اعترف رئيس مجلس الشورى الإيراني، علي لاريجاني، أن بلاده تواجه «تحديات مزمنة» منذ وقت طويل، وليس فقط بفعل العقوبات التي أعادت الولايات المتحدة فرضها على طهران. وقال لاريجاني: «العوامل الخارجية تؤثر في اقتصادنا، لكن هناك مشكلات مستمرة منذ زمن»، وفق ما نقلت وكالة فرانس برس. وأشار إلى عدد من التحديات التي تواجهها بلاده، بينها «الحكومة الكبيرة والمكلفة، ومعدلات الفائدة المرتفعة التي تعطل الإنتاج، وصناديق المعاشات التقاعدية التي تفتقد السيولة، إضافة إلى أزمة المياه». وشدد لاريجاني على أن مركز الأبحاث التابع للبرلمان «حذر مراراً» من هذه التحديات، وأن الحكومة «لم تتعامل بعد مع المشكلات الأساسية».وأضاف: «قرار الولايات المتحدة في مايو/أيار الانسحاب من الاتفاق النووي الذي أبرم سنة 2015، وإعادة فرض العقوبات على إيران، سبّب ضغوطات جديدة على طهران».ويعد لاريجاني شخصية نافذة، اعتبر محافظاً في الماضي، لكنه عمل مؤخراً عن قرب مع التيار الذي يقوده الرئيس حسن روحاني. ويشير صندوق النقد الدولي إلى أن الاقتصاد الإيراني سيشهد انكماشاً بنسبة 3.6% سنة 2019، ناجم بشكل رئيسي عن انخفاض مبيعات النفط جراء إعادة فرض العقوبات.على صعيد آخر، اتسعت، أمس الاثنين، رقعة الاحتجاجات التي يشهدها إقليم الأحواز غربي إيران منذ 24 يوماً، وطالب المحتجون فيها بدفع رواتبهم ومستحقاتهم، وصبوا جام غضبهم على الرئيس حسن روحاني، كما نددوا بحكومة تحترف الاتجار بالدين، وتحتال على أبناء الشعب الإيراني.وهتف المحتجون وهم عمال مصنع الصلب في الأحواز، بعد أن اجتمعوا أمام مقر ممثل خامنئي، ضد حكومة روحاني، واصفين إياه ب«الكذاب والمخادع»، مرددين هتافات «أين مفتاح تدبيرك أيها الكذاب»، في إشارة إلى شعار روحاني الذي استخدمه في حملته الانتخابية، وهو «مفتاح التدبير وحل المشكلات». وردد العمال أيضاً هتاف: «عدونا هنا، يكذب من يقول عدونا هو أمريكا».ووفقاً لمقاطع الفيديو التي وصلت للمركز الأحوازي للدراسات الاستراتيجية، رمى المحتجون قوات الشرطة التي تحاصر المظاهرات بالورود، ورفعوا لهم أيديهم مرحبين بهم، وذلك لكسب تعاطفهم في مسيراتهم الاحتجاجية ومطالبهم المشروعة، وحثهم على الوقوف معهم، والتمرد على المسؤولين الإيرانيين الذين يأمرون باعتقال العمال المحتجين وقمعهم. كذلك تظاهر عمال مصنع الصلب في مدينة الفلاحية بالأحواز احتجاجاً على عدم استلام رواتبهم منذ أربعة أشهر.ونظم عمال مصنع السكر في الأحواز أيضاً، مظاهرة أمام مقر المحافظة، اعتراضاً على عدم استلام رواتبهم الشهرية منذ ثمانية أشهر، حيث هتف العمال: «نقاوم ونموت ولا تنازل عن حقوقنا المشروعة». وفي سياق متصل، خرجت تظاهرة كبيرة في مدينة دزفول بالأحواز، طالب المشاركون فيها باسترجاع أموالهم المودعة في شركة «كمبوست بلارك» الاستثمارية منذ خمس سنوات.وقال المتظاهرون، إن الشركة ترفض رد أموال المودعين، الذين يقدر عددهم بنحو 1300 شخص. وتظاهر عمال كلية الفنون في طهران تضامناً مع احتجاجات عمال الأحواز، معلنين الوقوف بجانبهم حتى تحقيق كامل مطالبهم. (وكالات)
مشاركة :