حذر حلف شمال الأطلسي (ناتو) روسيا باتخاذ عواقب ضدها في حال لم تلتزم بمعاهدة القوى النووية المتوسطة (آي إن إف). وقال ينس ستولتنبرج، أمين عام الحلف الأطلسي، أمس الاثنين «إن الموقف الراهن لا يمكن احتماله»، وأضاف أنه إذا لم تتخذ روسيا دون إبطاء خطوات من شأنها معاودة الالتزام بالمعاهدة فإن الحلف سيرد بحسم وبالشكل المناسب. يشار إلى أن وزراء خارجية الحلف سيجرون مشاورات اليوم الثلاثاء حول العواقب الممكن اتخاذها ردا على الانتهاك الروسي المحتمل للمعاهدة. ولا تعني تصريحات ستولتنبرج أن ينشر الحلف تلقائيا أسلحة نووية متوسطة المدى في دوله الواقعة في أوروبا، مشيرا إلى أن الحلف لن يتعامل مع الموقف بمنطق «هدف لكل جانب» كما تفعل روسيا. كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعلن في أكتوبر الماضي اعتزامه الانسحاب من المعاهدة الموقعة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي السابق في 1987، بسب خطط روسيا لتطوير صواريخ كروز جديدة طراز (إس إس سي8-) والتي يرى الأمريكيون أنها تتناقض مع المعاهدة. وتحظر المعاهدة بناء وحيازة صواريخ أرض جو أو صواريخ كروز المزودة بأسلحة نووية بمدى يتراوح بين 500 إلى 5500 كيلومتر. وتوجه دول مثل ألمانيا انتقادات شديدة إلى الخطط الأمريكية حتى مع قدرة الصواريخ الروسية الجديدة وفقًا لستولتنبرج على الوصول إلى مدن مثل برلين بدون فترة تحذيرية أو بفترة تحذيرية ضئيلة، وترى الحكومة الألمانية أن الخطوة الأمريكية من شأنها أن تعيد سباق التسلح النووي من جديد. وتستمر مشاورات وزراء خارجية الحلف لمدة يومين وتتناول المشاورات قضايا أخرى مثل التوترات المتصاعدة بين روسيا وأوكرانيا ومهمة القوات الدولية في أفغانستان، ومن المنتظر أن يتيح اللقاء للبوسنة والهرسك اتخاذ خطوات جديدة في طريق الانضمام إلى الحلف. من جهتها، وجهت بريطانيا تحذيرا شديد اللهجة إلى روسيا أمس الاثنين، مفادها أنه سوف تواجه بالردع، متهمة إياها باتخاذ موقف المواجهة مع الغرب. وجاء التحذير على لسان مدير جهاز المخابرات البريطانية، المعروف اختصارا باسم «إم آي 6»، أليكس يونغر، وذلك في ثاني كلمة له منذ تعيينه في منصبه عام 2014. وطالب يونغر روسيا بعدم «الاستهانة بالغرب»، بعد استهداف جاسوس مزدوج متقاعد في إنجلترا بواسطة غاز أعصاب، الأمر الذي أثار مخاوف من الأنشطة الروسية السرية بالخارج، وفقا لرويترز. وقال يونغر، في كلمة لطلبة بجامعة سانت أندروز باسكتلندا، إن روسيا تتخذ موقف «المواجهة الدائمة» مع الغرب، وأنها «استخدمت سلاحا كيماويا عسكريا على الأراضي البريطانية». وأوضح المسؤول البريطاني أن نية بريطانيا هي أن تدرك روسيا أنه «مهما كانت المزايا التي تعتقد أنها تحققها من هذه الأنشطة فإنها لا تستحق المجازفة». وحث يونغر روسيا، أو أي دولة أخرى «تعتزم تخريب طريقة حياتنا على ألا تستهين بإصرارنا وقدراتنا أو إصرار وقدرات حلفائنا»، مشددًا على أن بلاده لا تسعى لزعزعة استقرار روسيا.
مشاركة :