مسؤولون يكشفون «كذبة» وزير خارجية فرنسا بشأن تسجيلات خاشقجي

  • 12/3/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

كشف موقع «ميديا بارت» الاستقصائي، عن أن تنصل وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان في 12 نوفمبر الماضي، من علمه بالأدلة التي قدمتها تركيا للدول الغربية بشأن مقتل الصحافي جمال خاشقجي ينافي الحقيقة، مؤكداً أن مسؤولين فرنسيين اطلعوا عليها آنذاك. وشبّه الموقع الفرنسي -في تحقيق له- كذبة لودريان بمواقف الرئيس الأميركي دونالد ترمب، بسبب موقفه غير المتناسق في قضية خاشقجي، حيث يحجم عن تأكيد الأدلة لحماية السعودية من تداعيات هذا الاغتيال الشرس.أوضح الموقع أن الوزير الفرنسي كان يعني بتصريحه التسجيلات الصوتية لعملية قتل وتقطيع جثة الصحافي السعودي داخل قنصلية بلاده في اسطنبول في الثاني من أكتوبر الماضي. ونقل «ميديا بارت» عن 7 دبلوماسيين ومسؤولين استخباراتيين فرنسيين، تأكيدهم أن مسؤولي وزارة الخارجية -وعلى أعلى المستويات- كانوا قد تمكّنوا من الاطلاع على تلك التسجيلات في التاريخ الذي تحدث فيه الوزير. ويرى الموقع الفرنسي، أن تركيا كانت على اطلاع على كل ما جرى داخل القنصلية، لكنها تفضّل أن يعترف السعوديون بذلك بدل أن تكشفه أنقرة. ووفق ما نقله «ميديا بارت» عن دبلوماسي فرنسي بوزارة الخارجية، فإن مسؤولي هذه الوزارة أحسّوا فور تصريح لودريان النافي للحصول على التسجيلات، بأن ذلك كان «خطأ فادحاً»، مضيفاً: «بالطبع كانت لدينا التسجيلات، ومن السخافة نكران ذلك، لكن ذلك النفي كشف أن الوزير كان مستعداً لتحمل مخاطر قول فرية كبيرة، فقط للتغطية على ولي العهد السعودي محمد بن سلمان». وأكد مصدر في جهاز الاستخبارات الفرنسي الخارجي للموقع، أن التسجيلات سُلّمت إلى الوزير نفسه، أي أن مشاركتها تمت بالفعل. وتعليقاً على ما حدث، نقل «ميديا بارت» عن دبلوماسي فرنسي قوله: «موقف لودريان صادم للغاية ومحرج، إنه خطأ فادح، لكن هذا ليس مفاجئاً، إذ منذ أن أصبح وزيراً للخارجية فإنه لا يزال يتصرف كوزير للدفاع، حتى لو تطلب ذلك أخذ مواقف مجازفة أو يصعب الدفاع عنها، بخصوص أنظمة مثل مصر أو المملكة العربية السعودية». ووفقاً لمدير إدارة سابق في وزارة الخارجية الفرنسية، فإن لودريان «يتصرف كما لو كانت مهمته في المقام الأول هي حماية وتطوير العقود التجارية المنجزة أو التي في طور التفاوض». ولفت الموقع إلى أن الأحداث السرية المشابهة لمقتل خاشقجي، كثيراً ما أبقتها كل الأطراف المعنية طيّ الكتمان، لكن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان فاجأ كل الحكومات، عندما قرر أن يكشف لها كل ما توصل إليه تحقيق شرطته. واعتبر «ميديا بارت» أن أردوغان -بإقدامه على هذه الخطوة- حاصر كل أولئك الذين كانوا ينحنون لسنوات أمام السعودية، ويقيمون علاقات متينة معها عن طريق غضّ الطرف عن تجاوزاتها. وختم الموقع بتأنيب لودريان في هذه القضية، قائلاً إنه بكذبه بشأن المعلومات التي حصل عليها كشف تواطؤ فرنسا مع أكثر الأنظمة إجراماً على وجه الأرض، حسب تعبير الموقع. «لا علم له» وكان لودريان، صرّح لقناة «فرانس 2»، أن «لا علم له» بمعلومات تركية حول مقتل جمال خاشقجي في قنصلية بلاده باسطنبول في الثاني من أكتوبر، مناقضاً بذلك تصريحات لأردوغان، وقال لودريان، «إذا كانت لدى الرئيس التركي معلومات يريد مدّنا بها، فليفعل»، وكان الرئيس التركي قال السبت، إن بلاده أطلعت باريس وبرلين ولندن وواشنطن على معلومات استخباراتية بشأن مقتل الصحافي السعودي. واستنكرت تركيا بشدة تصريحات وزير الخارجية الفرنسي، الذي اعتبر أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان «يمارس لعبة سياسية» بشأن قضية الصحافي السعودي جمال خاشقجي، واعتبرتها «غير مقبولة»، وقال مدير الاتصال في الرئاسة التركية فخر الدين التون لوكالة «فرانس برس»: «نعتبر أنه من غير المقبول اتهام الرئيس أردوغان بممارسة لعبة سياسية».;

مشاركة :