كاراكاس/ محمد أمين جانيك/ الأناضول قال الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، الثلاثاء، إن تركيا "ستلعب دورا محوريا في العالم الجديد متعدد الأقطاب"، مشيدا بالدور الهام الذي أدته تركيا على الصعيد العالمي خلال الألف عام الماضية. وفي مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس رجب طيب أردوغان الذي يقوم بزيارة رسمية لفنزويلا، قال مادورو: "نفتح قلوبنا للشعب التركي، ونعرب عن شكرنا لهذه الزيارة الرسمية"، لافتا إلى أنها الأولى لرئيس تركي إلى فنزويلا. وأشار مادورو إلى تاريخ تركيا العريق، وأضاف: "اليوم أقف إلى جانب الرئيس الكبير لتركيا الكبيرة، صديقي أردوغان. تركيا لعبت دورا هاما على الصعيد العالمي خلال الألف عام الماضية، وقدمت إسهامات كبيرة إقليميا وعالميا في مجالات الثقافة والعلوم والفنون والسياسة، إن هذا أمر مؤثر للغاية". وأكد الرئيس الفنزويلي أن "تركيا أعادت إيقاظ العالم، وستلعب دورا محوريا في العالم الجديد متعدد الأقطاب والمراكز". وأشاد بالتقارب بين الشعبين الفنزويلي والتركي، قائلا: "نكن إعجابا كبيرا للشعب التركي، ونحب كثيرا مسلسل أرطغرل الذي يعرض في فنزويلا". وأضاف "شعب فنزويلا يفتح ذراعيه للصداقة، اتخذنا منذ وقت طويل قرارا بفتح أذرع الأخوة وفتح قلوبنا للشعب التركي صاحب التاريخ العريق، والمقاتل الذي انتصر في حروب كثيرة". ووجه مادورو خطابه إلى أردوغان قائلا إن الرئيس الفنزويلي السابق هوغو تشافيز كان يرغب في التعرف عليه، وأشار أن تشافيز أرسله لزيارة تركيا عام 2010 عندما كان وزيرا، وأضاف "كنت أول وزير فنزويلي يزور تركيا. لقد اكتشفنا تركيا، وبعد ذلك أصبحت أول رئيس فنزويلي يزور تركيا، والآن وللمرة الأولى منذ بدأت العلاقات الرسمية بين بلدينا قبل 68 عاما، يزور الرئيس التركي فنزويلا، هذا حدث تاريخي". وتابع قائلا "هناك عالم كبير لابد أن نقوم ببنائه، لدينا القوة اللازمة لذلك، وشعبا بلداننا يدعماننا، ولدينا تاريخ عريق، لدينا كل شيء، ولكن ليس لدينا الحق في الفشل، لن نفشل". وتوجه مادورو بالشكر لأردوغان على زيارته، وأعرب عن تأثره الشديد وسعادته للزيارة، وقال "سنستمر في العمل من أجل وحدة تركيا وفنزويلا". وقال مادورو إن لقائه مع أردوغان مر بشكل إيجابي وأضاف "وقعنا اتفاقيات من أجل الاستمرار في تطوير التعاون بمجالات الاقتصاد، والعمل، والتعدين، والتربية، والثقافة، والمجال العسكري، طورنا العمل في هذه المجالات ونعمل على تطويرها أكثر". وأضاف "تحدثت مع الرئيس أردوغان من أجل متابعة كل ما يخرج عن هذا الاجتماع في أعوام 2019، 2020، 2021، 2022. رأينا مستقبل علاقاتنا الثنائية، والاستثمارات المتبادلة، وأسس الاقتصاد القوي عام 2025 و2030 ومابعدهما". وأكد أن الاتفاقيات التي وقعت بين البلدين لن تظل على الورق؟ وطلب مادورو من أردوغان أن يوصل للشعب التركي باسمه وباسم شعب فنزويلا، دعمهم ومحبتهم وإعجابهم. وتابع "يمكننا إنشاء مستقبل رائع للعلاقات بين تركيا وفنزويلا، هذه الزيارة فتحت صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين خلال بقية القرن الحادي والعشرين". وحث مادورو الأتراك على الاستثمار في بلاده قائلا "فنزويلا تفتح أبوابها للمستثمرين الأتراك في جميع المجالات، هذا ما اتفقنا عليه وهذا ما نعلنه، سيستمر المستثمرين الأتراك في مجالات إنتاج النفط وتكريره والبتروكيماويات، وإنتاج الذهب، والماس، والكولتان، والحديد، والألمونيوم، وقطاعي السياحة والتجارة". وتحدث مادورو عن التطورات التي حققتها بلاده في العديد من المجالات، والإسهام التركي بها قائلا "لدينا برامج اجتماعية تضمن وصول الخدمات التعليمية لجميع أبناء شعبنا، فنزويلا حققت معجزة وثورة في مجال التعليم، ووقعنا اتفاقا للتعاون (مع تركيا) في مجالي التعليم والثقافة". وأضاف "حققت فنزويلا معجزة أخرى في مجال البناء، ونهدف لتسليم أفراد شعبنا 250 ألف مسكن العام الجاري، وأنشأت الشركات التركية العديد من المشروعات في فنزويلا، يمكنكم رؤية مشروعات الشركات التركية في الطريق من المطار، وهي تشبه تلك الموجودة في أنقرة". وعن التطورات في المجال الصحي قال مادورو "حققنا ثورة في المجال الصحي ووفرنا طبيب عائلة للجميع في بلادنا". وأكد مادورو أن مايقال حول فنزويلا لا يعكس الحقيقة قائلا "يتحدثون بشكل سيء عن فنزويلا، ويميل عدد كبير من الأشخاص لتصديق ما يقال عن بلادنا والظن بأنه حقيقة، من جانبي أقول أنه في حال أردتم رؤية شعب شريف، وعادل، ورفيع المستوى، ويقف على قدميه، ومستمر في التقدم في القرن الحادي والعشرين، فعليكم القدوم إلى فنزويلا". وأضاف "مع التقائنا بتركيا في هذا الطريق، سترون شعبا أكثر إصرارا وقوة في العمل". ولفت أن العلاقات بين تركيا وفنزويلا ستكون مفيدة لكلا البلدين مضيفا "نحن على ثقة من الآن أن جميع المستثمرين الأتراك سيعملون من أجل مصلحة البلدين. وأكد أن فنزويلا وتركيا يتمتعان بعلاقات ناجحة قائلا "فنزويلا وتركيا لديهما علاقات اقتصادية شفافة وناجحة ومستقلة. الذهب جزء من علاقاتنا، وسنستمر في الفعاليات التجارية، وبيع الذهب بشكل شفاف وقانوني، وليس من الواجب على أحد التدخل في الأمر". وأضاف "نحن لا نتدخل في التجارة التي تقوم بها الولايات المتحدة أو الدول الأخرى، وعلى الآخرين أن لا يتدخلوا في أنشطتنا التجارية والاقتصادية، لدى فنزويلا الحق في بيع منتجاتها للعالم. نقوم بتطوير خطة لزيادة إنتاج المعادن. سنحطم رقما قياسيا العام المقبل ونزيد إنتاج الذهب 3 أضعاف، ونؤكد كوننا أصحاب المركز الثاني عالميا في احتياطي الذهب. علينا أن نفخر لأن هذا مصدر جديد للثروة سيوازن الدخل النفطي، وينوع ثروات الشعب الفنزويلي". وتابع "إلى أين تذهب هذه الثروة؟ إلى جيب مادورو؟ تعرفون جيدا أن هذه الثروة تتوجه إلى بناء المنازل، ودعم التعليم، وللموسيقى، والثقافة، والصحة، والتوظيف، والضمان الاجتماعي، ورفع مستوى المعيشة". وأكد مادورو على استقلالية فنزويلا مضيفا "العمل على منع فنزويلا من إنتاج الذهب وبيعه للعالم عبر عقوبات غير قانونية، أمر أناني للغاية. أليس من حق فنزويلا التقدم؟ بالطبع من حقها. لهذا السبب فنزويلا صامدة لأنها تصر على احقيتها، وسنستمر في تطوير علاقاتنا مع جميع دول العالم بهذا الشكل". وأشار مادورو إلى تغير موازين القوى في العالم قائلا "نعيش في عالم متعدد الأقطاب، لم يعد عالمنا يدار بصوت واحد وقوة مسيطرة واحدة، وإنما أصبح عالما ذو موازين قوة متنوعة. تقوم فنزويلا بتطوير استراتيجية لبناء هذا العالم متعدد الأقطاب والمراكز. هذا العالم الذي يمكن فيه لشعوب أمريكا الجنوبية التقاط أنفاسها والعيش بسعادة. وسنستمر في تطوير هذا العالم عبر العلاقات الشفافة والناجحة والقانونية". وأعرب عن رغبته في إيصال رسالة واضحة للعالم قائلا "هذه رسالة تتعلق بالجغرافية السياسية، تركيا صاحبة دور قيادي هام في منطقة أوراسيا، كما تتولى رئاسة منظمة التعاون الإسلامي، وفنزويلا تمارس دور قيادي هام في منطقتنا ومنطقة الكاريبي، وتتولى رئاسة حركة عدم الانحياز. نطور مصطلحات الحوار الحضاري والثقافي والسياسي. أصبح العالم أكبر بكثير من الإمبراطوريات القديمة". وأشار مادورو إلى توزع القوى على أقطاب مختلفة في عالم اليوم قائلا "التقيت الجمعة الماضية وفدا قادما من إيران وبحثنا خططا للتعاون في اجتماع هام استمر لساعتين، ويوم السبت كنت في المكسيك وحضرت الحفل الاستثنائي لتنصيب الرئيس الجديد أندريس مانويل لوبيز أوبرادور. ويوم الأحد استقبلت زعيم الشعب اليهودي في فنزويلا الحاخام إسحق كوهين الذي تأثر كثيرا عقب الحديث معي، ودعا من أجلنا". وأضاف "نحن أيضا لدينا أجندة متعددة الأقطاب وتعتمد على الحوار الموسع، نحن نؤمن بالعالم متعدد الأقطاب، ولا نؤمن بعالم يديره صوت واحد وقطب واحد، لقد انتهى عصر الإمبراطوريات". وأكد مادورو أن فنزويلا لن تتخلى عن موقفها الحازم قائلا "أصبحنا في عصر يعلو فيه صوت الجماهير وفنزويلا الصامدة التي تقف بثبات تنتمي لهذا العصر، وكان هذا ما يفكر به سيمون بوليفار. عندما طالب بوليفار عام 1810 باستقلال فنزويلا قال كثير من أهالي كاراكاس إن فنزويلا لا يمكن أن تستقل ولابد أن تظل مستعمرة إسبانية، إلا أن بوليفار صمد وكانت لديه أحلام كبيرة بدأ في تحقيقها، وانظروا الآن إلى الأشياء التي تمكن من تحقيقها، كان هذا بسبب شجاعة العملاق سيمون بوليفار، ولازلنا نحمل روح الشجاعة التي امتلكها هذا العملاق". الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
مشاركة :