تزامناً مع الجهود الأممية المتواصلة لإطلاق مفاوضات السلام اليمنية في السويد قريباً، استقبل سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد، بقصر السيف، أمس، وزيرة خارجية السويد مارغوت فالستروم بحضور نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد. وفي تصريح عقب اللقاء، قالت فالستروم: «تشرفت بلقاء صاحب السمو، عقدنا لقاءً مهماً تحدثنا فيه عن دور الكويت الإقليمي، إضافة إلى المأمول منها فيما يتعلق بالمحادثات اليمنية التي تستضيفها السويد قريباً». وأشارت إلى أن «الكويت كانت، ولا تزال، تلعب دوراً تاريخياً مهماً ومتقدماً في الإقليم للدفع بالحلول السلمية والحوار والتشاور وحل الأزمات»، مؤكدة أن «العالم يتطلع اليوم إلى الكويت ودورها المهم». وأضافت أنها ناقشت كذلك مع سمو الأمير التطورات الإقليمية بشكل عام، وخصوصاً الأوضاع في سورية، مشيدة بـ«التعاون الممتاز» بين الكويت والسويد في مجلس الأمن. وكان نائب وزير الخارجية خالد الجارالله علق، على هامش مشاركته في احتفال سفارة الإمارات بعيد الاستقلال أمس الأول على زيارة فالستروم، بأن «الكويت واستوكهولم على تواصل وتشاور دائم حول المباحثات التي ستعقد في السويد بشأن الأزمة اليمنية». وأضاف الجارالله أن «الوزيرة السويدية حرصت على أن تأتي إلى البلاد قبل بدء المشاورات اليمنية، في محاولة لاستيضاح الصورة، باعتبار أن الكويت احتضنت مباحثات اليمن حول السلام مدة مئة يوم، وبالتالي هناك خلفية وخبرة وإلمام كبير للكويت بمجريات الأمور، وكيف يجب أن تتعامل الدولة المضيفة مع الأطراف». وأوضح أن المناقشات التي جرت أمس الأول بين مسؤولي الخارجية والوزيرة السويدية تطرقت إلى الدور الذي يمكن أن تلعبه السويد في تهيئة وتسهيل مشاورات اليمن، معقباً: «كنا منفتحين، ونقلنا إليها تجربتنا ونتطلع ونتمنى أن تكون هذه المشاورات ناجحة ونحن متفائلون بنجاحها». في موازاة ذلك، كثف المبعوث الأممي الخاص مارتن غريفيث جهوده لجلب مفاوضي جماعة «أنصار الله» الحوثية المتمردة إلى طاولة المفاوضات، ووصل إلى صنعاء أمس بعد جولات مكوكية قام بها الأسبوع الماضي شملت السعودية والأردن. وبينما تحدثت مصادر عن مساعي غريفيث لاصطحاب وفد من الحوثيين معه إلى السويد، أكدت حنان البدوي مسؤولة الإعلام بمكتبه أن موعد انعقاد مشاورات اليمن لن يتم إعلانه إلا بعد وصول جميع الأطراف اليمنية إلى المكان المقرر لانعقادها. وشددت على أن هناك إشارات إيجابية من جميع الأطراف لحضور المفاوضات، متمنية ألا تحدث مفاجآت خلال الأيام المقبلة. في غضون ذلك، سمح «التحالف العربي» الذي تقوده السعودية لدعم الرئيس عبدربه منصور هادي، بإجلاء طائرة تابعة للأمم المتحدة 50 جريحاً من الميليشيات إلى سلطنة عمان لتلقي العلاج، بناء على طلب من غريفيث في إطار جهود بناء الثقة من أجل تهيئة أجواء إيجابية لعقد مشاورات السلام. وبينما أكدت إيران حليفة «أنصار الله» أنها مستعدة لدعم تلك المشاورات، قال مستشار وزارة الإعلام بالحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، مختار الرحبي إن المفاوضات ستكون غير مباشرة، وستتركز على عملية «بناء الثقة».
مشاركة :