي معنا، وهي الفصال العظمي. يمتد تأثير مرض الفصال العظمي حين يصيب عضواً من أعضاء الجسم إلى درجة أنه يمكنه إتلاف أي مفصل بالجسم، ويعتبر الألم والاضطراب في اليدين والركبتين أكثر من غيرهما.  ونتناول في هذا الموضوع المرض بكل أنواعه، مع كشف مسببات وعوامل هذه المشكلة، إضافة إلى بيان الأعراض التي تظهر، مع تقديم طرق الوقاية الممكنة وأساليب العلاج المتاحة والحديثة.  علاج سريع وفعال  يقول الدكتور سعيد حامد اختصاصي طب وجراحة العظام والمفاصل في مستشفى راشد بدبي: يجب على المصاب بمرض الفصال العظمي أن يتعامل مع هذه المشكلة بشكل سريع وبفاعلية، وذلك بهدف تقليل آثار الإصابة من ناحية الألم، وكذلك لإيقاف تطور المرض، حتى لا يصل الأمر إلى فقد العضو أو تلفه، بصورة يمكن أن تعيق المصاب عن مواصلة الحياة بالصورة الطبيعية.  وينتظر من الشخص الذي يحاول حماية نفسه من الفصال العظمي أن يحافظ بصورة دائمة على نشاطه، وكذلك يجب عليه الانتباه إلى الوزن، لأن زيادة الوزن مشكلة تؤدي إلى تفاقم الحالة، كما أن الوزن الصحي علاج مهم لكثير من الأعراض والأمراض.  آلام أثناء الحركة   يضيف د. سعيد: تبدأ الإصابة بمرض الفصال العظمي بألم يلازم المريض، وتتطور الإصابة بالمرض مع مرور الوقت، ولذلك فهي ليست وليدة اللحظة.  ويهمل كثير من المصابين بهذه الحالة في الاهتمام بها، منذ بداية الإحساس بالألم، ولا ينتبهون إلا عندما يتمكن المرض منهم، وهنا يجب الانتباه إلى الأعراض المصاحبة التي تنتشر بين ملايين الأشخاص عبر العالم.   وينبه د. حامد إلى تطور أعراض الإصابة بصورة بطيئة، ثم تزداد الحالة سوءا مع مرور الوقت، ومن هذه الأعراض ألم في المفصل المصاب، يظهر بشدة عند محاولة تحريك العضو المصاب، وكذلك يظهر عند الضغط على المفصل.  ويحدث تيبس في المفصل يلاحظه المصاب ويشعر به عند الاستيقاظ من النوم، وإذا ظل المريض بلا حركة فترة من الوقت، يشعر بالألم عندما يريد تحريك العضو المصاب.  ويفرق ما بين الشخص المصاب وغيره أيضا عدم المرونة في تحريك أجزاء الجسم، وإحساسه بالصرير الذي يصاحب تحريك المفاصل عامة.  وتظهر لدى مصاب الفصال العظمي بعض الآثار الظاهرة على الجسم، والتي تتمثل في نتوءات عظمية، تبدو مثل انتفاخات صلبة حول المفصل المصاب، كما لا يمكن إخفاء الألم ما يوجب الإسراع في طلب العلاج بسرعة.  تلف النسيج الغضروفي   يحدد د. سعيد حامد الإصابة عندما يحدث تلف في النسيج الغضروفي، الذي يبطن أطراف العظام في المفاصل.  ويحدث الأمر بصورة تدريجية، حيث إن وظيفة هذا النسيج جعل المفاصل تتحرك بسهولة ويسر، ودون ألم ودون احتكاك.  ويلاحظ في الفصال العظمي أن السطح الزلق في النسيج الغضروفي يصبح قاسياً، وهذا ما يشير إلى تآكل النسيج الغضروفي تماماً.  ويظهر في هذه الحالة على المفاصل احتكاكها ببعضها محدثة الآلام، وعدم المرونة والسهولة في الحركة، وتأتي الإصابة بسبب عوامل عدة تتضافر لزيادة الحمل على المفاصل، ما يؤدي إلى تآكل النسيج الغضروفي.  السن والجنس  أما الدكتور وائل فايز اختصاصي طب وجراحة العظام والمفاصل فيقول: تعد السن المتقدمة من العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بمرض الفصال العظمي، لأن الشخص الكبير في السن تكون عوامل الشيخوخة والضعف العام بوابة الخطر، الذي يبدأ عنده التأثير على العظام والمفاصل بشكل محدد.  وتعتبر النساء أكثر عرضة للإصابة بالفصال العظمي من الرجال، وإن كان السبب في كونهن أكثر عرضة غير واضح.  ويعود الأمر ربما إلى الطبيعة التكوينية للمرأة، التي تجعل تعرضها للإصابة أكثر، نظرا لطبيعة حياتها وكذلك ما يعتريها من أحوال الحمل وغيره، ما يرهق المفاصل ويؤثر على النسيج الغضروفي.  درجة الخطورة  يضيف د. فايز: يزداد مرض الفصال العظمي سوءاً مع مرور الوقت، حيث ينتج عن تمكن الحالة من المريض وعدم الاعتناء بعلاجها تيبس في المفصل، وبالتالي تصبح الآلام شديدة، وتصعب معها عملية أداء المهام التي يحتاجها الشخص.  ويلجأ الطبيب في حالة تفاقم الحالة وزيادة مضاعفاتها إلى الحل الجراحي، واستبدال المفصل المصاب، وهذه هي أخطر النتائج لمضاعفات مرض الفصال العظمي.  ويجب على المريض الإسراع بعرض نفسه على الطبيب المختص، لتحديد الحالة وبيان مدى الإصابة والمعالجة الدقيقة والسريعة، حتى يحمي نفسه من مضاعفات المرض، ولكى لا يصل إلى درجة الجراحة واستبدال المفصل، وهذا الحل مع أنه يوفر الراحة للمريض، إلا أن له عواقب نفسية يصعب التعايش معها.   العامل الوراثي  يعتبر د. وائل أن العامل الوراثي أحد أبرز العوامل التي يمكن أن تتسبب في زيادة الإصابة بمرض الفصال العظمي وتفاقمها، حيث يصبح الجسم عرضة لأن تتآكل الأنسجة.  ويكون الجسم سريع الاستجابة لبعض الأمراض، أو يمكن أن تتغير حالة الجهاز المناعي، وهو ما يحدث عادة نتيجة الإصابة ببعض الأمراض، والتي يهاجم فيها الجسم عناصر وبروتينات معينة.  وينصح الأشخاص الذين لديهم تاريخ مرضي، أو إصابة سابقة في العائلة بأن يأخذوا حذرهم، ويقوموا بعمل الفحوص اللازمة، حتى يتم تدارك الإصابة بالمرض قبل وقوعها، وهذا ما يعرف بالتنبؤ المستقبلي للمرض.  فحص بدني   يقول الدكتور أشرف وليد اختصاصي طب وجراحة العظام والمفاصل عن إجراءات العلاج: تبدأ بذهاب المريض للطبيب، لكى يتم تشخيص الحالة وبيان درجتها من حيث التقدم أو البساطة.  ويقوم الطبيب أثناء الفحص السريري للحالة بفحص المفصل والتحقق من مدى الألم الذي يحدث، عندما يطلب من المريض تحريك المفصل، ثم يقوم بالضغط عليه، وينظر بشكل تفحصي للمفصل المصاب، حتى يرى هل هناك احمرار أو تورم حول المفصل أم لا.   ويضيف الدكتور أشرف: يطلب الطبيب المعالج من المريض إجراء مجموعة من الفحوص المخبرية، وكذلك التصوير بالأشعة، حيث يعلم طبيعة حالة النسيج الغضروفي من خلاله.  ويتم ذلك باستخدام الأشعة السينية التي تبين مدى فقدان الغضاريف للنسيج الغضروفي، وتظهر أيضا النتوءات العظمية حول المفصل، ويمكن تحديد الإصابة بالفصال العظمي حتى وإن كانت الأعراض غير واضحة.   ويستخدم كذلك الرنين المغناطيسي في تحديد الحالة، حيث ينتج صورا مفصلة للعظام والأنسجة الرخوة، بما في ذلك الغضاريف، ثم يأتي بعد ذلك الاختبارات المعملية، مثل اختبارات الدم، ولا يكون المقصود تحديد الإصابة، بل يقصد من تحاليل الدم استبعاد الأسباب الأخرى التي تسبب التهاب المفاصل.   تغيير نمط الحياة   يشير د. وليد إلى أنه لا يمكن عكس العملية الكامنة وراء الإصابة بمرض الفصال العظمي، ولكن كما هو الحال في الأمراض المشابهة يعتمد العلاج فيها على التحكم في الأعراض بأقصى قدر ممكن، مع تعويض المريض عما يحدث له من فقد أو ألم، ويعتبر تغيير نمط الحياة هو العلاج الفعال بالنسبة لمعظم حالات الفصال العظمي.  ويبدأ المصاب في ممارسة الرياضة، وعمل التمارين التي توفر له مرونة في المفاصل، مع الوصول بالوزن إلى الدرجة المثالية، التي يتمكن معها الجسم من مواصلة الحياة بسهولة ويسر.  العلاج الطبيعي مهم  يضاف إلى ما سبق العلاجات الفيزيائية والأدوية التي تساعد على تسكين الألم، ويكون ذلك تحت إشراف الطبيب المتابع للحالة، الذي يمكنه وحده تحديد الدواء المناسب للحالة التي يقوم بمعالجتها.  ويختتم د. وليد قائلا: يعد العلاج الطبيعي مهماً في حالات الفصال العظمي، لهذا ينصح مختص العلاج الطبيعي بوضع برنامج خاص، مكون من مجموعة من التمارين التي يتركز تأثيرها حول المفصل المصاب، فتقوى العضلات المحيطة بالمفصل، وتزيد من نطاق الحركة وتقلل الآلام، وهناك أيضاً العلاج الوظيفي بمعنى أن يحاول الطبيب المعالج تحديد أفضل الطرق التي تساعد المريض على أداء مهام عمله، ووظيفته بأقل جهد بدني.  انتشار الإصابة  أكدت إحصائية طبية حديثة أنه يوجد أكثر من 27 مليون شخص مصاب بالفصال العظمي، وتزداد فرص الإصابة بهذا المرض مع التقدم في العمر، حيث إن معظم الأشخاص فوق عمر ال60 يصابون به، ولكن بدرجات متفاوتة.   وتوصلت الدراسات التي أجريت مؤخراً حول هذا المرض إلى أنه يمكن أن يحدث في أعمار أصغر من الستين.  ويعود ذلك إلى أسباب مختلفة مثل إنهاك المفصل في عمل ما، أو نتيجة أذى يتعرض له المفصل، كما أن النساء أكثر عرضة للإصابة بالفصال العظمي أكثر من الرجال فوق ال50.  وتشير دراسة أخرى إلى وجود علاقة بين فيتامين «د» وإيقاف تطور الفصال العظمي، ولكن هذه النتيجة غير مؤكدة بشكل كبير، وهناك أيضا دراسات حول إمكانية استخدام مادة البوتوكس لتخفيف أعراض المرض، كما اتضح أن الفصال العظمي تختلف شدته من مفصل لآخر.  وأظهرت دراسة سابقة أن الفصال العظمي يرتبط بالسمنة، وأنه كلما حاول المصاب تقليل الوزن زادت نسبة تعافيه، وقلت المخاطر والمضاعفات، ومن هنا ينصح باستشارة خبير أغذية أو معالج سمنة.

مشاركة :