بين مثير للاحترام.. ومثير للشفقة

  • 12/2/2018
  • 00:00
  • 21
  • 0
  • 0
news-picture

منذ أن وعيت على متابعة الكرة في بلادي وهي محاطة بالكثير من مسببات الإثارة وعوامل التحفيز، التي تعددت مصادرها بين أندية ونجوم وجماهير وإعلام ومسؤولين. اتسع نطاق هذه الإثارة في تناسب طردي مع الزمن وتعدد المنافسين.. ارتفعت حدة الإثارة مرات وانخفضت مرات أخرى.. إلا أنها باتت نمطاً يميز طابع منافساتنا ويرفع من نسبة متابعتها داخل وخارج حدود الوطن. وعلى الرغم من كون تلك الإثارة جزءًا من رياضتنا، إلا أنها لم تكن يوماً من الأيام معياراً لنجاح أو فشل المتنافسين، ولم تكن مصدراً لثقة المدرج الواعي والمتزن.. ولم تكن رهاناً يتكئ عليه العقلاء لنيل مآربهم.. خصوصاً تلك الإثارة التي بلغت حد الضجيج المفتعل الذي لا يسمن ولا يغني من جوع! وفي زحمة إثارة هذا الموسم، برز لنا أكثر من اسم تصدرت تصاريحه وردود فعله مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام، إلا أن ظهوره ابتعد عن إطار الاحترام وروح المنافسة الشريفة وسياقها.. وفي المقابل ظهرت لنا أمثلة متزنة وواثقة ولم تجرها الإثارة للخروج عن النص.. في هذا الموسم ظهر لنا شخص رزين في طرحه وتعاطيه مع كل ما يثار، على الرغم من وقوفه على هرم واحد من الأندية الكبار في رياضتنا.. ذلك الرزين لم تسحبه الإثارة المرفوضة التي تعرض لها شخصياً لأن يخرج عن إطار الأدب والاحترام؛ ففضل أن يركز على فريقه ليقوده وفق ما يملك إلى حيث يريد.. ذلك الرزين أجبرني في أحيان كثيرة أن أقف منتظراً انتصاره على خصومه! اعترف أنني كنت في مساء الخامس والعشرين من نوفمبر الماضي أميل كثيرا بأمنياتي تجاه الأهلي، وهي من المرات النادرة جداً التي أتابع فيها ديربي جدة، وسط أمنية محددة لأحد طرفيها.. في ذلك المساء كان قلبي وعقلي معاً يرغبان في فوز الأهلي وينتظرانه.. وعلى غير العادة فقد كان نجمي في ذلك المساء خارج الملعب لا داخله.. كان نجمي جالساً في المنصة يراقب ويدعو ويتمنى فوز الأهلي مثلي.. كان النفيعي ماجد نجمي المفضل ذلك المساء.. نجمي الذي أتمنى أن ينتصر منطقه وأسلوبه في وقت نحتاج فيه إلى المزيد من العقلاء. يا كرام.. جميل أن يكون مسؤول النادي "مثيراً" في فكره وطموحه ونتائجه وطرحه ودفاعه عن مكتسبات ناديه.. والأجمل ألا تتجاوز الإثارة حدود الأدب والاحترام والمنافسة الشريفة، ليصل الحال بصاحبها لأن يكون "مثيراً" للشفقة! دمتم أحبة.. تجمعكم الرياضة.. ويحتضنكم وطن.

مشاركة :