حذرت دراسة تربوية من تعنيف بعض الآباء والأمهات للطفل في سنوات عمره الأولى، برغم الفرحة العارمة التي تملأ البيت حين يخطو الصغير خطواته الأولى، والتي تتبدل عندما يشب قليلاً عن الطوق وتكثر أخطاؤه التلقائية، فما الذي تفعله السنوات الأولى في تكوين شخصية الطفل؟. تأثير سلبي تقول الاستشارية الأسرية الدكتورة أمينة الماجد: «الأسرة الواحة الأولى التي تحتضن الطفل وتمنحه الرعاية، وتغرس فيها الخصال الحميدة، وتعلمه كل شيء، ولما كان الطفل بطبيعته صاحب فطرة نقية، فهو يستقبل ويخزن في اللاشعور، لذا فالتعليم في الصغر كالنقش على الحجر»، مشيرة إلى أن من ضمن الأخطاء التي يقع فيها الآباء في السنوات الأولى، خاصة من عمر الطفل، هو الشجار اليومي الذي يحدث بينهما من دون مراعاة لوجود الطفل، خصوصاً أن من الضروري إخفاء الصراعات الأسرية والمشكلات بعيداً عن سمع الأطفال، لكونه له تأثير سلبي فيهم. ولفتت إلى أن هناك أخطاء أخرى من المهم تداركها والتوعية بها حتى لا ينشأ الصغير في أجواء مشحونة بالقلق، مثل التعنيف بألفاظ غير مستحبة لكون هذه المفردات ترسخ في الذهن، ومن الممكن أن تجري على لسانه في الكبر لكونها مختزلة في الذكرة، بالإضافة إلى الضرب في هذه المرحلة المبكرة، خصوصاً أن اتباع هذه الوسيلة من العقاب غير مجدية، ولا تساهم في تهذيب النفس، وأن آثارها السلبية مدمرة، بالإضافة إلى تعويده على الخوف من الظلماء، ومحاولة السيطرة عليها من أجل النوم أو الامتثال إلى الأوامر المنزلية يضعف شخصيته ويجعله غير قادر على مواجهة التحديات، وتبين الماجد أن هناك أخطاء كثيرة يقع فيها الآباء ولا يشعرون بخطورتها، وأن بعضهم يعتقد أنهـا بسيطة ولا تضطر. وتؤكد أن من الأفضل أن يتم التعامل مع الأطفال في السنوات المبكرة من العمر بصبر، لكون هذه المرحلة هي مرحلة التأسيس، وأي خلل يحدث فيها يؤثر في الشخصية ويضعفها أو يحولها إلى مسارات أخرى، موضحة أن من الضروري أن يكون هناك توعية حقيقية للمتزوجين الجدد بأساليب التربية السليمة. الشعور بالصدمة وتلفت إيمان صادق إلى أنها تراقب منذ زمن تصرفات أختها مع طفليها، خصوصاً أنها تشعر بالصدمة كلما رأتها وهي تعنفهما وتضربهما ضرباً مبرحاً، وتوضح أنها ظلت ما يقرب من شهر ممتنعة عن زيارتها، مبررة ذلك بأنها غيرة راضية عن الأساليب التربوية التي تنم عن جهل، وترى أن من الضروري أن يكون هناك توعية حقيقية، فمن يحمي الأطفال من سلطة الآباء وتسلطهم باسم الأبوة؟ وتذكر أنها ناقشت أختها في ذلك، لكنها لم تعرها اهتماماً، وواصلت جفاءها وعقابها غير المنطقي، وهي سعيدة بذلك، لكونها تؤمن بأنها تهذب أطفالها وتعدهم للمستقبل. بكاء طفلة ولا تخفي أميمة، أم لطفلة، أنها على مشارف الطلاق، وأنها قد تترك بيت الزوجية في أي لحظة لكنها لن تترك طفلتها لعنف الأب الذي يضرب طفلته كلما صعدت على سريره عندما يعود متعباً من عمله، وتشير إلى أن الطفلة تريد أن تلتصق به وتحتضنه محبة له لكنه لا يترك لها فرصة لفعل ما تحب، بدعوى أنه غير معني بتربيتها، وأنه يحتاج إلى النوم، ولا يريد أن يسمع صوتاً في البيت، وتبين أنها عانت كثيراً من جفاء زوجها وعدم لينه، فهو يدعي أنه يحب الأطفال لكنه لا يتحمل صراخهم وضجيجهم حتى إنه يترك المنزل عندما تبكي الطفلة لأي سبب ما.
مشاركة :