بين الأمس واليوم لحظات محفورة في الذاكرة وقصص من النجاح تمثل مصدر الهام لكل من يسعى بلوغ المجد ويعمل بمثابرة لتحقيق أهدافه، حيث كان المشهد مختلفاً عام 2004 حينما نسيت إعاقتي بارتفاع علم الإمارات في «بارالمبية» أثينا بعد حصولي على أول ميدالية ذهبية لـ «أصحاب الهمم» في تاريخ الألعاب البارالمبية والتي أنارت طريقي وأشاعت السرور في نفسي وجعلتني أمام تحد كبير لأطلق العنان وأطوي صفحة العقبات بلا عودة، فقصص النجاح دائما تجعل «أصحاب الهمم» ينسون معاناة الإعاقة، حيث كانت فرحتي مضاعفة بنجاحاتي خلال مسيرتي الحياتية والرياضية وأمل في المزيد بسقف طموح بلا حدود عنوانه العزيمة والإصرار. عالم «أصحاب الهمم» له سحر خاص، وهو ما يجعل أبطال الإمارات في صدارة المشهد العالمي الذين لم يتهيبوا أي تحد بعد أن تسلحوا بالثقة الكاملة من «القيادة الرشيدة» ليحققوا العديد من الإنجازات خلال مسيرتهم القارية والدولية وخصوصاً أنهم يملكون المزيد من الطموحات لتعزيز مسيرتهم بالوصول إلى أعلى القمم لتقديم كل ما لديهم ومعانقة الرقم «1»، فنحن محظوظون بقيادة تكرم المبدعين على الصعد كافة، وهي مصدر فخرنا واعتزازنا دائماً وتاج على رؤوسنا جميعاً ونعاهدها بأننا سائرون على طريق الإبداع المرسوم تعزيزاً للنجاحات، وتحقيق الطموحات في جميع المحافل القارية والدولية. فقرار صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله» بتغيير مسمى المعاقين إلى «أصحاب الهمم» من اللحظات الفارقة ومحطة مهمة والذي يدل على إيمان سموه وثقته بإمكانات هذه الفئة الفعالة في المجتمع من أجل خدمة الوطن والذي يبث في أعماق وجدانهم الهمة والطموح إنها إرادة «أصحاب الهمم» بطاقاتهم الإيجابية المحرك الأساسي للتغلب على التحديات وكسر أي حواجز، وبالتالي متى وجدت الطاقة الإيجابية، فهي قادرة على قهر الصعاب من أجل تحقيق الطموحات، فسموه يحرص على استقبال أبطال «أصحاب الهمم» كان آخرها حينما عادوا من «آسيا جاكرتا» متوشحين بالذهب والفضة والبرونز تثميناً لهذا الإنجاز في هذا المحفل القاري المهم، فتغريدات سموه هي التي أشعلت حماس الجميع لتقديم الأفضل فيما هو قادم. ولن ننسى أيضاً قرار صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بتحويل الأولمبياد الخاص الإماراتي إلى مؤسسة مستقلة برئاسة سمو الشيخة مريم بنت محمد بن زايد آل نهيان الفخرية والتي تعزز النجاحات التي ظلت تحققها رياضة «أصحاب الهمم» الفكرية، ففوز أبوظبي بتنظيم النسخة الجديدة للألعاب العالمية الصيفية للأولمبياد الخاص «أبوظبي 2019» وإقامة هذه التظاهرة العالمية في الإمارات لأول مرة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مسؤولية جديدة لكل من كان يحلم بالتتويج على ملاعب الدولة ليسطر الوطن هذا الإنجاز التاريخي الكبير. الاهتمام الخاص الذي ظل يحظى به «أصحاب الهمم» من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة من اللحظات المهمة في حياتهم، وذلك من خلال دعم سموه لهم في جميع المحافل الإنسانية والرياضية، فلمساته الإنسانية في حياة هذه الفئة الفعالة في المجتمع ظلت تمثل قوة دفع كبيرة لهم من أجل تفجير طاقاتهم الكامنة ولما لا فسموه أيقونة الرياضيين وملهم المبدعين في الميادين مما أهلهم للوصول إلى منصات التتويج مراراً وتكراراً في المحافل القارية والدولية، حيث يمثل دعم سموه أكبر حافز لهم من أجل السير على درب الإنجازات وعدم التفريط في المكتسبات من أجل تعزيزها، وبالتالي رفع علم الدولة عالياً خفاقاً في جميع المحافل القارية والدولية ليقدم أبطالنا الغالي والنفيس من أجل أن ينالوا شرف استقبال سموه لهم في جميع المناسبات مما كان له المرود الإيجابي على رياضة «أصحاب الهمم» التي تخطو بخطوات ثابتة إلى الأمام لتخطف منتخباتنا الوطنية المختلفة ثمار اهتمام سموه بترك بصمات جديدة في جميع المحافل القارية والدولية بتفاعل أولياء أمور اللاعبين وأسرهم مع هذا الاهتمام الكبير، والذي كان له انعكاساته الإيجابية على مسيرة رياضة «أصحاب الهمم»، فاستلام سموه لعلم استضافة العاصمة للألعاب العالمية الصيفية «أبوظبي 2019» من المستشار النمساوي كريستيان كيرن نقطة إشعاع جديدة تضيء الطريق لأبطال «الأولمبياد الخاص» في أكبر حدث رياضي إنساني في العالم. ومثل تطبيق مبدأ المساواة بين الأسوياء و«أصحاب الهمم» في عيد الرياضيين السنوي برعاية سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة حافزاً كبيراً لنا من أجل مضاعفة الجهد والتواجد الدائم في الحفل السنوي، والذي كان له المرود الإيجابي في تفجير الطاقات من أجل ظهور جيل جديد من اللاعبين يملكون مقومات حمل الراية من القدامي في المستقبل لحصد النجاحات في جميع المحافل بدعم اتحاد المعاقين والأندية الشريك الأصيل معه في تقديم الوجوه الشابة إلى الواجهة وفق النهج المرسوم. ولأننا في دولة الرقم «1» عندما تطلق الإمارات «خليفة سات» أول قمر إماراتي 100% هذا يمثل قوة شحن جديدة لنا لنحلق في آفاق أرحب، حيث إن الدولة تتطور بمفهوم حضاري متقدم في جميع المجالات، حيث يجب أن نواكبه بعزيمة لا تلين وسقف طموحات مفتوح لنعانق المجد مع «القيادة الرشيدة» صانعة المجد. كل هذا يوقد في دواخلنا شعلة أمل لا تنطفئ ورغبة في أن نصل إلى «بارالمبية » طوكيو 2020 ونحن في كامل الجاهزية لنحلق مع الذهب ليرفرف علمنا عالياً خفاقاً في هذا المحفل البارالمبي المهم.
مشاركة :