صدر كتاب تحت عنوان "مصر وتحديات استيراد المياه.. السبع العجاف"، عن دار جزيرة الورد للطباعة والنشر، للكاتب الصحفي محمود صبرة،ويتناول الكتاب أزمة المياه في مصر، مؤكدًا أن الأمر قد يصل إلى حد استيرادها، مُحذرًا من خطورة الانفجار السكاني والإسراف في استخدام المياه باعتبارها "قضية أمن قومي"، واستعرض في ذلك تاريخ المجاعات المائية التي مرت بها مصر، مشددًا على أن قضية أمن المياه عصب العلاقة بين مصر وأشقائها في أفريقيا، وأن استعادة مصر لدورها الإقليمي في القارة أهم السُبل لمواجهة الأزمة.واعتمد "صبرة" في كتابه على مصادر رسمية، وتحديدًا وزارة الري، فيما قدم من إحصاءات استعرض خلالها تاريخ الأزمة، كما ربط بينها وبين الزيادة السُكانية، وقدم "كشف حساب" لنصيب وحصة الفرد من المياه، خلال العقود الأربع الماضية.وتضمن كتاب "السبع العجاف"، حلولًا للأزمة المائية بمصر، من بينها تحلية مياه البحر، وإرشادات لمواجهة إسراف المياه. ويوضح "صبره" وجهة نظره في الأزمة قائلًا: "إذا سلمنا بأن احتياجات الفرد من المياه تتراوح بين لترين إلى 4 لترات يوميًا للشرب، بينما يحتاج لغذائه من 2000 إلى 4000 لتر، ومن خلال قسمة كمية المياه، وهى 71.5 مليار متر مكعب من كافة الموارد المتاحة، على الحد الأدنى لاحتياجات الفرد فى اليوم، وهو 2000 لتر، تكشف النتيجة عن أن الحد الأقصى لسكان مصر، لضمان الاكتفاء بالموارد المتاحة، لا يجب أن يتخطى 97.7 مليون نسمة، وهو التعداد الذى تجاوزته البلاد حاليًا".كما أكد أن المشكلة لا تتوقف عند هذا الحد، فكافة الأرقام والإحصائيات المستقبلية تشير دون مواربة إلى مجاعة مائية قادمة، ما لم تتوفر الإرادة لمواجهتها.وأضاف أنه على الرغم من تمكُن الإنسان من تحقيق بعض التوازن، بين عدد السكان على الأرض وإنتاج الغذاء، فإن أحدًا لا يمكنه إنكار وجود فجوة غذائية، أدت إلى إضافة الحشرات إلى قائمة الغذاء العالمي، إذ لم يكن ثمة بدٌ من أن يطرح العلماء بدائل للبروتينات الحيوانية، وتوقعوا أن تزحف "الصراصير" يومًا ما إلى أوانى الطهى، ثم إلى موائد الطعام، حتى تصبح الفطائر المصنوعة من النمل أو الطعمية المحشوة بالدود أطباقًا مفضلة مثل "السوشى".وأوضح أن الحاجة، أم الاختراع، أجبرت الإنسان على التفكير فى الحشرات كمصدر للبروتين، وتدوير مياه الصرف الصحى لسد جزء من احتياجاته المستمرة للغذاء والمياه، ما يعيد الاعتبار لنظرية "مالتوس" بالربط بين "تناقص الغلة" وزيادة عدد السكان.
مشاركة :