أثبتت نتائج الانتخابات النيابية والبلدية التي انتهت جولتها الثانية يوم أمس الأول نجاح المسيرة الديمقراطية في المملكة، بقيادة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، والتفاف الشعب حول قيادته للمضي قدما ومواصلة بناء الدولة الحديثة من خلال المؤسسات الدستورية. إن المشاركة الشعبية الواسعة والتي بلغت نسبتها في الجولة الأولى 67 بالمائة، وهي النسبة الأعلى منذ بدء العملية الديمقراطية، تعبير عن نضج ووعي المواطنين ودعمهم للمشروع الإصلاحي الذي تبناه جلالته منذ توليه مقاليد الحكم في عام 1999، ورفضا قاطعا للتدخلات الخارجية في الشأن الداخلي للمملكة حفاظا على أمن واستقرار البحرين. فقد حاولت جهات داخلية وخارجية كعادتها التشويش على سير الانتخابات، إلا أن التصويت بكثافة في الجولتين الأولى والثانية قد أفشل هذه المحاولات اليائسة، كما وجه الشعب من خلال هذه المشاركة رسالة واضحة للعالم بأنه لبى نداء الوطن لإنجاح هذه التجربة والمساهمة بشكل فعال إلى جانب قيادته في مسيرة البناء الديمقراطي بروح وطنية عالية وإخلاص لا مثيل له. والتطور اللافت في هذه الانتخابات هو تصدر المرأة البحرينية للمشهد الانتخابي، حيث تمكنت من الفوز بـ 6 مقاعد من المقاعد، ما يعزز من مشاركتها في الحياة السياسية في المملكة والحفاظ على المكتسبات التي حققتها لتكون شريكا في رسم معالم المستقبل الذي تنشهده المرأة البحرينية. وقد عكس الترحيب الواسع من عدد من الدول العربية والأجنبية والمنظمات الإقليمية والدولية والإشادة بنتائج الإنتخابات، مدى التقدير الذي تكنُّه هذه الدول لمملكة البحرين ولالتزامها بالمسيرة الديمقراطية التي أسهمت في نضج تجربتها وأوجدت تشريعات وقوانين متطورة في كافة المجالات، وأصبحت نموذجا حضاريا وضعتها في مصاف الدول المتقدمة. لا ننسى في هذه المناسبة الجهود الكبيرة التي بذلتها وزارات الدولة وأجهزتها وخاصة رجال الأمن الذين قاموا بتنظيم تدفق الناخبين الكثيف على الدوائر الإنتخابية وصناديق الإقتراع لاختيار ممثليهم للمجلس النيابي والمجالس البلدية وتقديم المساعدة اللازمة لهم، وتعاملهم الكريم مع كبار السن في أروع صور التعاون والوفاء والمودة. فهنيئا للقياد الرشيدة والشعب البحريني بنجاح الانتخابات البلدية والنيابية، وما تحقق من تقدم وتطور تضاف للمسيرة المباركة الشاملة بقيادة عاهل البلاد المفدى.