هدنة تجارية مؤقتة بين أمريكا والصين لمدة 90 يوما

  • 12/3/2018
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

"الاقتصادية" من الرياض اتفقت الصين والولايات المتحدة على التوقف عن فرض رسوم جمركية إضافية في اتفاق يحول دون تصعيد الحرب التجارية، في الوقت الذي يحاول فيه الجانبان مجددا تضييق هوة الخلاف من خلال محادثات جديدة بهدف التوصل إلى اتفاق في غضون 90 يوما. وبحسب "رويترز"، قال البيت الأبيض "إن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب أبلغ نظيره الصيني شي جين بينج خلال محادثات في الأرجنتين على هامش قمة مجموعة العشرين أنه لن يزيد الرسوم على سلع صينية قيمتها 200 مليار دولار إلى 25 في المائة ابتداء من أول كانون الثاني (يناير) مثلما أُعلن من قبل". وإذا لم يتوصل البلدان خلال هذه الفترة إلى الاتفاق على "تغييرات بنيوية" في علاقاتهما التجارية، خصوصا في شأن عمليات النقل "القسري" للتكنولوجيا والملكية الفكرية، "فإن الرسوم الجمركية سترفع من 10 الى 25 في المائة. وذكر البيت الأبيض في بيان أن الصين وافقت على شراء كمية لم يتم تحديدها لكن "كبيرة جدا" من المنتجات الزراعية والصناعية والطاقة ومنتجات أخرى. وأضاف أن "الجانبين سيبدآن محادثات تجارية جديدة بشأن قضايا من بينها نقل التكنولوجيا والملكية الفكرية والحواجز غير الجمركية والسرقة الإلكترونية والزراعة". وأشار البيت الأبيض إلى أنه في حال عدم التوصل إلى اتفاق مع بكين في غضون 90 يوما، اتفق الجانبان على زيادة التعريفات الجمركية التي تبلغ نسبتها 10 في المائة إلى 25 في المائة. وأشادت وسائل الإعلام الصينية أمس بما وصفته بأنه "توافق مهم" بين الزعيمين، لكنها لم تشر إلى فترة الـ 90 يوما. وفرض ترمب رسوما بنسبة 10 في المائة على سلع صينية بقيمة 200 مليار دولار في أيلول (سبتمبر)، وردت الصين بفرض رسوم على سلع أمريكية. وهدد ترمب بفرض رسوم على واردات صينية أخرى بقيمة 267 مليار دولار، حيث بدا أن العلاقات تسوء في الأسابيع التي سبقت اجتماع الأرجنتين. وفي إطار الاتفاق، وافقت الصين أيضا على البدء في شراء منتجات زراعية من المزارعين الأمريكيين على الفور، وفقا لما ذكره البيت الأبيض. وفي حديثه مع الصحافيين على متن الطائرة الرئاسية، أشاد ترمب باتفاقه مع شي، وأضاف "هذا اتفاق رائع. سأحجم عن فرض رسوم جمركية. وستنفتح الصين. ستتخلص الصين من الرسوم". وأشار الرئيس الأمريكي إلى أنه بموجب الاتفاق ستشتري الصين "كميات كبيرة من المنتجات الزراعية وغيرها من الولايات المتحدة.. وسيكون له تأثير إيجابي للغاية في الزراعة". وأشاد ترمب بالاجتماع الذي وصفه بأنه "رائع ومثمر ويفتح مجالات غير محدودة أمام الصين والولايات المتحدة". أما الناطق باسم الخارجية الصينية، فقد تحدث عن نتيجة لهذا الاجتماع "الجميع رابحون فيها". وتؤثر حرب الرسوم الجمركية بين الصين والولايات المتحدة أساسا منذ الربيع في نمو الاقتصاد العالمي. ويقول صندوق النقد الدولي "إن إجمالي الناتج الخام العالمي سينخفض بنسبة 0.75 في المائة إذا تصاعد التوتر العالمي". وأوضح وانج يي عضو مجلس الدولة ووزير الخارجية الصيني للصحافيين في بوينس آيرس أن الحكومتين تعتقدان أن الاتفاق "حال فعليا دون اتساع نطاق الخلافات الاقتصادية بين البلدين". وأضاف أن "الحقائق تبين أن المصالح المشتركة بين واشنطن وبكين أكبر من النزاعات والحاجة إلى التعاون أكبر من الخلافات". وتتحمل الشركات الأمريكية والمستهلكون جزءا من تكلفة الرسوم الأمريكية على السلع الصينية بدفع أسعار أعلى للسلع، ورفعت كثير من الشركات الأمريكية أسعار السلع المستوردة. وفي الوقت ذاته، تضرر المزارعون الأمريكيون من انخفاض واردات الصين من فول الصويا ومنتجات أخرى. وقال البيت الأبيض أيضا "إن الصين مستعدة للموافقة على صفقة لم تقرها من قبل لاستحواذ شركة "كوالكوم" الأمريكية على شركة "إن.إكس.بي" الهولندية لأشباه الموصلات إذا أعيد طرحها". وفي تموز (يوليو) تخلت "كوالكوم"، أكبر شركة في العالم لتصنيع رقائق الهواتف الذكية، عن صفقة بقيمة 44 مليار دولار لشراء "إن.إكس.بي"، بعد أن فشلت في الحصول على موافقة الجهات التنظيمية في الصين لتصبح إحدى الضحايا البارزين للخلاف التجاري بين الصين والولايات المتحدة. وقال الرئيس الصيني "إنه منفتح على الموافقة على عملية دمج عملاقة في مجال إنتاج أنصاف النواقل، متوقفة حتى الآن، إذا ما طرحت عليه من جديد". وهذا المشروع الذي تفوق قيمته 40 مليار دولار، عرقلته السلطات التنظيمية الصينية، وفُسر هذا الفيتو على أنه إجراء انتقامي ضد الإجراءات الأمريكية الجمركية. ويعتقد سكوت كنيدي المختص الصيني في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن بأن الولايات المتحدة حققت مكسبا أكبر قليلا في الاتفاق الكلي. وأضاف أن "أقصى ما حصلت عليه الصين إعفاء مؤقت من الرسوم الإضافية، لكنها لم تستطع دفع الولايات المتحدة لإعادة أنشطة التجارة إلى طبيعتها.. ما تغير هو وتيرة التدهور فحسب، وليس اتجاه العلاقات". ويقول البيت الأبيض "إن بكين وعدت بتشديد مكافحة تجارة الفنتانيل إلى الولايات المتحدة، على خلفية ازدياد الوفيات المتصلة بهذا الأفيون الاصطناعي". ويعتبر هذا المخدر الذي يصنع في آسيا، أقوى بـ 30 إلى 50 مرة من الهيروين، وبما بين 50 ومئة مرة من المورفين، وقد توفي 28 ألف أمريكي في 2017 بسبب الفنتانيل أو مخدرات مشابهة.

مشاركة :