أوزيل يواجه مستقبلاً غامضاً في آرسنال تحت قيادة إيمري

  • 12/5/2018
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

أخبرني برأيك في مسعود أوزيل، ولسوف أخبرك بمن تكون؛ أو على الأقل هذه هي الطريقة التي يبدو أنه يتم النظر بها في كثير من الأحوال إلى الجدال المتواصل بشأن صانع الألعاب في فريق آرسنال. هل أنت شخص تحب الجمال والتألق ومستعد لتقبل التراخي بين الحين والآخر ثمناً لا بأس من دفعه، أم أنك شخص نفعي تقليدي تختار من بين المتاح، وتطلب بذل جهد مستمر طوال الوقت؟ هل أنت خبير ومتبصر أوروبي، أم رجل كرة قدم إنجليزي فظّ يفضل الصناعة على الخيال؟ مع ذلك بطبيعة الحال الأمر أكثر تعقيداً من ذلك. تبدو تلك المسألة ذات صلة بشكل خاص في أعقاب فوز فريق الآرسنال على بورنموث، يوم الأحد قبل الماضي، عندما استبعد أوناي إيمري، أوزيل، مشيراً إلى أنه غير مناسب لـ«مباراة مهمة جداً تحتاج إلى مهارة بدنية كبيرة وجهد كبير». أوزيل لم يشارك أيضاً في ديربي لندن أمام توتنهام، الأحد الماضي، دون أسباب واضحة. إيمري، على عكس آرسين فينغر، شخص قد يختار فريقاً ليلائم مباراة محددة، لذا لم يكن استبعاد أوزيل في حد ذاته شيئاً مفاجئاً أو مستغرباً. ولم يغب أوزيل إلا عن مباراتين فقط خلال الموسم الحالي، الأولى فاز فيها الفريق على وستهام بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد خلال شهر أغسطس (آب)، عندما كان مريضاً كما يقال، رغم ورود أخبار عن خلاف بعد رد فعله العنيف الغاضب نتيجة استبداله أثناء المباراة ضد فريق تشيلسي، والثانية فاز بها الفريق على فولهام بخمسة أهداف مقابل هدف واحد، نظراً لمعاناته من شد عضلي في الظهر. مع ذلك يبدو ذلك السبب المعلن غريباً، فرغم ضغط فريق بورنموث، يظل أبعد ما يكون عن مصاف الفرق التي تتمتع بلياقة بدنية قوية في الدوري الإنجليزي الممتاز، ولم يقلّ عنه في عدد الأخطاء خلال الموسم الحالي سوى فريقي مانشستر سيتي وتشيلسي. إنهم ليسوا مثل فريق ستوك سيتي في حقبة المدرب بوليس. كذلك لم تكن المسألة هي أن المهام الدولية قد أنهكت أوزيل، فهو لم يعد يلعب لألمانيا، لذا الأمر برمّته غريب. ربما ما كان يعنيه إيمري عن المباراة الأولى هي أنها مباراة على فريق آرسنال اللعب خلالها بمهارة وحضور متميز لمنع فريق بورنموث من اللعب بإيقاعه المنشود، ففريق آرسنال في النهاية قد فشل في منعه من تسجيل خمسة أهداف خلال الزيارتين السابقتين له إلى ملعب بورنموث. يظل ذلك يمثل انتقاداً وإدانة، حيث يمكن لأوزيل، عندما يكون متحمساً، تقديم أداء فعّال في الدفاع، مثلما فعل منذ عام عندما هزم آرسنال، توتنهام، بهدفين مقابل لا شيء. يبدو أن ما يودّ إيمري قوله هو أنه لا يستطيع الوثوق في أوزيل، وهو موقف استثنائي وغريب بالنسبة للاعب يتقاضى 350 ألف جنيه إسترليني في الأسبوع. خلافاً لمواجه توتنهام، الأحد الماضي، لم يؤد اللاعبون الثلاثة المَوجودون في المقدمة، وهم بيير إيمريك أوباميانغ، وأليكس إيوبي، وهنريك مخيتاريان، واجباتهم الهجومية بشكل جيد. ما ذلك سوى استعراض عام غير دقيق للوضع، نظراً لأن فن الضغط يتعلق إلى حد كبير بالتمركز أكثر مما يتعلق بالضرورة بالاستحواذ على الكرة بشكل مباشر، لكن يشير ذلك إلى أن إيمري لم يكن يطلب أن يفرض فريقه نفسه على بورنموث أو يرهبه. الالتزام هو الأمر الأساسي بالنسبة إلى إيمري، لهذا كانت الصورة الأكثر مفاجأة خلال التعادل مع فريق ليفربول، كانت وهو يلكم الهواء بعد عودة غرانيت تشاكا لاستخلاص الكرة من محمد صلاح. ليس إيمري بالشخص الذي يدلل النجوم المتراخين مهما كانت درجة موهبتهم، وهو موقف تعزز وتأكد بعد ما حدث عندما كان يدرب فريق باريس سان جيرمان عندما تحداه نيمار علناً. من الواضح أن أوزيل لا يشبه نيمار، سواء من حيث الموهبة أو الفوضوية، لكن الدرس هو التأكيد على أن الانسجام والالتزام صنوان لا ينفصلان. من المشكلات، التي كان آرسنال يعاني منها خلال نهاية حقبة مدربه السابق أرسين فينغر، هي أن ضغط الفريق كان دون المستوى المتوقع، إلى جانب غياب التماسك والتوافق إلى درجة أنه يمكن للاعبين اثنين عرقلة واعتراض اللاعب المستحوذ على الكرة، لكن دون دعم من باقي الفريق. يحتاج الضغط إلى التزام وتنسيق وهو ما لم يكن متوافراً في أكثر الأحوال. مع ذلك هل يمكن الاعتماد على أوزيل في القيام بدوره إذا كان هدف الآرسنال هو الضغط؟ يشير هذا السؤال في حد ذاته إلى مدى عمق المشكلة. هناك بعض اللاعبين الذين يتم تقييدهم بمستوى أو نطاق محدد، فقد أعفى فيكتور ماسلوف، وهو من أهم الممارسين للضغط، أندري بيبا، من مسؤوليته في الدفاع في نادي دينامو كييف بسبب إبداعه، لكن هل لم يعد أوزيل لاعب يستحق بعض التدليل؟ لقد سجل خلال موسم 2015 - 2016 ستة أهداف وساعد في إحراز 19 هدفاً خلال الدوري، وفي موسم 2016 - 2017 أحرز 8 أهداف، وساعد في إحراز 9 أهداف، وفي موسم 2017 - 2018 سجل 4 أهداف، وساعد في إحراز 8 أهداف، وأحرز حتى هذه اللحظة من الموسم الحالي 3 أهداف، وساعد في إحراز هدف. دائماً ما توجد أسباب وأسباب وراء الأسباب، لكن يشير ذلك إلى اتجاه نحو تراجع الكفاءة. يظل أوزيل رغم كل ذلك لاعباً موهوباً كثيراً، فقد شارك خلال الموسم الحالي في بعض التحركات التي اتسمت بمرونة كبيرة، إلى جانب إحرازه أهدافاً مبدعة وجميلة، لكن هل يكفي ذلك؟ مرة أخرى نعود إلى السؤال الأساسي: إذا لم يكن يُنظر إليه كلاعب قوي بما يكفي للمشاركة في المباراة ضد بورنموث، فلماذا لم يشارك في مواجهة توتنهام الأخيرة؟

مشاركة :