أعلنت الأمم المتحدة مجدداً استعدادها للعب دور أكبر في ميناء الحديدة الخاضع لسيطرة ميليشيات الحوثي الانقلابية، بما يضمن بقاءه مفتوحاً، فيما حذرت من أن اليمن يقترب من كارثة كبرى. وقال الأمين العام المساعد للأمم المتحدة المكلف الشؤون الإنسانية مارك لوكوك، في بيان صحافي عقب ختام زيارة إلى اليمن استمرت ثلاثة أيام: «اليمن يقف على شفير كارثة كبرى (...) لكن لم يفت الأوان بعد»، مضيفاً أن «الأوضاع المتدهورة» في اليمن ستحتاج إلى مساعدة أضخم في العام المقبل، مشيراً إلى أن الدول المانحة قدّمت 2.3 بليون دولار في 2018 أي نحو 80 في المئة من قيمة خطة الاستجابة التي وضعتها الأمم المتحدة. ودعا الأطراف إلى تسهيل المساعدات الإنسانية، وحماية الإمدادات من الأغذية والسلع الأساسية الأخرى، مؤكداً أن الوكالات الإنسانية لا تزال تواجه عقبات كثيرة في عملها. وطالب لوكوك بضرورة وقف الأعمال العدائية، لاسيما في البنية التحتية وحولها، واعتبرها أموراً بالغة الأهمية لعمليات الإغاثة والواردات التجارية. وقال: «من غير المقبول رؤية رجال يحملون أسلحة داخل المستشفيات». وأعرب عن سعادته بالتأكيدات التي استمع إليها من الحوثيين في صنعاء والحكومة الشرعية المعترف بها دولياً في عدن عن نيتهم حضور المحادثات التي سيعقدها المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفثس، الشهر الجاري، قائلاً: «هذه الحرب يجب أن تنتهي. يستحق اليمنيون مستقبلاً أكثر إشراقاً». من جانبه، أكد رئيس الوزراء اليمني معين عبدالملك أن ميليشيا الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران لن تكون يوماً ما جادة في الوصول إلى السلام. وقال خلال لقائه في عدن لوكوك، إن الحكومة الشرعية هيأت كافة الموانئ التي تقع في المناطق المحررة في عدن والمكلا والمخا لاستقبال كافة المساعدات الإنسانية وإيصالها للمتضررين من جراء الحرب العبثية التي تشنها الميليشيا الانقلابية. وبين – بحسب وكالة الأنباء الرسمية - أن الحكومة بدأت منذ الخميس الماضي في صرف رواتب المتقاعدين في كافة المحافظات، الأمر الذي سيكون له أثر كبير على تحسن الوضع الاقتصادي. وفي الرياض، عقدت اللجنة الرباعية الاقتصادية بشأن اليمن والمكونة من السعودية، والإمارات، والولايات المتحدة، والمملكة المتحدة، اجتماعاً أمس مع كبار مسؤولي الأمم المتحدة في مقر البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن بالرياض أمس. وأوضح آل جابر أن الاجتماع تناول الوضع الإنساني وآلية الدعم في اليمن، وكيفية تحسين مستوى قدرته على مواجهة التحديات التي يواجهها سواء كانت من قبل ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران أو من الوضع المعيشي أو الاقتصاد اليمني. وأضاف أن النقاشات كانت مثمرة، موضحاً أن الجميع اتفقوا على الاستمرار في عقد مثل هذه الاجتماعات لمتابعة الوضع الاقتصادي والإنساني في الداخل اليمني. في غضون ذلك، وصلت إلى محافظة المهرة اليمنية (الجمعة)، سفينة مشتقات نفطية سعودية، تحمل 2100 طن من الديزل، بهدف دعم محطات توليد الكهرباء في المحافظة. وقال مدير مكتب البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن فرع محافظة المهرة عبدالهادي القحطاني خلال حفلة التدشين: «هذا الدعم من المشتقات النفطية التي نسلمها لمحافظة المهرة ضمن دفعات كثيرة موجهة إلى المحافظات الخاضعة للحكومة الشرعية»، مضيفاً أن الدفعات المقدمة من المشتقات النفطية يستفيد منها نحو 9 ملايين مواطن يمني في عشر محافظات، «وهي مخصصة لدعم الكهرباء، سعياً لتشغيل التيار الكهربائي (24 ساعة)، ولتخفيف الأعباء على السلطات المحلية من الموازنات العامة، ولمعالجة تداعيات تأثير أسعار صرف الريال اليمني». في شأن آخر، اقتحم الحوثيون أمس، مستشفى دار السلام للأمراض النفسية والعصبية في مدينة الحديدة اليمنية، وحولوها إلى ثكنة عسكرية، واحتجزوا العشرات من كوادرها الطبية والإدارية، بينهم 12 راهبة من جنسيات مختلفة. ومنع الحوثيون الراهبات، اللاتي يعملن في المستشفى منذ 8 سنوات من المغادرة، وأبلغوهن أنهن محتجزات، وسينقلن إلى صنعاء تمهيداً لعودتهن إلى بلدانهن. وأوضحت مصادر محلية أن المتمردين نقلوا 42 مريضاً إلى جهة مجهولة، ووضعوا ذخائرهم في أحد مخازن المستشفى التي انتشر المسلحون بداخلها وعلى أسطحها. وأعلن المتحدث باسم تحالف دعم الشرعية في اليمن العقيد تركي المالكي، أن قيادة التحالف دمرت أمس، منصة إطلاق صواريخ لميليشيا الحوثي في صعدة.
مشاركة :