إغلاق مضيق هرمز أمام الملاحة الدولية: إيران تهدد بما لا تملك

  • 12/5/2018
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

جددت إيران الثلاثاء، تهديدها بإغلاق مضيق هرمز أمام حركة الملاحة الدولية، في خطوة غير قابلة للتنفيذ لدى نظام متيقن من تدخل عسكري أميركي يطيح به إن جازف، فيما لا تستبعد دوائر ضغط مقربة من الرئيس الأميركي دونالد ترامب الحل العسكري لمواجهة تهديدات النظام الإيراني المزعزع لاستقرار المنطقة. طهران - قال الرئيس الإيراني حسن روحاني إن الولايات المتحدة لن تتمكن من وقف صادرات النفط الإيراني، مهددا بعرقلة الصادرات النفطية لدول المنطقة، في تجديد لتهديدات سابقة بشأن إغلاق مضيق هرمز أمام الملاحة الدولية. وهدد روحاني قائلا “لتعلم أميركا أننا سنظل نبيع نفطنا، وأنها لن تتمكن من وقف صادرات النفط الإيرانية، ويجب أن تعرف أنه لو مُنعنا من تصدير نفطنا عبر الخليج في يوم من الأيام فإننا لن نسمح للآخرين بتصدير نفطهم”. وأعادت الولايات المتحدة في نوفمبر الماضي فرض عقوبات مشددة كانت مفروضة على إيران وتم رفعها في إطار الاتفاق النووي مع الجمهورية الإسلامية عام 2015. ورغم التهديدات الأميركية السابقة بأن العقوبات ستقود إلى تصفير صادرات النفط الإيرانية، فقد منحت الولايات المتحدة على نحو مفاجئ إعفاءات لثماني دول تتيح لها استمرار شراء النفط الإيراني لستة أشهر. وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد انسحب في مايو الماضي بصورة أحادية من الاتفاق النووي الذي كان جرى توقيعه في يوليو من عام 2015 بين إيران من جهة، وبين الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي إضافة إلى ألمانيا من جهة أخرى. لا يمكن لإيران من الناحية القانونية أن تغلق الممر المائي لأن جزءا منه يقع في المياه الإقليمية لسلطنة عمان ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية (إرنا) عن روحاني القول إن الولايات المتحدة “لن تتمكن من قطع علاقاتنا التجارية مع المنطقة والعالم، ويجب أن تعرف أن جميع أبناء الشعب الإيراني سيحافظون على العلاقات الثقافية والاقتصادية والسياسية مع دول المنطقة والعالم”. ولا يمكن لإيران من الناحية القانونية أن تغلق الممر المائي لأن جزءا منه يقع في المياه الإقليمية لسلطنة عمان، لكن السفن تمر في مياه إيرانية تحت مسؤولية سلاح البحرية بالحرس الثوري الإيراني. وفي 2016 استجوب الحرس الثوري واحتجز بحارة أميركيين أثناء الليل بعد أن دخلوا إلى المياه الإقليمية الإيرانية في منطقة أخرى في الخليج. وقبل ذلك بعام، أطلقت إيران طلقات باتجاه ناقلة ترفع علم سنغافورة قالت إنها ألحقت أضرارا بمنصة نفطية إيرانية، كما احتجزت سفينة حاويات وطاقمها أسبوعا بسبب نزاع حول دين بعد أن قامت زوارق دورية في المضيق بإجبارها على تحويل مسارها. وفي 2007 احتجزت إيران بحارة بريطانيين في منطقة إلى الشمال في الخليج. وتجري إيران أيضا مناورات حربية سنوية وتختبر صواريخ كروز وصواريخ باليستية متوسطة المدى. وفي 2014 قال حسين سلامي نائب قائد الحرس الثوري الإيراني إن إيران قد تستخدم ما لديها من صواريخ وطائرات بدون طيار وألغام وزوارق سريعة وقاذفات صواريخ في منطقة الخليج للتصدي للولايات المتحدة. وفي 2015، أجرى الحرس الثوري تدريبات، عرضت على شاشات التلفزيون الرسمي، جرى خلالها تدمير نسخة هيكلية لحاملة طائرات أميركية بصواريخ وزوارق سريعة محملة بمتفجرات بينما قام أفراد من الحرس الثوري بزرع ألغام في المضيق. وفي الأعوام القليلة الماضية، وقعت مواجهات متكررة بين الحرس الثوري وقوات أميركية في الخليج. وقالت البحرية الأميركية إنه في الفترة من يناير 2016 إلى أغسطس 2017 وقع في المتوسط 2.5 حادث تداخل “غير آمن” أو “غير احترافي” شهريا بين البحرية الأميركية وقوات بحرية إيرانية، بما في ذلك تحليق طائرة إيرانية بدون طيار بالقرب من سفينة للبحرية الأميركية، حيث اتهمت طهران قوات أميركية بالاستفزاز.وقال سلامي هذا العام “أمنهم وأمن مصالحهم في المنطقة في أيدينا”، رغم أن عدد الحوادث هبط في الأشهر القليلة الماضية. وأثناء الحرب الإيرانية-العراقية التي استمرت بين عامي 1980 و1988 هاجم كل من البلدين سفنا في الخليج لعرقلة الصادرات النفطية للبلد الآخر في ما عرف بحرب الناقلات. وقال مسؤولون أميركيون إن إغلاق مضيق هرمز سيكون تجاوزا “لخط أحمر” وتعهدوا باتخاذ إجراءات لإعادة فتحه. وقال الكابتن بيل أوربان المتحدث باسم القيادة المركزية الأميركية لرويترز “لدينا القوات التي نحتاجها للحفاظ على تدفق حر للتجارة وحرية الملاحة”. وتجري قوات بحرية من دول غربية أيضا تدريبات عسكرية في الخليج وفي دول عربية على الجانب الآخر من الخليج قبالة إيران، وخصوصا السعودية ودولة الإمارات المتحدة، التي لديها قدرات بحرية متقدمة التكنولوجيا.وجاء في تقرير المكتب الأميركي للمخابرات البحرية العام الماضي أن القوات البحرية التابعة للحرس الثوري الإيراني حصلت على زوارق هجومية سريعة وزوارق صغيرة وصواريخ كروز وألغام مضادة للسفن. حسن روحاني: لو مُنعنا من تصدير نفطنا عبر الخليج فإننا لن نسمح للآخرين بتصدير نفطهمحسن روحاني: لو مُنعنا من تصدير نفطنا عبر الخليج فإننا لن نسمح للآخرين بتصدير نفطهم وأضاف أن تلك القدرات لا يمكنها منافسة التكنولوجيا الغربية. وقالت الولايات المتحدة إنها ستستخدم كاسحات ألغام وسفنا حربية مرافقة وربما ضربات جوية لحماية حرية تدفق التجارة لكن إعادة فتح المضيق قد تكون عملية تستغرق وقتا طويلا خصوصا إذا قام الحرس الثوري بزرع ألغام. وقال مايكل كونيل رئيس برنامج إيران في مؤسسة سي.أن.إيه الأميركية للبحوث غير الهادفة للربح إنه من بين كل قدرات إيران فإن الألغام هي على الأرجح التي تثير معظم القلق. ويختلف مسؤولون إيرانيون بشأن أهمية أحدث تهديد لإغلاق مضيق هرمز. وقال مسؤول إيراني بارز وقائد سابق بالحرس الثوري شارك في الحرب ضد العراق في ثمانينات القرن الماضي لرويترز “بدعوتها الدول إلى وقف مشترياتها النفطية من إيران، فإن أميركا أعلنت بالفعل الحرب على إيران”. وأضاف “إذا وصلنا إلى الحد الذي لا يكون بمقدورنا تصدير أي نفط، فإننا بالتأكيد سنغلق الممر المائي”. ووضع مسؤول آخر، طلب أيضا عدم نشر اسمه بسبب حساسية الموضوع، التهديد في سياق المحادثات مع القوى العالمية حول مستقبل الاتفاق النووي. وقال المسؤول الحكومي “قضية المضيق تمنح إيران موقفا مهيمنا في المحادثات، يجب على الجميع أن يعلموا أن إيران لا يمكن أن تذعن للضغوط”، مضيفا “إيران لم تغلق أبدا الممر المائي… حتى في أسوأ الظروف”.

مشاركة :