وسط البرامج الحوارية التي تسلط الضوء على قضايا سياسية واجتماعية والتي رغم أهميتها إلا أنها تصيب المشاهد أحياناً ببعض الإحباط، يأتي برنامج "وظائف" الذي يعرض في قناة خليجية كل يوم سبت والذي بدأ موسمه الثاني قريباً ليتحدث عن قضية مهمة وأساسية من جانب آخر مختلف، فما يسعى إليه هو تغيير فعلي من حيث طرح حلول بشكل فاعل وحقيقي. البرنامج كما يقدم لنفسه هو نافذة رئيسية لمنظمومة عمل إعلامي متكامل تساهم فيه المؤسسات والشركات فيطرح حلولها العملية في قضية البطالة. وتتلخص أهداف البرنامج في المساهمة الإعلامية مع الجهات المعنية في حل مشكلة البطالة ونشر ثقافة العمل ورفع الوعي المهني والوظيفي في المجتمع السعودي. وقد عالج في الموسم الأول الكثير من القضايا التي تتعلق بالتوظيف والبطالة وما يمكن أن يساهم في توظيف الشباب والشابات السعوديات وتحفيز القطاع الخاص لتقديم مبادرات اجتماعية تدعم حل قضية البطالة وتفعيل دور الجهات ذات العلاقة في إحداث تغييرات تساهم في زيادة وعي المجتمع بقيمة العمل. أجمل ما في البرنامج تسليط الضوء على نماذج لسعوديين وسعوديات تجاوزوا ثقافة العيب في ميدان العمل وهو شيء في غاية الأهمية يحسب للبرنامج، كما تمت وتتم الإشارة إلى أماكن تسمح بالتوظيف. ومن ضمن فقراته استعراض المهارات التي يحتاجها الباحث عن العمل للمساهمة في إيجاد فرص وظيفية. كذلك يسلط البرنامج الضوء على المبادرات الشبابية سواء كان ذلك من خلال تكوين مؤسسات خاصة في أعمال غير معتادة أو كحلقة وصل بين أماكن العمل وطالبي الأعمال. مقدم البرنامج محمد الرديني الذي ينتمي إلى الجيل الذي يعاني من هذه المشكلة ببشاشته وبطريقته الجذابة في التقديم ساهم في جعل البرنامج بعيداً عن الوعظ الموجه ويميل إلى حوارات سريعة وواقعية تطرح حلولاً ممكنة وتبحث عن وسائل للمعالجة. البرنامج يحسب لقناة روتانا خليجية التي استطاعت أخيراً أن تنجح في أن تكون صوتاً سعودياً واضحاً وهوية إعلامية في تناول قضايا المجتمع السعودي بشكل متنوع وبعيداً عن الجمود والتقليدية. كما أن مشكلة بحجم البطالة التي تعاني منها المملكة تستلزم برنامجاً متخصصاً يتناول شؤونها ويتداول الحلول ليكون جسراً لمن يعاني منها للمضي إلى بر الأمان الوظيفي.
مشاركة :