القاهرة: عبد الستار حتيتة في إشارة غير مباشرة على ما يبدو لمذكرات بدأت تنشرها صحيفة للفريق سامي عنان، رئيس أركان الجيش المصري السابق، قال متحدث باسم الجيش أمس إن «ما تتناوله بعض وسائل الإعلام المختلفة خلال هذه الفترة من معلومات وبيانات على أنها مذكرات شخصية لبعض المسؤولين العسكريين السابقين يؤدى إلى إيجاد حالة من البلبلة والإثارة بشكل يمس أمن وسلامة القوات المسلحة، ويؤثر على الأمن القومي للبلاد في ظل ظروف بالغة الدقة والحساسية». وواصلت السلطات مطاردة قيادات جماعة الإخوان المسلمين المتهمين من قبل النيابة بتهم من بينها التحريض على العنف، وألقت أمس القبض على وليد شلبي، مستشار مرشد الإخوان، بينما هاجم عصام العريان القيادي الإخواني الهارب، المجتمع الدولي لتخليه عن الجماعة، في وقت نشرت فيه صحيفة «الوطن» ما قالت إنها مذكرات لعنان تحدث فيها عن تفاصيل تخص «ثورة 25 يناير (كانون الثاني) 2011»، وما بعدها، وتعاطي عدد من العسكريين والمخابرات مع الأحداث التي أدت إلى تخلي الرئيس الأسبق حسني مبارك عن سلطاته، والدخول في مرحلة انتقالية أدارها المجلس العسكري برئاسة وزير الدفاع السابق، المشير حسين طنطاوي، وانتهت بفوز جماعة الإخوان المسلمين برئاسة مصر. ولم يشر المتحدث العسكري إلى «مذكرات عنان» صراحة، لكن مصادر أمنية رفيعة المستوى قالت لـ«الشرق الأوسط» إن «نشر أي معلومات سواء لمسؤولين من الجيش، مثل مذكرات الفريق عنان، أو من المخابرات، كما حاول البعض أن يفعل مؤخرا، يخضع لإجراءات معينة، ويتطلب إذنا من الجهات التي كان يعمل فيها أولئك المسؤولون، حفاظا على الأمن القومي للبلاد، كما يجري في كل بلاد الدنيا»، مشيرا إلى أن «الأمر لا يتعلق بحرية النشر، ولكن بالمسؤولين السابقين الذين يمكن أن تغريهم وسائل الإعلام للظهور تحت الأضواء». ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية الرسمية تصريحات للعقيد أركان حرب أحمد محمد علي، المتحدث العسكري الرسمي، قالت إنه أكد فيها على «الأهمية البالغة لتوخي الحذر والحرص من تناول هذه المعلومات دون اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بالتنسيق مع الأجهزة المعنية بالقوات المسلحة ارتباطا بالمخاطر التي يمكن أن تتسبب عنها خاصة وأن جميع الدول تحرص على حظر النشر للموضوعات التي قد تمس أمنها القومي، وتحدد فترات زمنية مناسبة وقوانين منظمة لذلك تعرض مخالفيها للمساءلة القانونية». وأضافت الوكالة أن القوات المسلحة أكدت على «حق كل المواطنين والرأي العام في معرفة الحقائق والمعلومات إلا أن اعتبارات الأمن القومي تفرض علينا جميعا مسؤوليات نحرص عليها لعدم المساس بأمن مصر القومي»، موضحة أن القوات المسلحة أهابت على لسان المتحدث الرسمي باسمها بكافة وسائل الإعلام المختلفة التعاون معها في هذا الأمر إعلاء للمصلحة العليا للبلاد. على صعيد آخر، ألقت قوات الأمن أمس القبض على «شلبي»، وقالت مصادر أمنية إنه مطلوب ضبطه في عدة قضايا تخص أمن الدولة، مشيرة إلى أن مستشار المرشد فر من السلطات أثناء فض اعتصام رابعة العدوية منتصف الشهر الماضي، وأن قوات الأمن في محافظة الشرقية، شمال القاهرة، رصدت تردده على منزله متخفيا في الفترة الأخيرة. وأكدت مصادر جماعة الإخوان القبض على «شلبي»، قائلة إن قوة مكونة من ثلاث سيارات شرطة وأفراد من الداخلية والشرطة العسكرية داهمت منزل أقربائه حين كان في زيارة عائلية. وأضافت أن هذا الإجراء يأتي استمرارا لمحاولات تكميم الأفواه المعارضة لما تسميه «الانقلاب العسكري». وفيما بدا أنه نشاط من قيادات الجماعة المختفين في أماكن مجهولة بسبب طلب النيابة القبض عليهم، بث موقع الجماعة على الإنترنت كلمة صوتية مسجلة للدكتور محمود غزلان، المتحدث باسم الإخوان، قال فيها إن الجماعة «ليست إرهابية»، بينما نشرت صحيفة «الحرية والعدالة» الناطقة بلسان حزب الإخوان، مقالا للعريان شن فيه هجوما شديد اللهجة ضد الجيش ووسائل الإعلام والأحزاب المدنية المصرية، وكل من الأزهر والكنيسة، بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، والأمم المتحدة.
مشاركة :