يصدر قريبا عن دار العين مجموعة قصصية بعنوان: "مسيح باب زويلة" للكاتب مصطفى زكي. صدر له مجموعتان بعنوان "مشهد من ليل القاهرة" مجموعة قصصية، تأكل الطير من رأسه، وحصل على جائزة ساويرس الثقافية في عام 2015.ومن أجواء قصة "عتبة رخاميَّة باردة" إحدى قصص المجموعة: "قاطعه الرنين المزعج المتصل لجرس باب الشقَّة، انتفض وهبّ وهو يلهث. مسح عرق وجهه بيده، ومسح كفَّه كله في الفانلة الداخليَّة الواسعة وهو يمسح بها رقبته وأعلى صدره. نظر لها متسائلًا وهي تضمُّ قدميها لتندس تحت الغطاء. أمسك هاتفه الموضوع بجانب السرير ليرى الساعة، كان الوقت متأخرًا. لا زيارات متوقعة، بل لا زيارات من الأساس. نادرًا ما يزورهم أحد، ولو فعل لن يكون في وقتٍ متأخرٍ كهذا. هبَّ من الفراش وهو يلهثُ، نظر حوله ليلتقط بوكسره الكبير ويرتديه على عجل، اتجه نحو باب الغرفة المغلق وفتحه، خرج للممرِّ الصغير المفضي للصالة، أضاء النور ليجد وجه ابنه يخرج من الغرفة المجاورة، تركه واتجه مترنحًا لباب الشقة، نظر من العين السحريَّة فواجهه السواد، ضغط على زر نور السلم ونظر ثانية؛ لكن لم يكن هناك أحد. فتح الباب بحذر وخطا على الأرض الباردة، شعر بحصى صغيرة مدببة توخز قدميه، نظر حوله. فلم يجد أيَّ أحد. عاد للداخل ووجهه محتقن. ظلَّ متوقفًا قليلًا أمام الباب المغلق. كانت زوجته قد ارتدتْ ملابسها وخرجتْ وراءه. نظر لها دون كلام وهو يهزُّ رأسه.