وزير الأوقاف: الاحتفال بميلاد الرسول يكون بحسن الاتباع في الأخلاق والعمل

  • 12/3/2018
  • 00:00
  • 19
  • 0
  • 0
news-picture

أكد الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف أن الإسلام لم يطلب مجرد العمل ، بل العمل المتقن في ما هو من عمل الدنيا أو عمل الآخرة ، حيث يقول نبينا (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) : ” إِنَّ اللهَ (عز وجل) يُحِبُّ إِذَا عَمِلَ أَحَدُكُمْ عَمَلًا أَنْ يُتْقِنَهُ “، وعندما أمسك (صلى الله عليه وسلم) بيد أحد أصحابه فوجدها خشنة من أثر العمل ، قال : ” هذه يد يحبها الله ورسوله ” ، وقال (صلى الله عليه وسلم) : ” خيركم من يأكل من عمل يده ، وإن نبي الله داود (عليه السلام) كان يأكل من عمل يده ” ، وقال (صلى الله عليه وسلم) : ” منْ أَمسَى كالًّا مِنْ عَمَلِ يَدَيْهِ أَمْسَى مَغْفُورًا لَهُ ” ، وكان (صلى الله عليه وسلم) يقول : ” لأَنْ يَحْتَطِبَ أَحَدُكُمْ حُزْمَةً عَلَى ظَهْرِهِ خَيْرٌ مِنْ أَنْ يَسْأَلَ أَحَدًا فَيُعْطِيَهُ أَوْ يَمْنَعَهُ ” . وأضاف جمعة خلال محاضرة هامة بمناسبة احتفال الاتحاد العام لنقابات عمال مصر بالمولد النبوي الشريف ، قائلا: لا شك أن الاقتصاد في عصرنا الحديث أحد أهم دعائم القوة ، ولن تتحقق لا هذه القوة الاقتصادية ولا غيرها من القوى إلا بالعمل والعرق ، والجد والتعب والنصب ، وهنا يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) : ” من بات كالا ً – أي متعبا – من عمل يده بات مغفورًا له ” ، فكل عمل يقوم به الإنسان يعف به نفسه وأهله عن الحرام ، يستغنى به عن ذل السؤال ويسهم في نهضة وطنه ورقيه ، وسد جميع احتياجاته هو في سبيل الله.وتابع: مرَّ رجلٌ على النبي (صلى الله عليه وسلم) فَرَأَى أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) مِنْ جَلَدِهِ وَنَشَاطِهِ مَا أَعْجَبَهُمْ , فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ , لَوْ كَانَ هَذَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) : ” إِنْ كَانَ خَرَجَ يَسْعَى عَلَى وَلَدِهِ صِغَارًا فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، وَإِنْ خَرَجَ يَسْعَى عَلَى أَبَوَيْنِ شَيْخَيْنِ كَبِيرَيْنِ فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَإِنْ كَانَ يَسْعَى عَلَى نَفْسِهِ يَعِفُّها فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَإِنْ كَانَ خَرَجَ رِيَاءً وتَفَاخُرًا فَهُوَ فِي سَبِيلِ الشَّيْطَانِ ” ، موضحا أنه لا بد أن ننقل الصورة الحقيقية لديننا ، والنبي (صلى الله عليه وسلم) قد بين أن خير الناس أنفعهم للناس ، لذا فإننا بحاجة ماسة إلى رحمة الطبيب بمرضاه ، والمعلم بطلابه ، والصانع بمعاونيه ، ورب المال والأعمال بعماله . وفي سياق آخر أكد وزير الاوقاف أن خيرية هذه الأمة تكون بالسماحة والرحمة قال تعالى : ” كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ ” ، مشيرًا إلى أن مشكلة الجماعات المتطرفة تكمن في فهمهم الخاطئ لقضية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر , وبدلًا من دعوتهم إلى الخير يشددون على الناس فينفرونهم من الدين , موضحًا أن الرحمة والتسامح والكلمة الطيبة تحبب الناس في دين الله , وأن القرآن والسنة جاءوا لسعادة الناس .وقال أن رحمة الرسول (صلى الله عليه وسلم) لم تقف عند حدود البشر ، بل شملت الحيوان والحجر والشجر ، حيث يقول (صلى الله عليه وسلم) : ” بَيْنَا رَجُلٌ يَمْشِي، فَاشْتَدَّ عَلَيْهِ العَطَشُ، فَنَزَلَ بِئْرًا، فَشَرِبَ مِنْهَا، ثُمَّ خَرَجَ فَإِذَا هُوَ بِكَلْبٍ يَلْهَثُ يَأْكُلُ الثَّرَى مِنَ العَطَشِ، فَقَالَ: لَقَدْ بَلَغَ هَذَا مِثْلُ الَّذِي بَلَغَ بِي، فَمَلَأَ خُفَّهُ، ثُمَّ أَمْسَكَهُ بِفِيهِ، ثُمَّ رَقِيَ، فَسَقَى الكَلْبَ، فَشَكَرَ اللَّهُ لَهُ، فَغَفَرَ لَهُ “، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَإِنَّ لَنَا فِي البَهَائِمِ أَجْرًا؟ قَالَ: ” فِي كُلِّ كَبِدٍ رَطْبَةٍ أَجْرٌ “، وعندما رأى جملا تدمع عيناه إذ كان صاحبه يشق عليه ، قال (صلى الله عليه وسلم) : ” يا صاحب الجمل اتق الله في هذه البهيمة التي ملكك الله إياها ، فإن جملك هذا قد اشتكى إلي أنك تُجيعه وتُدْئبهُ ” . وفي ختام كلمته أكد الوزير على أن رسالة الإسلام العالمية جاءت بكل الخير للإنسانية ، وهذا يسهم بقوة في القيام بكل عمل رشيد ونشر سماحة الإسلام وتبليغ صحيح الدين.

مشاركة :