كتب - إبراهيم صلاح: ما بين التشخيص الخاطئ ومضاعفات العملية والنزيف.. أخطاء طبيّة قام بها عدد من الأطباء في المستشفيات الخاصة وتسببوا في تحويل حياة المرضى إلى كابوس. الراية رصدت حالات لمرضى قاموا بإجراء عمليات بسيطة، إلا أنهم فوجئوا بمضاعفات ومعاناة بعد خروجهم من غرف العمليات. أحد المرضى أكد تعرّضه لنزيف أثناء عملية كي للجيوب الأنفية تسبب في نزيف بالعين وما تبع ذلك من انخفاض مستوى الرؤية، وآخر تعرّض لانسداد في المريء خلال عملية قص معدة وثالث تم تشخيص حالته كإصابة بالسرطان وتبيّن عدم صحة ذلك بعد سفره للخارج. وأكد مواطنون لـ الراية أن الأخطاء الطبية بالمستشفيات الخاصة سببه تراجع مستوى الكوادر الطبية المؤهلة، وأخطاء التشخيص، والتي يترتب عنها تأخر العلاج، فضلاً عن عدم الكشف المبكر عن الأمراض. وأشاروا إلى الأخطاء الجسيمة في تشخيص الحالات المرضية مما يكون له أثر بالغ السوء على حياة المريض، فضلاً عن مضاعفات ما بعد الجراحة والتي تحوّل حياة المريض لكابوس. وطالبوا بتقييم شامل وعاجل للكوادر الطبية بالمستشفيات الخاصة، ووضع اشتراطات جديدة لاختيار الكوادر الطبية حفاظاً على صحة وسلامة المرضى، لافتين إلى أهمية دور القطاع الطبي الخاص في تقديم الخدمات الطبيّة للمواطنين والمقيمين. مبارك ناصر البوعينين: عشت المعاناة عاماً كاملاً بسبب زراعة ضرسين أكد السيد مبارك ناصر البوعينين أن الخدمات الصحيّة في بعض المستشفيات الخاصة تجارية وتستهدف التربح من المرضى، دون الاهتمام بصحة المريض في المقام الأول. وقال: هذا هو انطباعي عن بعض المستشفيات الخاصّة بعد تجربتي في زراعة الأسنان ومعاناتي لعام كامل في زراعة ضرسين فقط، حيث إنني في أحد الأيام فوجئت بوقوع الضرس من مكانه بعد أقل من 12 شهراً رغم أن الضرس تم تركيبه بأحد المستشفيات الشهيرة والذي تحصل على مبالغ طائلة مقابل هذه الخدمة، وعند سقوط الضرس، لم أعد تجربتي معهم مرة أخرى، بل فضلت أن أتلقى علاجي ما بين المستشفيات الحكومية والعلاج في الخارج. وأضاف: فقدت ثقتي تماماً في القطاع الخاص الطبي بعد تلك التجربة، وعندما أحتاج إلى طبيب أذهب إلى المستشفيات الحكومية لمتابعة علاج السكر والضغط، وإن احتجت أكثر من ذلك لعلاج أمراض تتعلق بالعظام أو الأسنان لي أو لأحد من أفراد عائلتي أتوجّه مباشرةً للهند أو تايلاند للعلاج بأسعار أقل كثيراً من نصف الأسعار هنا في قطر. وأكد أن معظم الكوادر الطبية في المستشفيات الخاصة غير مؤهلة وأصحاب خبرات قليلة، حيث يعتمد أصحاب تلك المستشفيات على استقطاب حديثي التخرج دون وجود خبرة حقيقية ما يتسبب في حدوث مثل هذه المشاكل الطبيّة من تشخيص خاطئ أو تنفيذ غير صحيح. أحمد الرميحي: تشخيص خاطئ لأحد أقاربي بالسرطان أشار أحمد الرميحي إلى تراجع مستوى الكوادر الطبية المؤهلة للتعامل مع الحالات المرضية في المستشفيات الخاصة، وما يترتب عن ذلك من تأخر مراحل العلاج، وعدم الكشف المبكر عن الأمراض، وصعوبة الحد من مضاعفاتها الصحية فضلاً عن تشخيص خاطئ للمرض. وأكد أن بعض أطباء المستشفيات الخاصة يرتكبون أخطاء جسيمة في تشخيص الحالات المرضية؛ ما يكون له أثر بالغ السوء على حياة المريض، حيث قام أحد الأطباء في مستشفى خاص بتشخيص خاطئ لأحد أقاربه وادعاء إصابته بالسرطان والذي تبيّن لاحقاً أنه لم يُصب به، بعد اضطراره للسفر للخارج والاطمئنان على صحته ما أثر على حالته النفسيّة بشكل كبير وكان التشخيص من البداية خاطئاً. وأكد أن التشخيص الطبي يمثل مرحلة من أهم مراحل العمل الطبي فهو أهم خطوة للطبيب وعلى ضوء ذلك يتحدّد تعامل الطبيب مع المريض وطريقة علاجه، وإن أي خطأ في تلك المرحلة المهمة والرئيسية يستتبع نتائج قد لا تحمد عقباها لأنه في هذه المرحلة بالذات تبدأ مسؤولية الطبيب المهنيّة وإن أي تسرّع في البتّ وتقرير حالة المريض قد يوقع الطبيب في خطأ التشخيص إما من الناحية العملية أو من ناحية الإهمال في التشخيص. وطالب بضرورة إجراء تقييم شامل وبشكل عاجل للكوادر الطبية بالمستشفيات الخاصة عن طريق الجهات المختصة، وقياس مدى صلاحية هؤلاء الأطباء للعمل من عدمه للحدّ من الأخطاء الطبية التي تسبب مخاطر جسيمة على صحة المرضى وتصل أحياناً إلى حد الوفاة. إبراهيم الكواري: خطأ في عملية قص المعدة حوّل حياتي إلى كابوس انسداد بالمريء جعلني أتناول الغذاء في 3 ساعات روى السيد إبراهيم الكواري معاناته التي بدأت في أواخر عام 2015 والتي تمتد إلى وقتنا الحالي حينما قرّر إجراء عملية قص معدة في أحد المستشفيات الخاصة الشهيرة داخل البلاد لإنقاص الوزن وتفادي أمراض السكر والضغط وتحويل حياته للعيش بطريقة صحية من غذاء مفيد وممارسة الرياضة بشكل يومي إلا أن أحلامه تحوّلت إلى كابوس يعيشه يوماً بعد يوم منذ يوم العملية بعد خطأ طبي أفقده القدرة على تناول الأطعمة بشكل طبيعي حتى أصبح تناول وجبة الغذاء يستغرق 3 ساعات كاملة. وقال: أثناء قيام الطبيب المختص بإجراء عملية قص المعدة، قام بخطأ جسيم تسبب في إغلاق المريء وعدم القدرة على إدخال أي نوع من الأطعمة أو حتى المياه، حتى أعلن الطبيب عدم قدرته على عمل أي شيء وطالب بنقلي إلى مستشفى حمد العام عن طريق سيارات الإسعاف، لينقذوا الحالة ويحاولوا أن يقدموا أي حلول بعد أن توقف الطبيب ولم يستطع معالجة خطئه أو تقديم حلول، وعند انتقالي إلى مؤسسة حمد الطبية قام الفريق الطبي بعد إجراء الفحوصات والأشعات اللازمة بتحديد مواعيد لعمليتين الأولى بتركيب دعامة في المريء ليكون مفتوحاً أمام الأطعمة والمياه والعملية الثانية بإزالة الدعامة بعد 45 يوماً. وأضاف: لمدة 14 يوماً لم أستطع تناول الأطعمة أو حتى المياه وكان المغذي هو الحل الوحيد لمد جسمي بما يحتاجه حتى موعد إزالة الدعامة لتتحول عملية تناول الطعام إلى كابوس بسبب ضيق المريء وعدم قدرتي على تناول الطعام بشكل طبيعي حيث تستغرق عملية تناول الغذاء 3 ساعات كاملة للحصول على وجبتي كاملة، مشيراً إلى أن الحل الوحيد للقضاء على المشكلة هو بإجراء عملية تحويل مسار إلا أن نسبة خطورتها تصل إلى 90% بسبب تضرّر المعدة بشكل كبير لتستمرّ المعاناة إلى الوقت الحالي. محمد الكواري: أصبت بنزيف على العين خلال عملية بسيطة بالأنف أشار المهندس محمد الكواري إلى تعرّضه إلى خطأ طبّي أثناء القيام بعملية بسيطة لكيّ الشعيرات الدموية والتي تسببت بنزيف دماء أثر سلباً على العين حيث تجمعت الدماء أمام العين وفقدت القدرة على الإبصار بشكل سليم لمدة تصل إلى أسبوعين، إلى أن أزالوا الدماء المترسبة. وقال: بعد العملية لم يطلعني أي أحد من الفريق الطبي بتلك المضاعفات أو حدوث أي خطأ طبي، لكن عند قيامي بالأشعة اللازمة في مستشفى آخر وضحوا لي أسباب النزيف والنتيجة المترتبة عليه والضرر الكامن خلال فحصي الدوري الذي أقوم به كل 6 أشهر. وطالب بضرورة التدقيق على الكوادر الطبية العاملة في المستشفيات الخاصة، ومراجعة تقارير المستشفيات الخاصة بالعمليات بصورة دورية دون انتظار لقيام المريض برفع دعوى أو شكوى، وأن تكون من ضمن دور الرقابة من حيث كشف معدل الأخطاء وتأثيرها على المرضى ومحاسبة المُقصرين بما ينصّ عليه القانون.
مشاركة :