السماري: مضامين الكتب «السيئة» تثخن جراح المدرسة التاريخية السعودية

  • 12/3/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

استضافت أسبوعية د. عبد المحسن القحطاني، معالي د. فهد بن عبد الله السماري، المستشار بالديوان الملكي، والأمين العام المكلف لدارة الملك عبد العزير والذي ألقى محاضرة بعنوان (تاريخنا الوطني ورؤية 2030 واقع ومستقبل) وأدارها الدكتور يوسف العارف، وفي البداية رحب د. عبد المحسن القحطاني بالضيف وأثنى على جهوده الحثيثة في الدارة وفي نشاطاته ومشاركاته في العديد من اللجان العلمية والفكرية المرتبطة بالتاريخ. وبدأ السماري حديثه عن المدرسة التاريخية السعودية قائلا: عندما ننظر الى زوايا المدرسة التاريخية السعودية سنجد أنها في يومنا هذا تتكون من عدة عناصر وهي: الأقسام العلمية -أقسام التاريخ- بالدرجة الأولى، والمؤرخين الذين حصلوا على شهادة التاريخ سواء ماجستير أو دكتوراه وأيضا الباحثون الهواة، والمؤلفات التي تخرج عن هذا التاريخ والعنصر والإعلام وما يقدمه من مادة والمؤسسات الحكومية المختلفة سواء المكتبات والوزارات وما تقدمه من جهود. وظلت هذه المدرسة التاريخية السعودية أسيرة لنفسها دون أن تنفتح على كثير من الأمور المستجدة، وأقول أننا مقصرون جميعا، ويجب أن لانقف ونقول: إننا لانستطيع أن نفعل أي شيء!. وأضاف: موضوع التاريخ في المملكة اعتمد أساسا على جيل الرواد، الذين بذلوا جهودا كبيرة، ومنهم حمد الجاسر والحقيل، وكانت جهود من بعدهم عالة على جهودهم، فالتاريخ السعودي شأنه شأن العديد من القطاعات منها الأقسام العلمية بالجامعات، ثم المؤرخون والباحثون المختصون والهواة، ثم المؤلفات ووسائل الإعلام والمؤسسات الحكومية المعنية، ثم الجمعية التاريخية السعودية. واستطرد: من التحديات التي واجهتنا في هذا الجانب دخول طفيليين على التاريخ في بلادنا، هؤلاء يكتبون بدون مقاييس وادوات تمكنهم من الكتابة الحقيقية وهذا ادى الى الضعف الذي اعترى المجلس التاريخي السعودي. هؤلاء الطفيليين واجهتهم وزارة الثقافة والإعلام لتصحيح كتبهم ومراجعتها ولاكنهم غثاء كغثاء السيل. والامر الاخر والاسواء الذي حدث، هو اسهام دور النشر في رمي هذا الغثاء في المكتبة السعودية، لا يهمهم الا الربح المادي ولايهمهم مضمون المنتج أو أن يعرض هذا الكتاب أو ذاك على لجان علمية تراجعه. وايضا يدخل في هذا الإطار المطابع التي ليست دورا للنشر وانما تطبع كما شاءت بلا رقيب. لو اخذنا هذا بالمقابل في اسيا وفي امريكا وفي اوروبا لايمكن ان ينشر كتاب من مطبعة هكذا. الكتاب يمر بدار نشر ودار النشر تنظر فيه وتحيله لمتخصص ثم تراجعه، وتراجعه من زاويتين الاولى انه علميا وحقائقه صحيحة وثانيا انه مقبول للقراءة في اللغة والاسلوب، ونحن نزج الكتب بأسوء التصاميم وأسواء المضامين مما اثخن في جراح المدرسة التاريخية السعودية. واستدرك السماري: طبعاً حديثي السوداوي هذا.. لا يعني ان المدرسة التاريخية السعودية افتقدت الكثير من الباحثين الذين لديهم فكر ابداً. فهي قادرة على ان تنهض وتعود وتتطور لان لديها امكانات كبيرة جداً هناك مؤرخون ومهتمون وهناك مؤسسات تسعى الى هذا الأمر. كما تحدث عن دور دارة الملك عبد العزيز في هذا المجال حيث اعتمدت الشمولية والمرجعية العلمية وبرعاية خادم الحرمين للدارة منذ نشأتها وهو يقوم بتوجيهها ويسهم في رسم سياستها. وتطرق السماري الى رؤية 2030 قائلا: تحمل الكثير من الخير لمستقبل التاريخ في المملكة، ومنها إنشاء المتاحف المتعددة في شتى المدن، وتطوير مناهج التاريخ في التعليم العام والجامعي، وأن سمو ولي العهد يتابع بنفسه هذا التطوير ويقوم بمناقشة الخطط شخصيا ويتابع وضعها موضع التنفيذ. ثم تم فتح باب الحوار الذي شارك فيه أكثر من عشرين مداخلا. وفي الختام وكعادة الأسبوعية، تم تقديم شهادتي تكريم لضيف الأمسية ولمديرها.

مشاركة :