توصيات باستراتيجية إعلامية وطنية لتبنّي قضايا ذوي الاحتياجات

  • 12/4/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

أوصى ملتقى الإعلام والإعاقة في ختام جلساته، أمس، الجهات المعنية بالعمل على إعداد وتنفيذ حملات «إعلامية- إعلانية» منتظمة تهدف إلى تغيير الخطاب الإعلامي والصورة النمطية التي عادة ما يظهر عليها الأشخاص ذوو الإعاقة. وأكد الملتقى ضرورة التركيز على المحتوى الإيجابي فيما يتعلق بهذه الفئة، والعمل على تفادي كل ما هو سلبي أو مبالغ فيه، أو مسيء أو مثير للشفقة تجاه ذوي الإعاقة في مجالات الإعلام والفن، بما تشتمل عليها من برامج وأفلام ومسرحيات ومسلسلات، ودعت التوصيات إلى ضرورة إبراز الجوانب الإيجابية التي تعزز دمج هذه الفئة في المجتمع.وأكدت التوصيات ضرورة العمل على توفير فرص حقيقية من أجل إشراك ذوي الإعاقة في إعداد وتقديم البرامج التلفزيونية والمحتوى الإعلامي بشكل عام، وأشارت إلى أهمية تخصيص صفحات خاصة بذوي الإعاقة في الصحف والمجلات، لتشجيعهم وحثهم على المساهمة الصحافية فيها، بإعداد المقالات، وطرح القضايا والمشكلات الخاصة بهم أمام الرأي العام، ومساعدتهم في إيجاد جميع الحلول المناسبة التي تساهم في تفادي هذه المشكلات، والعمل على حلها ومنع تكرارها. وأكدت التوصيات ضرورة العمل على إنتاج أعمال فنية تبرز الجانب الإيجابي للأشخاص ذوي الإعاقة، وحثّ شركات الإنتاج السينمائي والمسرحي على تقديم هذه الأعمال، سعياً لتعزيز قدرات ومواهب هذه الفئة ودفعها إلى المشاركة الفنية دون التركيز على إعاقتهم. ودعت التوصيات إلى العمل على إيجاد استراتيجية إعلامية وطنية تعزز دور المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام المختلفة، وحثها على تزويد المجتمع بمنتجات مسؤولة تخدم قضايا ذوي الإعاقة، والسعي إلى تفعيل مشاركتهم وأولياء أمورهم والمعنيين في هذا المجال بوسائل التواصل الاجتماعي، واستخدام هذه الوسائل كأداة مؤثرة لكسب التأييد في قضايا الإعاقة المختلفة، وتسليط الضوء على إمكانيات وقدرات ذوي الإعاقة والمطالبة بحقوقهم، وأوضحت التوصيات أهمية العمل على تقييم دور المسؤولية الاجتماعية في وسائل الإعلام، والسعي الدائم لرفع مستوى البرامج الاجتماعية بما يخدم قضايا المجتمع، وفي القلب منها قضايا ذوي الإعاقة بطبيعة الحال، دون تحيز أو السعي للكسب المادي، فضلاً عن تشجيع إدماج هذه الفئة في الفرق المسرحية والدرامية، وإعداد برامج متخصصة تدعم مشاركتهم الإيجابية الفعالة بما يتلاءم وقدراتهم الفنية. واختتمت التوصيات بالدعوة إلى إعداد وتقديم دورات تثقيفية بذوي الإعاقة، وتدريس مواد ومناهج تركز على مختلف أنواع الإعاقة في أقسام الإعلام بالجامعات. أقيم الملتقى بالتعاون بين مركز الشفلح للأشخاص ذوي الإعاقة ومبادرة «بست باديز» المنضويين تحت مظلة المؤسسة القطرية للعمل الاجتماعي، تحت شعار «نحو استراتيجية إعلامية داعمة لذوي الإعاقة»، بمناسبة اليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة، والذي يوافق الثالث من ديسمبر من كل عام. آمال المناعي: «الشفلح» و«بست باديز» يدعمان ذوي القدرات ذكرت السيدة آمال بنت عبداللطيف المناعي -الرئيس التنفيذي للمؤسسة القطرية للعمل الاجتماعي- أن تنظيم «ملتقى الإعلام والإعاقة» يأتي تجاوباً مع احتياجات الأشخاص ذوي الإعاقة، خاصة في ظل غياب حقيقي لدور الإعلام في الترويج لفكرة إدماج هذه الفئة في المجتمع. وأوضحت أن مركز الشفلح للأشخاص ذوي الإعاقة ومبادرة بست باديز، يقومان بدور مهم في بناء أرضية قوية، يستطيع ذوو الإعاقة من خلالها المساهمة في النهضة المجتمعية، لكنها أشارت في الوقت نفسه إلى أنه ينقصهم الترويج الإعلامي لمستوى الكفاءة التي يتمتعون بها، خاصة في ظل عدم مشاركتهم سواء في القوالب الدرامية أم البرامج التلفزيونية. وشدّدت المناعي على ضرورة تناول الإعلام الصورة الذهنية الصحيحة عن ذوي الإعاقة، والتي تتمثل في أن لهم حقوقاً وواجبات مثل أي شخص طبيعي ولا ينقصه أي شيء، لافتة إلى أن مراكز المؤسسة القطرية للعمل الاجتماعي تقوم بهذا الدور وتمارسه بشكل يومي مع جميع المنتسبين. عبدالناصر فخرو: وسائل التواصل تعزّز الدمج المجتمعي قال الدكتور عبدالناصر فخرو -الأستاذ بجامعة قطر- «إن وسائل التواصل الاجتماعي مكّنت الأشخاص ذوي الإعاقة من القدرة على المطالبة ببرامج تؤثّر على نوعية حياتهم»، وأضاف: أن الفترة الأخيرة شهدت انتشاراً واسعاً للأشخاص ذوي الإعاقة من جميع الأعمار على وسائل التواصل الاجتماعي مثل «تويتر» و»فيس بوك»، مما وسّع دائرة حضورهم في المجتمع والتفاعل معه، لافتاً إلى أن هذا التفاعل مؤشر واضح على الدور الذي تلعبه التكنولوجيا في حياة ذوي الإعاقة، داعياً في هذا السياق إلى استغلال هذه التكنولوجيا في تقديم محتوى يهدف إلى توعية المجتمع بقضاياهم ومشكلاتهم. وأكد فخرو أن وسائل التواصل الاجتماعي تساهم في سدّ الفجوة بين ذوي الإعاقة وغيرهم من القادرين على العمل، وتسمح لهم بالتفاعل مع الآخرين، الذين يتشاركون معهم ظروفهم الصحية والطبية، سعد بورشيد: قصور إعلامي واضح في إبراز هذه القضايا أكد السيد سعد بورشيد -مستشار وزير الثقافة والرياضة- أنه من الضروري التعامل مع الأشخاص ذوي الإعاقة من منطلق «الندّ للندّ»، محذّراً من تصدير تصورات بأن هذه الفئة أقل من الأشخاص العاديين، وقال: «يجب تفادي إبراز الشفقة والتعاطف مع هذه الفئة، لأن هذا الأسلوب قد يؤدي إلى آثار نفسية عكسية، تضر ولا تنفع الأشخاص ذوي الإعاقة». وأكد بورشيد أن هناك قصوراً إعلامياً واضحاً في تناول قضايا ذوي الإعاقة، وأن الدراما أحياناً تتناول بعض الموضوعات بشكل ومحتوى مُسيئ لهم، منوهاً بضرورة توافر لجان تقييمية تعمل على فلترة المحتوى الإعلامي الموجّه لذوي الإعاقة، الذي يتناول قضاياهم بشكل حقيقي بعيداً عن التهويل والمبالغة. كما حثّ بورشيد الجهات المعنية في الدولة، على ضرورة دمج ذوي الإعاقة، واستيعاب كفاءتهم في جميع المؤسسات، مع ضرورة تعامل المجتمع معهم بشكل إيجابي، يساهم في إبراز نقاط قوة هذه الفئة. د. ربيعة الكواري: تفعيل دور «المجتمع المدني» خطوة مهمة طالب الدكتور ربيعة بن صباح الكواري بضرورة تفعيل دور مؤسسات المجتمع المدني، باعتباره خطوة مهمة لدفعها إلى تلبية احتياجات ذوي الإعاقة، تزامناً مع إنتاج مواد إعلامية باللغات غير العربية تتعلق بهذه الفئة. خاصة أن الدوحة بها عدد كبير من المقيمين من مختلف الجنسيات، كما أكد في الوقت نفسه ضرورة إجراء دراسات إعلامية في مجال الإعاقة، وإصدار كتب توعوية بشكل جذاب، وأن تتفادى تكدس المحتوى، محذّراً من أنه يكون في بعض الأحيان سبباً في انصراف البعض عن قراءة هذه الإصدارات. وأشاد الكواري بتنظيم «ملتقى الإعلام والإعاقة»، موضحاً أنه يهدف إلى بناء استراتيجية إعلامية داعمة لذوي الإعاقة، معرباً عن أمله في أن يجري العمل على إقامة الملتقي سنوياً، مع ضرورة تفعيل التوصيات لتحقيق الاستفادة الكاملة، وألا تكون حبيسة الأدراج أو مؤقتة بانتهاء الملتقى. أمل عبدالملك: النماذج القطرية مشرّفة.. ولديها رغبة في المشاركة المجتمعية قالت أمل عبدالملك -الإعلامية والناشطة الاجتماعية- إن شبكات التواصل الاجتماعي سمحت للأشخاص ذوي الإعاقة بأن يكونوا عناصر فعّالة في المجتمع، من خلال التعبير عن آرائهم وهمومهم واحتياجاتهم، عبر تسجيل يومياتهم بحرية. وأضافت: أن ذوي الاعاقة تمكنوا من كسر القوالب التي حصرهم الإعلام التقليدي داخلها، وقدموا للمجتمع تجاربهم في تخطي مصاعب الحياة، لافتة إلى أن هناك نماذج قطرية مشرّفة من ذوي الإعاقة، مثل الطفل غانم المفتاح الذي بلغ عدد متابعيه على «إنستجرام» نحو مليون متابع، وغيره من الشخصيات المُلهمة من ذوي الإعاقة. وأوضحت عبدالملك، أن ذوي الإعاقة لديهم رغبة حقيقية في التواجد والمشاركة المجتمعية، ولكن الإعلام التقليدي لم يخدمهم بالشكل المطلوب، مقارنة بما قدمته لهم شبكات التواصل الاجتماعي. لآلئ أبو ألفين: التناول الإعلامي الخاطئ «محبط» قالت السيدة لآلئ أبو ألفين -المديرة التنفيذية لمركز الشفلح للأشخاص ذوي الإعاقة- إن الاحتفال باليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة، والذي يصادف الثالث من ديسمبر سنوياً، يمثل قيمة كبيرة وفرصة مهمة لتسليط الضوء على قضايا الأشخاص من ذوي الإعاقة، مشيرة إلى أن الاحتفال هذا العام تحت شعار «تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة وضمان الشمول والمساواة». وأوضحت أن موضوع هذا العام يركز على تمكين ذوي الإعاقة من المساهمة في تحقيق التنمية الشاملة والمنصفة والمستدامة، باعتبار أن التمكين جزءًا لا يتجزأ من خطة التنمية المستدامة لعام 2030. وأكدت أن دور الإعلام وتأثيره في العشر سنوات الماضية أصبح أحد أهم العوامل في دفع عجلة التنمية في الدولة، وأداة رئيسية توفر المعلومات والمعرفة وتؤثر على اتجاهات المجتمع، إضافة إلى أنه يلعب دوراً مهماً في تهيئة متطلبات التغيير عن طريق المساهمة في تكوين الوعي، وتغيير الصور النمطية، لافتة إلى أن تناول الإعلام مفهوم الإعاقة قضية محورية، حيث تستخدم فيها الكلمة والصورة. وأعربت أبو ألفين عن آملها في أن تتناول وسائل الإعلام قضايا الإعاقة والأشخاص من ذوي الإعاقة بشكل كافٍ ومناسب، من خلال استخدام الكلمات والعبارات المناسبة والملائمة عند طرح أي موضوع يتعلق بالإعاقة والأشخاص من ذوي الإعاقة.;

مشاركة :