كثف مبعوث الأمم المتحدة الخاص لليمن، مارتن غريفيث، جهوده للدفع باتجاه عقد جولة جديدة من مفاوضات السلام بين الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً والمتمردين الحوثيين، ووصل أمس إلى العاصمة صنعاء لمرافقة مفاوضي جماعة «أنصار الله» إلى السويد التي تستضيف المحادثات المرتقبة. في غضون ذلك، نقل عن حنان البدوي مسؤولة الإعلام بمكتب غريفيث أن موعد انعقاد المشاورات اليمنية لن يتم الإعلان عنه إلا بعد وصول جميع الأطراف اليمنية إلى المكان المقرر لانعقادها. وقالت: «نتمنى ألا تحدث مفاجآت خلال الأيام المقبلة، هناك إشارات إيجابية حتى الآن من جميع الأطراف اليمنية». وأوضحت أن المبعوث الأممي والأمم المتحدة يعملان حاليا على إعطاء الأطراف المتفاوضة تطمينات من أجل أن تصل في البداية، وتعمل في إطار مناخ مناسب يساعد على حل الأزمة الراهنة والخروج بنتائج مثمرة. ويُعد وصول الأطراف اليمنية إلى السويد خلال الفترة الحالية أهم من تحديد موعد انعقاد المشاورات، التي تحدثت وسائل إعلامية عن أنها ستعقد بعد غد، وفق ما لفتت إليه مسؤولة الاتصال الأممية. وفي خطوة إنسانية لبناء الثقة سمح «تحالف دعم الشرعية»، الذي تقوده السعودية لدعم الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، بإخلاء جرحى حوثيين من صنعاء لتلقي العلاج بالخارج. وصرح المتحدث الرسمي باسم قوات التحالف، العقيد الركن تركي المالكي، مساء أمس الأول، بأن قيادة القوات المشتركة للتحالف تلقت طلب المبعوث الخاص بتسهيل إجراءات إخلاء 50 من الجرحى المقاتلين من الميليشيات الحوثية إلى مسقط لدواع إنسانية في إطار التمهيد لمفاوضات السويد. واختتم المالكي تصريحه بالتأكيد على جهود قيادة القوات المشتركة للتحالف في تقديم كل التسهيلات والجهود لدعم مساعي غريفيث للوصول إلى حل سياسي، وتقديم كل التسهيلات للحالات الإنسانية. ولاحقا، أخلت طائرة تجارية تابعة للأمم المتحدة الجرحى إلى سلطنة عمان. في السياق، أكد مصدر أممي أن الأمم المتحدة ستعمل من أجل «التوصل إلى اتفاق حول إعادة فتح مطار صنعاء، في إطار حزمة من إجراءات بناء الثقة بين الطرفين». في هذه الأثناء، أكدت وزارة الخارجية الإيرانية دعمها للحوار اليمني، الذي ترعاه الأمم المتحدة، وشددت على استعدادها للتعاون مع المجتمع الدولي لحل الأزمة في أقرب وقت، وتسريع عملية إرسال المساعدات الإنسانية إلى البلاد التي تواجه أسوأ كارثة إنسانية. وقالت الوزارة في بيان: «إيران تدعو جميع الأطراف اليمنية إلى المشاركة البناءة والمسؤولة في محادثات استوكهولم، وتدعوهم، من خلال اتخاذ خطوات لبناء الثقة، توفير الأرضية اللازمة للتوصل إلى اتفاق شامل ينهي المعاناة والحصار الظالم ضد الشعب اليمني». من جهة أخرى، كشفت معلومات يمنية عن شبكة من سلاسل ألغام بحرية نشرتها الميليشيات الانقلابية حول جزيرة كمران قبالة الحديدة في البحر الأحمر، إضافة إلى طوربيدات نشرت على مقربة من السفينة النفطية «صافر» القريبة من ساحل الجزيرة، وذلك بالتزامن مع تسبب لغم بحري في مقتل 4 صيادين على متن قارب في ساحل كمران. من جانب آخر، تمكنت قوات الشرعية اليمنية من استعادة السيطرة على سلسلة جبال الأزهور الاستراتيجية في مديرية محافظة صعدة، شمال غربي البلاد أمس.