وصفت الإمارات العربية المتحدة أمس قرار قطر الانسحاب من منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) بأنه غير مبرر اقتصادياً ودليل على تزايد عزلة الدوحة سياسياً، وقال معالي الدكتور أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية في تغريدة على حسابه في «تويتر»: «البعد السياسي للقرار القطري بالانسحاب من أوبك إقرار بانحسار الدور والنفوذ في ظل عزلة الدوحة السياسية، الشق الاقتصادي للانسحاب أقل أهمية ولا يبرر القرار في هذا التوقيت، توقعوا بدء هجوم المنصات الإعلامية القطرية على أوبك». وكان وزير الدولة القطري لشؤون الطاقة سعد الكعبي أعلن أمس انسحاب بلاده من (أوبك) اعتباراً من يناير المقبل، معتبراً أن سوق النفط لن يتأثر بقرار خروجها من المنظمة بعد 57 عاماً، ذلك أن إنتاجها ليس ضخماً ويتراوح حاليا بين 620 و630 ألف برميل في اليوم (2% من إجمالي إنتاج أوبك الذي لا يزيد عن 35% من إجمالي إمدادات الخام في السوق العالمية)، ولافتاً إلى أن الأسباب فنية فقط تتعلق باستراتيجية طويلة الأجل وخطط تطوير وزيادة إنتاج الغاز الطبيعي المسال من 77 إلى 110 ملايين طن سنوياً بحلول 2024. وإذ قال الكعبي «إن القرار ليس سياسياً، ولا علاقة له بتداعيات أزمة مقاطعة الدول الأربع (السعودية والإمارات والبحرين ومصر) المستمرة لبلاده منذ يونيو 2017»، إلا أن رئيس الوزراء القطري السابق حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني سارع إلى تكذيب ذلك وتأكيد البعد السياسي للقرار عبر قوله في تغريدة على «تويتر»: «إن انسحاب قطر من أوبك هو قرار حكيم، فهذه المنظمة أصبحت عديمة الفائدة ولا تضيف لنا شيئاً، فهي تستخدم فقط لأغراض تضر بمصلحتنا الوطنية». وأوضح الكعبي خلال مؤتمر صحافي أن بلاده ستشارك في اجتماع أخير لـ«أوبك» مقرر عقده في فيينا بعد غد الخميس، وأنها ملتزمة بقرارات المنظمة حتى نهاية عضويتها، كما ستواصل إنتاج النفط وتخطط لزيادة طاقتها الإنتاجية من 4.8 مليون برميل من المكافئ النفطي يوميا إلى 6.5 مليون برميل في السنوات العشر المقبلة، وتخطط لبناء أكبر وحدة لتسكير الإيثان في الشرق الأوسط وتدرس توسعة استثماراتها النفطية في الخارج وستحدث دويا كبيرا في نشاط النفط والغاز. وأضاف: «نحن واقعيون للغاية.. إمكانياتنا هي الغاز، وأعتقد أنه من غير الفعال التركيز على أمر لا يمثل النشاط التجاري الأساسي وأمر لن يفيد على المدى الطويل». إلى ذلك، أكد خبراء ومحللون أنه لن يكون لانسحاب قطر من منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) أي تأثير على السوق العالمي ومصالح بقية دول التكتل. وقال شكيب خليل وزير الطاقة الجزائري السابق ورئيس أوبك سابقاً تعليقاً على قرار قطر «قد تكون إشارة على نقطة تحول تاريخية للمنظمة باتجاه روسيا والسعودية والولايات المتحدة». فيما اعتبر وزير البترول المصري الأسبق أسامة كمال، خطوة انسحاب قطر من أوبك، مناورة سياسية. وقالت يكاتيرينا غروشيفينكو، الخبيرة في مركز الطاقة التابع لكلية إدارة الأعمال «سكولكوفو» بموسكو إن خروج قطر من أوبك لن يؤثر، على المنظمة. وأضافت أن زيادة قطر إنتاجها النفطي، إن قررت، لن يؤثر سلباً أيضاً على السوق، مشيرة إلى أن البلاد لا تملك ما يكفي من الإمكانيات لزيادة إنتاجها من النفط، إذ أنها التزمت بخفض الإنتاج بكمية 30 ألف برميل يوميا بموجب اتفاق وقعته ضمن أوبك مطلع 2017، وفي أكتوبر الماضي خفضت إنتاجها بمقدار 40 ألف برميل يومياً، وهو ما يشير إلى وجود صعوبات تواجهها قطر في زيادة الإنتاج. وتوقع دميتري أبزالوف، رئيس مركز الاتصالات الاستراتيجية أن تحتل «الثلاثية الكبرى، أي الولايات المتحدة وروسيا والسعودية، دوراً قيادياً في سوق النفط العالمية، على حساب الدول الأعضاء في أوبك. بينما شدد رستم تانكاييف، العضو في لجنة استراتيجية الطاقة بغرفة التجارة والصناعة الروسية، على ضرورة التفريق بين أوبك واتفاق أوبك الذي هو المنظم الرئيس لأسعار النفط. وقال الخبير الاقتصادي محمد سلامة، إن قطر دولة غير مؤثرة في المنظمة أو حتى في سوق النفط العالمية، بحكم أنها منتج صغير للنفط الخام. وأضاف في تصريحات لـ«بوابة العين الإخبارية» أن إجمالي إنتاج قطر في أكتوبر الماضي لم يتجاوز 650 ألف برميل يوميا، وهو رقم قليل في سوق النفط. فيما اعتبر الخبير النفطي وضاح الطه أن خروج قطر عادي وغير مؤثر لا على أوبك ولا على سوق النفط خلال الوقت الحالي أو المراحل المقبلة ولن يكون له أي تأثير على الأسعار.
مشاركة :