استمرت احتجاجات حركة «السترات الصفراء» في فرنسا، وقام المحتجون بقطع الطرق المؤدية إلى 11 مستودعاً لشركة توتال. وقال متحدث باسم الشركة إن البنزين نتيجة لذلك صار غير متوفر في 75 من محطات الوقود التابعة لها، في حين تجري الحكومة مشاورات مع الأحزاب السياسية لوضع حد للأزمة، بينما ما قال مسؤول فرنسي كبير إن خيار إعلان حالة الطوارئ غير مطروح على الطاولة. وانضم سائقو سيارات الإسعاف إلى الاحتجاجات، ونظموا، أمس، تظاهرة في باريس دعماً للاحتجاجات المتواصلة منذ 17 نوفمبر الماضي.وشهدت باريس تجمعاً لسائقي سيارات الإسعاف قرب مبنى البرلمان الفرنسي، مطالبين بتحسين ظروف عملهم، بينما أضرم عدد منهم النار في إطارات السيارات؛ الأمر الذي تسبب في توقف حركة سير العربات في المنطقة. ورفع المتظاهرون لافتة كتب عليها: «الدولة قتلتني»، ورددوا هتافات تطالب باستقالة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.وأجرى رئيس الوزراء الفرنسي إدوار فيليب، محادثات مع زعماء المعارضة، أمس الاثنين، فيما يبحث الرئيس إيمانويل ماكرون عن سبل نزع فتيل أزمة تظاهرات تعم البلاد احتجاجاً على ارتفاع تكاليف المعيشة، وأدت إلى أعمال شغب واسع النطاق وتخريب في باريس مطلع الأسبوع.وأظهر استطلاع للرأي أجرته مؤسسة هاريس إنترأكتيف، بعد اضطرابات يوم السبت، أن التأييد الشعبي ل«السترات الصفراء» ما زال مرتفعاً؛ إذ يؤيد الاحتجاجات سبعة بين كل عشرة فرنسيين.وبينما كان مقرراً حضوره لمؤتمر المناخ في كراكوفيا ببولندا، يستقبل إدوار فيليب بطلب من ماكرون قادة الأحزاب السياسية الفرنسية الرئيسية، في مرحلة أولى من أسبوع حافل يلتقي خلاله في مكاتبه «السترات الصفراء»، الذين دعوا إلى «الحوار» عبر صحيفة «جورنال دو ديمانش» الأسبوعية.ويتولى فيليب التحركات بحثاً عن حل لهذه الأزمة الأخطر في عهد ماكرون. ومن القادة السياسيين الذين سيستقبلهم نيكولا دوبون إينيان (حزب انهضي فرنسا يمين) وأوليفييه فور (الحزب الاشتراكي يسار)، وبونوا آمون (أجيال يسار) وجان كريستوف لاجارد (اتحاد الديمقراطيين والمستقلين وسط) ومارين لوبن (التجمع الوطني يمين متطرف)، وفلوريان فيليبو (الوطنيون يمين متطرف)، ولوران فوكييه (الجمهوريون يمين).وقال كريستوف شالونسون، وهو واحد من بين نحو ثمانية متحدثين شبه رسميين باسم حركة «السترات الصفراء» لتلفزيون «بي إف إم»، إنه لن يشارك في محادثات «للتفاوض على الفتات».وكشف لوران نونيز نائب وزير الداخلية الفرنسي، أمس الاثنين، أن السلطات الفرنسية لا تفكر حالياً في فرض حالة الطوارئ للتعامل مع الاحتجاجات المرتبطة بأسعار الوقود. وقال في تصريح لمحطة «إر تي أل»، إن فرض حالة الطوارئ كانت «واحدة من عدد من التدابير التي كنا ندرسها، إلا أن فرضها ليس مطروحاً حالياً على الطاولة». (وكالات)
مشاركة :