اعتُقل أكثر من 400 شخص في احتجاجات العاصمة الفرنسية باريس. وأُضيئت الشعلة مرة أخرى تحت نصب قوس النصر مساء الأحد (2 ديسمبر) كما يحدث كل ليلة، في لحظة هدوء بعد أن حوّل مثيرو الشغب وسط باريس إلى منطقة معارك في الليلة السابقة. وأُخذت شرطة مكافحة الشغب السبت (أول ديسمبر) على غرة عندما عاث المحتجون فسادًا في أرقى الأحياء الباريسية يوم السبت وأحرقوا عشرات السيارات ونهبوا متاجر وحطموا نوافذ منازل فاخرة ومقاهٍ في أسوأ اضطرابات بالعاصمة منذ عام 1968. وفاجأ ما يعرف باسم تمرد (السترات الصفراء) إيمانويل ماكرون عندما تفجر يوم 17 نوفمبر، ويمثل تحديًا هائلاً أمام الرئيس البالغ من العمر 40 عامًا بينما يحاول إنقاذ شعبيته التي هوت بسبب إصلاحات اقتصادية يُنظر إليها على أنها منحازة للأغنياء. وتضم حركة (السترات الصفراء) أطيافًا من المؤيدين من مختلف الأعمار والمهن والمناطق، وبدأت على الإنترنت كرد فعل عفوي على رفع أسعار الوقود لكنها تحولت إلى تعبير أوسع عن الغضب لارتفاع تكاليف المعيشة على أبناء الطبقة المتوسطة. والحركة بلا زعامة واضحة مما يجعل المحادثات أكثر تعقيدا بالنسبة للحكومة. وتبحث الحكومة عن سبيل للتواصل. وأظهر استطلاع للرأي أجرته مؤسسة (هاريس إنترأكتيف) بعد اضطرابات يوم السبت أن التأييد الشعبي للسترات الصفراء ما زال مرتفعًا إذ يؤيد الاحتجاجات 7 بين كل عشرة فرنسيين. ويقول ماكرون إن الضرائب على المحروقات جزء من مسعاه لمحاربة تغير المناخ وإنه يريد إقناع السائقين الفرنسيين بالاستغناء عن السيارات التي تعمل بالديزل والإقبال على أنواع أقل تلويثًا للبيئة. وأضاف يوم السبت أنه لن يحيد عن أهداف سياسته.
مشاركة :