ساد هدوء حذر الحدود اللبنانية مع إسرائيل غداة عملية «المقاومة الإسلامية» - الجناح العسكري لـ «حزب الله» التي استهدفت موكباً عسكرياً إسرائيلياً في مزارع شبعا وأدت إلى مقتل جنديين إسرائيليين وتبعها مقتل جندي من القوة الإسبانية العاملة في إطار قوات «يونيفيل» بقصف إسرائيلي على مناطق تواجد هذه الوحدة في العباسية - جنوب لبنان. وطلبت الحكومة الإسبانية فتح تحقيق في الحادث لمعرفة كيفية مقتل جنديها. لكن الخروق الجوية الإسرائيلية تواصلت للأجواء اللبنانية وشملت منذ أول من أمس، وحتى نهار أمس، أجواء الجنوب مروراً بأجواء بيروت وضاحيتها الجنوبية وصولاً إلى سلسلة جبال لبنان الشرقية. وكانت الحياة عادت إلى طبيعتها بعد الأنباء التي ظلت تتوالى ليل أول من أمس، عبر وسائل الإعلام اللبنانية عن أن «إسرائيل تلقت رسالة من قوات «يونيفيل» بأن حزب الله غير راغب في مزيد من التصعيد»، وأعلن عنها وزير الدفاع الإسرائيلي موشي يعالون. اتصال إيراني - أممي وذكرت أمس، وكالة «فارس» الإيرانية أن مساعد وزير الخارجية الإيرانية للشؤون العربية والأفريقية حسين أمير عبداللهيان اتصل بالممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة لدى لبنان سيغريد كاغ وأكد لها «دعم إيران للأمن والاستقرار في لبنان»، معتبراً أن «استهداف حزب الله للرتل العسكري الصهيوني في مزارع شبعا جاء استناداً إلى حق الدفاع المشروع». ودعت كاغ خلال الاتصال الهاتفي، وفق «فارس» إيران إلى «المساعدة في إرساء الهدوء في لبنان»، فيما أكد عبداللهيان «حق المقاومة في الدفاع أمام اعتداءات الكيان الصهيوني» وقال: «هذا الكيان الغاصب هو البادئ باعتدائه على القنيطرة في الجولان السوري واستهدافه مجاهدي حزب الله الذين يحاربون الإرهاب في الصفوف الأمامية»، آسفاً لـ «عدم إبداء الأمم المتحدة أي ردود فعل تجاه العدوان الصهيوني على القنيطرة». واستنكر القصف الصهيوني للقرى اللبنانية ومقتل أحد أفراد قوات «يونيفيل»، منوهاً بأهمية المشاورات بين طهران وكاغ. وزارت كاغ أمس، رئيس الحكومة تمام سلام، واكدت بعد الزيارة ان البحث تركز على «متابعة أحداث الأيام الأخيرة»، معبرة عن تقديرها «لتعبير الرئيس الواضح حول الالتزام بالقرار 1701 وأهمية الحفاظ على أمن لبنان واستقراره». وجددت تعبيرها عن «القلق العميق الذي عبر عنه الأمين العام للأمم المتحدة في شأن خرق القرار 1701». وأكّدت أن «الأمم المتحدة تواصل تقديم المساعي الحميدة ودعوة جميع الأطراف إلى التزام الحذر وضبط النفس لتفادي أي أعمال تزعزع استقرار الوضع». والتقى سلام السفير الفرنسي لدى لبنان باتريس باولي وبحثا في التطورات في لبنان والمنطقة. وزارت كاغ لاحقاً النائب بهية الحريري في منزلها وذكّرت بموقف الأمم المتحدة الشاجب «للعنف وخرق القرار 1701 وقلق الأمين العام العميق إزاء العنف والانتهاكات التي وقعت ودعوته الأطراف إلى ضبط النفس ووجوب النظر إلى الأهمية القصوى للقرار 1701». وقالت: «نتواصل مع جميع الأطراف لتهدئة الوضع ولتأكيد أهمية الاستقرار والأمن وترسيخ الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي في لبنان». وأضافت: «هناك عدد من التحديات التي تواجه لبنان وتهدد استقراره وتجب معالجتها والأزمة الإقليمية لا ينبغي أن تؤثر أكثر في لبنان. ودوري هو التواصل مع جميع الأطراف. وتحدثت عن هذا الموضوع مع عدد من المسؤولين اللبنانيين والرئيس سلام». ولفتت إلى أن لقاءها الحريري لكونها من «كبار البرلمانيين النساء. وتحدثنا عن الدور المهم للمجمتع المدني ورؤيتها لمسائل السلام والأمن». وكان مستشار رئيس مجلس الشوری الإسلامي للشؤون الدولية حسين شيخ الإسلام «أن كل الأراضي الفلسطينية المحتلة حتی ديمونا(حيث المفاعل النووي الإسرائيلي) تحت مرمی صواريخ حزب الله». وقال شيخ الإسلام للقناة الثانية في التلفزيون الإيراني إن «عملية حزب الله باغتت العدو الصهيوني المحتل ووجهت له تحذيراً جاداً وهي عملية لا تقاس بها عملية الصهاينة في القنيطرة». واعتبر «أن هذا الانتصار المذهل أظهر قوة وقدرة حزب الله ورده في أسرع وقت ممكن علی عملية القنيطرة. وأثبتت العملية أن الحزب لم يضيع هدفه الأساس ألا وهو زوال الكيان الصهيوني والعملية التي نفذت في منطقة معقدة مثل مزارع شبعا أثبتت قدرة وجاهزية حزب الله العالية، وهو يستخدم قدراته أينما اقتضت الحاجة وهو تحذير کبير للكيان الصهيوني کي لا يرتكب أي حماقة». خروق جوية إسرائيلية وسجلت قيادة الجيش اللبناني - مديرية التوجيه خروقاً إسرائيلية بدأت منذ أول من أمس، فوق بلدة رميش وشملت مناطق الجنوب، بيروت وضواحيها، وفوق بلدة كفركلا، وشملت مناطق الجنوب، وأخرى لطائرات استطلاعية وعلى علو منخفض فوق سلسلة جبال لبنان الشرقية وجرود بريتال وصولاً إلى بعلبك، وخروقاً أخرى في أجواء حاصبيا والبقاع الغربي وصولاً إلى منطقة راشيا. وفي المقابل أبقت القوات الإسرائيلية على حال «تأهب قصوى»، وانتشر جنود إسرائيليون قرب منطقة الحدود ونصبوا حواجز على الطرق. وقال الوزير يعالون أنه ليس بوسعه «تأكيد انتهاء الأحداث وأن الجيش سيبقى في حال تأهب قصوى إلى أن يعود الهدوء للمنطقة». وجرى تشييع القتيلين الإسرائيليين وأحدهما برتبة نقيب يدعى يوشاي كلانغيل. مجلس الأمن وكان مجلس الأمن اجتمع ليل أول من أمس، بناء على طلب فرنسا، لبحث تداعيات عملية «حزب الله» لجهة تصاعد التوتر على الحدود اللبنانية - الإسرائيلية. ودان المجلس مقتل الجندي الإسباني في «يونيفيل». وقال رئيس البعثة الإسبانية إلى الأمم المتحدة السفير رومان اويارزون إن الجندي «قتل بسبب التصعيد في أعمال العنف وبرصاص إسرائيلي»، مشيراً إلى أنه طلب خلال اجتماع مجلس الأمن فتح تحقيق كامل حول مقتل الجندي الإسباني. وقال السفير الفرنسي لدى الأمم المتحدة فرنسوا ديلاتر قبل الاجتماع إن «هدفنا التهدئة ومنع أي تصعيد للوضع». ودعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في بيان إلى «ضبط النفس والهدوء». وحض جميع الأطراف على «العمل في شكل مسؤول للحيلولة دون حصول تصعيد في مناخ إقليمي، أصلاً متوتر». وكشفت وسائل إعلامية لبنانية معطيات عن كيفية تنفيذ «حزب الله» عمليته، وذلك بإطلاق، بداية، صاروخين على الجولان المحتلّ، بغية حرف أنظار العدو إلى تلك المنطقة للتمويه، وكانت مجموعة «شهداء القنيطرة» في موقع أمامي في مزارع شبعا المحتلة بعدما نجحت في تجاوز أجهزة المراقبة الإسرائيلية، ولدى مرور القافلة الإسرائيلية استهدفتها بستة صواريخ من نوع «كورنيت». ولم يسجل اي اشتباك مع الجانب الاسرائيلي وانسحبت المجموعة إلى العمق اللبناني. وغطى انسحابها قصف مدفعي وصاروخي من جانب المقاومة طاول مواقع في السماقة والعلم ورمثا والعباسية والغجر. وكانت المدفعية الإسرائيلية ردت على العملية بقصف مدفعي طاول العباسية حيث مواقع الكتيبة الإسبانية العاملة ضمن «يونيفيل» ما أدى إلى إصابة الجندي الإسباني ثم وفاته. وأحصي سقوط نحو 200 قذيفة إسرائيلية على مناطق جنوبية.
مشاركة :