دائماً ما كانت ابتسامته وبساطته هي عنوان الحديث عنه لدى الرياضيين، الذين تشرفوا بالسلام عليه -يرحمه الله ويسكنه الواسع من جنانه ويؤنس وحدته-، نعم قلما نجد رياضياً التقى به سواء في لقاء نهائي أو في مناسبة أخرى إلا ويبادرهم بروح الدعابة والمزاح وبعطف الوالد على الأبناء، وهذا ليس بمستغرب على شخصية بحجم أبي متعب، الذي نرى اليوم العالم كله يبكيه ويعزي في رحيله، وما يهوّن علينا الأمر هو أننا نؤمن بقضاء الله وقدره، وأن هذا الدرب مكتوب على الجميع، فرحمك الله يا أبا متعب، وأعانك الله وحفظك يا سلمان. وللحق والتاريخ نقول إن حجم ما تحقق من منشآت رياضية لأبناء هذا الوطن في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -يرحمه الله- ما هو إلا خير دليل على صدق محبته لشباب هذا الوطن، وتهيئته لكل ما هو مساعد لهم لتحقيق ذواتهم، بل للمنافسة مع مَنْ سبقونا في عالم الرياضة بمختلف الأنشطة. ولعل ما نركن له في مثل هذه اللحظات الحزينة أننا نجد السلوان في خلفه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله -، الذي عُرف عنه الانضباطية، وهذا بكل تأكيد سيجد طريقه للتفعيل لدى شباب هذا الوطن إن رغبوا في مواصلة ما بدأه أبو متعب، وبكل تأكيد سيكون للشباب والرياضة النصيب والاهتمام، الذي تعودوا عليه في الفترة الماضية، لتتم زيادة المنشآت الرياضية التي يحتاج إليها البلد، وكذلك زيادة الميزانيات التي يحتاج إليها كل اتحاد، ونحن نعيش في عصر التحدي بكل أنواعه. وللرياضيين أقول: وكما قدمت لكم هذه المنشآت في عهد المغفور له -بإذن الله- فعليكم أن تستثمروها، وأن تحققوا ما كان ينتظره منكم من إنجازات وتقدموها هدية له، وتبروا بها خلفه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، فهما يستحقان منكم الجد والإنجازات.
مشاركة :