بيروت: كارولين عاكوم سقط أربعة قتلى على الأقل وعدد من الجرحى في اشتباكات مسلحة وقعت أمس في محلة سوق القلعة في منطقة بعلبك بالبقاع، قبل أن تنتشر قوة من الجيش في المكان، وتعمل على ملاحقة المسلحين ودهم بعض الأماكن المشتبه بلجوئهم إليها، بينما تولت الشرطة العسكرية التحقيق في الحادث بإشراف القضاء المختص، وفق ما أعلنته قيادة الجيش – مديرية التوجيه في بيان لها. وفي حين ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أن «مسلحين من عائلة الشياح (من الطائفة السنية) أطلقوا النار على حاجز لحزب الله في وسط مدينة بعلبك التي تضم عائلات سنية وشيعية، مما دفع عناصر الحاجز إلى الرد على إطلاق النار، وتطور الأمر إلى اشتباك بين الطرفين»، أكد نائب المنطقة في كتلة حزب الله، كامل الرفاعي، لـ«الشرق الأوسط» أن «الحادث ليس له أي أبعاد سياسية إنما عائلية محضة»، مشيرا إلى أن «المشكلة بدأت قبل ثلاثة أيام بين أحد الأشخاص من آل الشياح وعناصر على حاجز تابع للحزب، وعادت وانفجرت صباح أمس وأدت إلى وقوع ضحايا لا علاقة لهم بالأمر إنما كانوا موجودين في المكان، من بينهم أحد أقربائي والمرافقون التابعون لي». وأضاف أنه «جرى التوافق بين الجميع، ولا سيما الجيش وحزب الله، بأن يتولى الأخير مهمة الأمن وأن يزيل الحزب حواجزه، وكان تجاوبا من الطرفين، وبدأت منذ ساعات بعد الظهر القوى الأمنية بتسلم الحواجز والدخول إلى المدينة وأحيائها». ورأى الرفاعي أن ما حصل هو نتيجة الفتنة المتنقلة في المناطق اللبنانية ونتيجة الخطاب التحريضي وغير المنضبط الذي يؤدي إلى هذه المشكلات في لبنان، نافيا أن يكون سبب حادثة أمس حواجز حزب الله، قائلا: «تقع يوميا مشكلات بين العائلات في أحياء ومناطق لا وجود فيها للحواجز ولا علاقة لحزب الله بها». وأشارت بعض المعلومات إلى أن اتصالات مكثفة جرت بين قيادة حزب الله والقوى الأمنية و«الجماعة الإسلامية»، وجرى الاتفاق على وقف إطلاق النار وباشرت القوى الأمنية الانتشار وفق هذا الاتفاق لضبط الوضع وإعادة الأمور إلى طبيعتها. مع العلم، أن الاشتباكات التي وقعت بين عناصر من حزب الله وأشخاص من آل الشياح من الطائفة السنية، لا علاقة مباشرة للجماعة الإسلامية بها، لكن أحد الأشخاص هرب إلى مكان وجود أحد المسؤولين في الجماعة الذي أصيب عن طريق الخطأ، بحسب الرفاعي. وبينما أعلن عن اجتماع طارئ للرئيس اللبناني ميشال سليمان ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، والقادة الأمنيين، مساء أمس، تابع رئيس الحكومة السابق النائب سعد الحريري حادثة بعلبك، وطالب في اتصال مع سليمان بوجوب معالجتها وتطويق مضاعفاتها. من جهته، رأى النائب في حركة أمل، غازي زعيتر، أن ما حصل هو نتيجة شحن طائفي ومذهبي، علما أن تاريخ بعلبك الطويل والحالي يشير إلى عكس ذلك، فـ«أبناؤها بجميع عائلاتهم، مسلمين سنة وشيعة ومسيحيين، يعيشون كأبناء عائلة واحدة، لكن الدخول الغريب إلى المدينة والشحن المذهبي الذي نسمعه من بعض السياسيين يترتب عليه سقوط ضحايا من بعلبك وغير بعلبك». وطالب زعيتر «القوى الأمنية بالضرب بيد من حديد»، متمنيا على الجيش والقضاء والقوى الأمنية أن تتعاون في ما بينها لوضع حد لما يجري، مضيفا: «صحيح أننا عشائر متهمون بأخذ الثأر لكننا لا نرتكب جرائم غدر أو جرائم بهذا المستوى أو بهذا العمل الإجرامي الذي حصل في المدينة».
مشاركة :