حوار:أحمد السيد لم يمنعه عدم المشاركة بصفة أساسية، منذ انطلاقة الموسم الحالي في دوري الخليج العربي، مع الجزيرة، لعدم اكتمال جاهزيته البدنية وانضمامه إلى صفوفه بعد ختام المعسكر الخارجي وبدء المنافسات المحلية، من الدخول ضمن الخيارات الفنية للمدرب داميان هيرتوج، فالهولندي ناصر بارازيت الوافد الجديد لكتيبة «فخر أبوظبي»، مضى ليكون من ضمن أهم البدائل التي تفتح المجال أمام الجهاز الفني لخلق خيارات عدة، لمواجهة الغيابات المحتملة واستكمال منافسات الدوري بنجاح، خاصة في المراكز المؤثرة للاعبين الدوليين، ويمتلك القدرة على شغلها بنفس الكفاءة.بارازيت نجم ليفربول في حقبة سابقة، ترعرع في أكاديميته وصعد في سن صغيرة إلى الفريق الأول، وبدأ في تقديم بعض اللمحات التي تكشف عن إمكانياته المميزة، لتسود حالة من التفاؤل داخل أوساط الجماهير الجزراوية، بعد مشاركته في آخر مباراتين بالدوري أمام الإمارات والوحدة، لتعويض غياب الغاني ارنست أسانتي، للإصابة، وشارك في أطول فترة منذ انطلاق الموسم بواقع تسعين دقيقة في كل من المباراتين، ليسهم مع فريقه في تحقيق الفوز.«الخليج الرياضي» التقى بارازيت، وهنا نص الحوار: * ما أبرز التحديات التي واجهتك منذ انتقالك إلى الجزيرة؟- عدم اكتمال جاهزيتي البدنية وانضمامي بعد ختام معسكر التحضير للموسم، الذي أقامه الفريق في هولندا، فضلاً عن التحدي الأهم بالتأقلم مع الطقس الحار الذي يسود الإمارات، وكانت الأمور صعبة في البداية، إلا أنني تغلبت على كل تلك العوامل والعراقيل، وبدأت في المشاركة التدريجية مع الفريق في ثلاث مباريات مؤخراً، وحققنا فيها الانتصار جميعاً، ما بين الدوري وبطولة الكأس، حيث يسعى المدرب إلى توظيفي في أكثر من مركز في منتصف الميدان، خاصة في ظل غياب خلفان مبارك عن مباريات الكأس، وشغل مركزه أحياناً وأعتبره المكان المفضل بالنسبة لي، على مدار مسيرتي السابقة في أوروبا، في ظل توفر خيارات عديدة في الارتكاز، أبرزها يعقوب الحوسني، ومحمد جمال، والكاميروني سياني، وأشعر بالرضى عما أقدمه.* ما هي مدة عقدك المرتبط به مع الجزيرة؟- وقعت عقداً لمدة موسمين وأسعى إلى إثبات جدارتي بحجز مقعد أساسي في التشكيل، على الرغم من صعوبة الموقف في ظل كوكبة النجوم التي يزخر بها الفريق.* ما رأيك في استراتيجية نادي الجزيرة بالاعتماد على لاعبي الأكاديمية؟- أعتقد أنها من أفضل الاستراتيجيات بين أندية الدوري حالياً، وخير دليل المستوى المميز الذي يقدمه الفريق خاصة في بطولة الدوري، ولا يعود الفضل في ذلك فقط للاعبي الخبرة، مثل فارس جمعة، وعلي مبخوت؛ بل للاعبين الشباب دور مهم ومحوري، وما يقدمه خلفان مبارك، وخليفة الحمادي، ومحمد جمال، يدعو إلى الفخر، وأعتقد أن منح هؤلاء النجوم الفرصة في الموسم الحالي، هو السبيل لرؤية الجزيرة يعود إلى منصات التتويج.* ظهر الجزيرة قوياً في المباريات التي افتقد فيها أبرز عناصره مثل غياب علي مبخوت في مباراة العين.. ما تعليقك؟- الجزيرة قادر على تعويض غياب أي لاعب، ولا يعتمد على عنصر بعينه، والدليل عدم تأثره في بطولة الكأس بغياب ما يتراوح بين 8 لاعبين في المنتخبات الوطنية، وفي مباراة العين بالدوري، أثبتنا تلك المقولة. بالفعل الجزيرة قادر على اللعب بدون مبخوت وعلي خصيف، وحققنا فوزاً مستحقاً في ملعب هزاع بن زايد.* هل تعتقد أن علي مبخوت قادر على تحطيم الأرقام القياسية وحصد لقب هداف الدوري التاريخي؟- مبخوت مهاجم من الطراز الفريد ويمتلك حاسة تهديفية كبيرة، وكل فريق يتمنى وجوده بين صفوفه؛ لأنه يتحرر من الضغوطات ويتعامل بشكل طبيعي ولا يفقد تركيزه في الميدان، ليقدم أفضل ما لديه، والأهم من ذلك أن لديه شخصية قوية، وهي من أبرز الصفات التي تسهم في نجاح المهاجم المطالب بصفة مستمرة بالتسجيل وزيارة شباك الخصوم، ومن دون شك أنه قادر على اقتناص المركز الأول في ترتيب الهداف التاريخي بعد نجاحه ببراعة في تسلق الترتيب.* من الذي تعتبره قائداً داخل وخارج الميدان وقادراً على إخراج الفريق من أزماته؟- أعتقد أن نقطة القوة في الفريق تتمثل في جودة لاعبيه المواطنين المميزين؛ حيث يضم نخبة من لاعبي الخبرة وعناصر المنتخب الوطني، وأعتقد أن علي خصيف قائد وموجه دائم للاعبين، وخاصة الشباب منهم، ولا يبخل عليهم بنصيحة تسهم في النهوض بمستوياتهم. وعلى سبيل المثال في حال عدم مشاركته في أي مباراة ضمن التشكيل الأساسي، فهو حريص على الحضور مع الفريق في المعسكر والتدريبات وحتى يوم المباراة داخل غرفة الملابس، ويتواصل مع اللاعبين ليحفزهم على تقديم الأفضل وحصد نتيجة إيجابية.* هل ترشح الجزيرة للقب الدوري؟- لا يمكنني التكهن بنسبة 100% بأن الجزيرة سيحقق لقب الدوري في الوقت الحالي، الذي يعتبر الحديث فيه مبكراً، ونحن نقدم أفضل المستويات بشهادة الجميع، ويتعين علينا التعامل مع كل مباراة بشكل منفرد، ونمضي خطوة تلو أخرى حتى بلوغ شهري مارس وأبريل وقبل نهاية الموسم لتحديد ما يقاتل الفريق من أجله، فإن حافظنا مثلاً على ترتيبنا في الصدارة أو انفردنا بها، فالآمال ستكون معقودة حينها على تحقيق اللقب، وكل ما ننشده في الوقت الحالي، هو إنهاء الدور الأول بشكل جيد.* من أقنعك بالانضمام لقلعة الجزيرة؟- بعد تولي مارسيل كايزر مهمته على رأس الجهاز الفني للفريق الصيف الماضي، بدأ في التواصل معي بشكل شخصي لمعرفة إمكانية انضمامي للجزيرة، وأوضح لي أن الأجواء التي تسود النادي إيجابية للغاية، وكانت تربطني علاقة صداقة مع كايزر منذ أن كان مدرباً لفريق الرديف والفريق الأول في أياكس الهولندي، وبعدها بدأت المفاوضات الرسمية مع وكيل أعمالي ووصلت للنهاية السعيدة في الختام. *وكيف ترى المدرب كايزر؟- أتوقع له نجاحاً منقطع النظير في تجربته الجديدة مع سبورتنج لشبونة البرتغالي، وأراه من أفضل المدربين، ولديه رؤية وأسلوب مميزان، ويمتلك كل المقومات التي تجعله من أفضل المدربين في أوروبا، ولكنه بحاجة لأن يحالفه التوفيق في تجربته الجديدة.*وماذا عن هيرتوج المدرب الحالي للجزيرة؟- داميان هيرتوج مدرب الجزيرة الحالي جدير بتولي هذا المنصب، ولم أشعر منذ انضمامي للنادي بأن هيرتوغ مساعداً للمدرب؛ لأنه يمتلك من الخبرات والقدرات التي تؤهله لشغل منصبه الجديد مدرباً للفريق؛ حيث سبق له تلقي العديد من العروض، وكان مطلوباً في هولندا لتولي مسؤولية الإدارة الفنية لعدة فرق، ولكنه فضل القدوم إلى الجزيرة، وعندما تلاحظ حديثه مع اللاعبين لتوضيح بعض الأمور، أو الأسلوب التدريبي الذي ينتهجه، تعي تماماً أنه على قدر تلك المسؤولية، ومؤهل تماماً لاستكمال العمل الذي بدأه مع كايزر منذ بداية الموسم. * كلمة أخيرة- أطالب لاعبي الجزيرة بالتركيز الشديد في المباريات المتبقية من الدور الأول؛ لإنهائه بأفضل شكل ممكن. الأجواء السائدة تبشر بالخير وتبعث على الأمل، وبقدرة الفريق على تحقيق العديد من الإنجازات خلال الموسم الحالي، تُروي ظمأ جماهير النادي وتعوضها عن موسم الوفاض الخالي، واستعادة لقب الدوري كأبرز الأولويات. تجربة أرسنال تحدث ناصر عن مسيرته، حيث أكد أنه لعب لموناكو الفرنسي وملاطية سبور التركي وإن إي سي نيميجن الهولندي، وأرسنال الإنجليزي وهي التجربة الأبرز، وقال: «لقد تشرفت باللعب بجوار أبرز اللاعبين في العالم، حيث تم تصعيدي إلى الفريق الأول لأرسنال في سن صغيرة عندما بلغت السابعة عشرة لتألقي اللافت في الأكاديمية، وأبرز من عاصرتهم المهاجم المعروف إدواردو دا سيلفا، ولاعب وسط تشيلسي حالياً سيسك فابريجاس والمهاجم الهولندي روبين فان بيرسي». الثنائي المنسجم أشار بارازيت إلى أن اللاعبين علي مبخوت وخلفان مبارك يعتبران أفضل ثنائي منسجم في الدوري حالياً، متمنياً أن يستمرا في عزف أعذب الألحان وتقديم العطاء وتحقيق المزيد خاصة أن الدوري ما زال في مرحلته الأولى وأمامهما الكثير من الوقت لحصد المزيد وتقديم الإمتاع لمتابعي الدوري بشكل عام وجماهير «فخر أبوظبي» بشكل خاص.