الأسبرين يُخفّض خطر الإصابة بسرطان الكبد!

  • 12/4/2018
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

كشف الباحثون في مستشفى «ماساتشوستس» العام أن أخذ الأسبرين بانتظام يُخفّض خطر الإصابة بسرطان الكبد. يأتي هذا الاستنتاج الذي نُشِر في مجلة «جاما» لعلم الأورام ليؤيد نتائج دراسات سابقة حول الموضوع نفسه. تكشف بيانات مطروحة في تقرير حديث أن أخذ الأسبرين بانتظام يُضعف احتمال الإصابة بسرطان الخلايا الكبدية. اعتبر العلماء أن المقصود بـ»بانتظام» أخذ قرصَين أو أكثر بجرعة 325 ملغ في الأسبوع، على مر 5 سنوات وما فوق. تبدو نتائج الدراسة واعدة. تقول المشرفة الرئيسة عليها، ترايسي سيمون، باحثة في قسم أمراض الجهاز الهضمي في مستشفى «ماساتشوستس» العام في بوسطن: «أدى استعمال الأسبرين بانتظام إلى تراجع خطر الإصابة بسرطان الخلايا الكبدية بدرجة ملحوظة مقارنةً بما حصل عند الامتناع عن أخذ الأسبرين أو الاكتفاء بجرعات متقطّعة منه. اكتشفنا أيضاً أن نسبة الخطر تنخفض تدريجاً عند زيادة جرعة الأسبرين المأخوذة وإطالة مدة استعمال الدواء». تحليل البيانات حلّل الباحثون البيانات المتاحة، بما في ذلك المعلومات الصحية التي تعود لأكثر من 170 ألف شخص وكانت جُمِعت على مر ثلاثة عقود. تعلّق جزء من الاستطلاعات التي ملأها المشاركون بميلهم إلى أخذ الأسبرين ووتيرة أخذه ومدة استعماله. ارتبط جزء آخر من البيانات بتشخيص سرطان الكبد. حين حلل العلماء الأرقام، لاحظوا تراجعاً في خطر الإصابة بسرطان الكبد بنسبة 49% لدى الأشخاص الذين أخذوا جرعتين (أو أكثر) من 325 ملغ من الأسبرين أسبوعياً. كذلك، تراجع الخطر المطروح بنسبة 59% لدى الأشخاص الذين أخذوا الأسبرين طوال 5 سنوات أو أكثر. لاحظ فريق البحث أيضاً أن نطاق تراجع نسبة الخطر انخفض حين توقف المشاركون عن أخذ الأسبرين واختفى الأثر بالكامل بعد مرور ثماني سنوات على وقف أخذ الأسبرين. في المقابل، لم يتراجع خطر الإصابة بسرطان الكبد حين أخذ المشاركون الأسيتامينوفين أو الإيبوبروفين. وقائع حول سرطان الكبد سرطان الكبد ليس نوعاً شائعاً من أمراض السرطان، لكنه شهد ارتفاعاً ملحوظاً في العقود الأخيرة. يرتفع خطر الإصابة به إذا كان المرء مصاباً أصلاً بمرض في الكبد كالتهاب الكبد «ب» أو «ج». كذلك إذا كان يعاني تليّف الكبد (يحلّ نسيج ندبي مكان خلايا الكبد الطبيعية ويمنع الكبد من العمل بشكلٍ سليم). يُعتبر سرطان الكبد راهناً ثالث أبرز سبب لوفيات السرطان حول العالم وقد يترافق مع المؤشرات والأعراض التالية: ظهور كتلة صلبة تحت القفص الصدري مباشرةً، على الجهة اليمنى. انزعاج في المنطقة نفسها. تورم البطن. ألم في عظم الكتف اليمنى أو الظهر. يرقان (اصفرار البشرة وبياض العين). ظهور كدمات أو حصول نزف بسهولة. لا بد من استشارة الطبيب عند مواجهة بعض الأعراض الأخرى أيضاً، كخسارة الوزن عن غير قصد، والغثيان والتقيؤ، وفقدان الشهية، والشعور بتعب أو ضعف غير مألوف. المرحلة المقبلة سرطان الكبد مرض خطير وتقتصر نسبة النجاة منه على 17.7% خلال فترة خمس سنوات، لذا سيرحّب الناس طبعاً بأي معلومات حول كيفية تخفيض نسبة الخطر منذ البداية. تقول سيمون: «لا يزال الوقت مبكراً كي نجزم بأن علاج الأسبرين يشكّل استراتيجية فاعلة للوقاية من سرطان الخلايا الكبدية، لكن تسمح الجهود الرامية إلى فهم الآليات الكامنة وراء هذه الآثار المفيدة بتوضيح الصورة. ثمة حاجة ماسّة إلى إيجاد استراتيجيات وقائية أو مؤشرات بيولوجية لكبح هذا السرطان الذي بات يطرح مشكلة صحية متنامية». ينوي العلماء في المرحلة المقبلة إجراء دراسة حول مفعول علاج الأسبرين على المصابين بأمراض في الكبد لأن هذه الفئة من الناس أكثر عرضة لسرطان الكبد. يوصي الأطباء أصلاً بعض المرضى بأخذ الأسبرين للوقاية من أمراض القلب وسرطان القولون والمستقيم، لذا لن نستغرب إن أصبح الأسبرين في نهاية المطاف بروتوكولاً علاجياً مثبتاً لجميع الأشخاص المعرّضين لسرطان الكبد.

مشاركة :