أكد مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، أن المراهقين في نظر الجماعات المتشددة، هم التربة الخصبة التي تتقبل كل ما يقدم لها من فكر، ولذلك عملت هذه الجماعات المتطرفة لسنوات على غرس أفكارها المتشددة في عقول الشباب، حتى ظهر بيننا من جيل الشباب من يكفر المجتمع ويقتل ويدمر باسم الإسلام. وأشارت تقارير مرصد الأزهر لمكافحة التطرف إلى وجود الآلاف من الضحايا الأطفال الذين يتم استخدامهم في النزاعات المسلحة في مناطق التوتر حول العالم، وهي الألقاب التي أطلقها تنظيم «داعش» الإرهابي على معسكرات التدريب والقتال الخاصة بالأطفال الذين يتم تجنيدهم كعناصر انتحارية في سوريا والعراق. وأكد الباحثون في مرصد الأزهر أن مما لا شك فيه أن مكافحة الإرهاب يمكن أن تتم من خلال اتخاذ إجراءات وقائية، دون الاقتصار على معالجة الآثار الناتجة عن هذه الظاهرة الإجرامية بعد وقوعها. ولما كان النشء والشباب هم أكثر الفئات العمرية انخراطًا في العمليات الإرهابية، فإن وقايتهم من التغرير بهم عن طريق التربية الإسلامية الصحيحة يمثل حصنًا حصينًا لهم من الوقوع في الانحراف العقدي، الذى يؤدي بدوره إلى الوقوع في الجرائم الإرهابية الناتجة عن هذا الفكر من قتل وتدمير، ليكونوا معول هدم لمجتمعهم. ويطالب مرصد الأزهر لمكافحة التطرف بتفعيل دور المؤسسات المعنية بحماية الأبناء من الفكر الضال. وسلط المرصد الضوء على قصة مراهق فى ألمانيا ترك أمه من أجل داعش.تقول القصة إنه في ديسمبر 2014، شاهدت "بيريفان أرسلان" أصغر أبنائها الثلاثة للمرة الأخيرة، وصل "سيفان" البالغ من العمر 16 عامًا على متن طائرة متوجهة إلى اسطنبول، وأراد زيارة أجداده هناك، وأخبر والدته آنذاك بحديث طويل، وذكرت والدته قائلة "لم يكن غبيًّا، كان ذكيًّا وكان يفعل كل شيء بوعي، لكن حوارنا لم يحسم الأمر ولم يقتنع بكلامي، وهذا حقًّا ما حطمني". "سيفان أرسلان" ولد في برلين، وعاش في تمبلهوف Tempelhof لأم كردية ووالد تركي، مراهق عادي، وتقول والدته بأنه جيد في المدرسة، ويحظى بشعبية كبيرة بين الأصدقاء. "بيريفان أرسلان"،اليائسة، لم تعد قادرة على الاتصال بابنها، لقد ذكرت له مرارًا وتكرارًا: " أنا أفتقدك، وأنا أبكي الآن على موتك، وهذا هو الشعور الذي أشعر به"، كان ذلك تمامًا قبل شهر من مغادرته في نوفمبر 2014. لم تعرف "بريفان أرسلان" في هذا الوقت أن بعض المتطرفين يلتقون في مسجد إبراهيم الخليل، فكانت تثق بابنها حتى النهاية. انضم "سيفان" بالتأكيد إلى تنظيم داعش وذهب إلى الحرب في سوريا، وعرفت والدته بعد ذلك في وقت لاحق من صديق لأبنها يحارب أيضًا من أجل داعش عبر تطبيق واتساب، فكانت الرسالة من أحد أصدقائه: "لقد ذهب ابنك للقتال من أجل تحقيق العدالة، ليس لأي شيء آخر، وأن ما يقال، بأن تنظيم الدولة الإسلامية تنظيم إرهابي، كل هذا هراء؛ لذا لا تصدقوا وسائل الإعلام، لكن ثقوا بأن ابنك يعرف ماذا يفعل، لم يغادر لأنه لا يحبك أو لأنه يريد الابتعاد عنك، فمن الصعب بالنسبة لأي شخص أن يترك والدته، ويتركها لله، هذا أمر مؤلم كثيرًا، لكنه يعلم أن ذلك كان واجبه ". لم يرد "سيفان" على أية رسائل لأمه، وكان الصديق يرد كل مرة أنه سيعود في يوم من الأيام، الى أن جاءت رسالة الموت: "جاءت الطائرة الأمريكية وأسقطت قنبلة، ومات العديد، وتوفي سيفان أيضًا رحمه الله" هذا ما ذكره صديق سيفان. أعربت الأم عن صدمتها لهذا الخبر قائلةً، هل مات سيفان حقًّا؟ أم صديقه يكذب، لا أحد يعرف الحقيقة بالضبط، تقول " كلوديا دانتشكي" مديرة مركز "حياة" أحد المراكز الاستشارية في برلين: "أسوأ شيء يمكن أن يحدث للوالدين هو في عدم معرفة حقيقة ما إذا كان الابن أو الابنة ميتًا أو ميتة". يقدم مركز "حياة"، الذي يموله المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين نصائح للأمهات والآباء الذين يتحول أطفالهم إلى راديكاليين أو حتى أصبحوا إرهابيين، يجتمع مركز حياة بانتظام مع الآباء الذين انضم أطفالهم إلى داعش. مرارًا وتكرارًا تسأل "بريفان أرسلان" ما الذي فعلته خطأ، تنظر إلى صورة ابنها المفقود على الهاتف الذكي. لم تكن متماسكة بما فيه الكفاية؟ فهي نادمة ودائمًا تردد: "هل كان يجب عليَّ أن أشتت انتباهه عن خططه؟ هل كان يجب عليَّ أن أبلغ الشرطة، ربما كان عليَّ أن أخبر نفسي أكثر، ربما كان يجب عليَّ التحكم أكثر لا ينبغي لي أن أثق له بهذا القدر".
مشاركة :