تعيش مملكة البحرين حاليا أسبوعا وطنيا بامتياز.. الأمر الذي يؤكد الحراك السياسي الوطني الفاعل، كما يعزز الخطوات الثابتة والراسخة نحو التقدم والتطور والنماء للمشروع الإصلاحي والمسيرة الديمقراطية في ظل القيادة الرشيدة لجلالة العاهل المفدى، الذي جعل من مملكة البحرين قصة نجاح لملك حكيم مع شعب عظيم. فمن الانتخابات النيابية والبلدية ذلك العرس الانتخابي الذي شهد أكبر مشاركة في تاريخ مملكة البحرين، وشهد الإرادة الوطنية الحرة في الاختيار والمشاركة، إلى صدور الأمر الملكي السامي بشأن تعيينات أمانة العاصمة.. إلى إعلان صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء الموقر استقالة الحكومة وأحاط سموه المجلس بالكتاب المرفوع إلى جلالة العاهل المفدى والذي يتضمن استقالة الحكومة وذلك بعد الإعلان بشكل رسمي عن نتائج الانتخابات النيابية للفصل التشريعي الخامس وعملاً بحكم المادة (33) من دستور مملكة البحرين التي توجب تشكيل وزارة جديدة عند بدء كل فصل تشريعي. يحسب للقيادة الرشيدة في مملكة البحرين -وهذا أمر إيجابي جدا- أن كل تلك الأمور تسير بنهج حكيم، وانسابية دستورية، وممارسة حضارية، قلّ أن تجد مثلها في دول أخرى، تشهد فيها تحولات واضطرابات وأشكالا لتطورات غير دستورية وممارسات غير حضارية تتسبب في توقف الحياة السياسية فيها، وفي نشوء الفتنة والصدامات.. إلا مملكة البحرين فإنها تسير بخطى ثابتة وراسخة وموزونة.. بفضل حكمة القيادة الرشيدة وتكاتف الشعب البحريني ووعيه الرفيع. ما يحصل حاليا في مملكة البحرين هو إنجاز بمعنى الكلمة.. يستحق أن يكون أنموذجا ديمقراطيا، دستوريا وسياسيا، ويستوجب أن يحتذى به في دول المنطقة، تماما كما يستلزم الإبراز والتسويق الإعلامي والدبلوماسي المتميز.. فما يحدث الآن هو بداية صفحة جديدة لاستمرار التحول الإيجابي الديمقراطي، والانتقال من مرحلة إلى مرحلة أخرى، والانطلاقة نحو حقبة جديدة بكل ما لها وما عليها.. بكل تحدياتها وتطلعاتها.. بكل آمالها وأحلامها. وبالطبع، وكما هو النهج البحريني الحكيم والهادئ، الثابت والراسخ، سنشهد في الساعات المقبلة الإعلان عن تشكيل الوزارة الجديدة، وسنشهد في الأيام القادمة الإعلان عن تعيينات أعضاء مجلس الشورى، وسنشهد فيما بعدها حراكا برلمانيا، تشريعيا ورقابيا، يتزامن معه ملفات مهمة جدا، من أبرزها برنامج عمل الحكومة الموقرة، ومناقشة تقرير ديوان الرقابة المالية والإدارية، والمضي قدما في تطبيق برنامج «التوازن المالي» وغيرها من الملفات الوطنية للمرحلة المقبلة. يجدر بنا ونحن ننتقل من مرحلة وطنية إلى مرحلة وطنية جديدة، أن نرفع أسمى آيات الشكر والتقدير إلى حضرة صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر على قيادته الحكيمة وجهوده الكريمة ومتابعته الحثيثة، ونجاحه المستمر والمتميز في حمل أمانة المسؤولية التي كلفها بها حضرة صاحب الجلالة عاهل البلاد المفدى، وإسهامات سموه البارزة في تحقيق الإنجازات وتجاوز التحديات، بنهج حكيم وخبرة عريقة، كانت لها الفضل الكبير في استمرار وديمومة التطور الحكيم، الثابت والراسخ، لمملكة البحرين. يجدر بنا أن نشكر جميع المواطنين الذين أسهموا في نجاح العملية الانتخابية، وأن نحيي جهود الجهات والهيئات التي قامت بدورها على أكمل وجه، ضمن فريق العمل الواحد (فريق البحرين).. لنواصل معا بناء مملكة البحرين بكل أمن وأمان واستقرار، والتي أصبحت اليوم نموذجا نعتز ونفتخر به جيلا بعد جيل.
مشاركة :