واجهت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي يوم الثلاثاء معارضة شديدة مع بدء مناقشات مجلس العموم لخطتها للخروج من الاتحاد الأوروبي، وهي المناقشات التي تمتد على مدى خمسة أيام وقد تحدد مستقبل الانسحاب ومصير حكومتها. وتريد ماي موافقة البرلمان على الخطة التي أبرمتها من أجل الإبقاء على علاقات وثيقة مع الاتحاد الأوروبي بعد الانسحاب المزمع في مارس آذار المقبل، لكن المعارضة التي تواجهها شديدة سواء من مؤيدي الانسحاب أو من معارضيه. وفي أول أيام المناقشات، التي ستنتهي بإجراء اقتراع رئيسي في 11 ديسمبر كانون الأول الجاري، جرى اتهام حكومة ماي بتجاهل البرلمان لكن مجموعة من أعضاء مجلس العموم عن حزب المحافظين الذي تتزعمه نجحوا في إقرار مزيد من الصلاحيات للمجلس في حالة جاء التصويت برفض خطتها. وقالت ماي للبرلمان ”نحتاج إلى خروج من الاتحاد يحترم قرار الشعب البريطاني“. وأضافت أنه إذا لم يدعم أعضاء مجلس العموم هذه الخطة فبوسعهم فتح الباب لخروج بريطانيا دون إجراءات لتيسير المرحلة الانتقالية أو احتمال عدم إتمام الخروج. وقال حزب العمال إن على ماي الحصول على اتفاق أفضل أو التنحي وترك الحكم للحزب المعارض. وقال جيريمي كوربين زعيم حزب العمال أمام البرلمان ”لا نعلم حتى الآن كيف ستكون علاقتنا مع أوروبا على الأمد البعيد وهذا هو السبب الذي يجعل عددا كبيرا للغاية من أعضاء البرلمان غير مستعد للتصويت لصالح هذه الخطة“. وقال سام جاياما عضو المجلس المنتمي لحزب المحافظين ”من الخطأ... أن تقول إما خطة رئيسة الوزراء وإما الفوضى... يتعين علينا النظر في كل الخيارات دون أن ننغلق وراء خطوطنا الحمراء“. وإذا حققت ماي النجاح في اقتراع الحادي عشر من ديسمبر كانون الأول فإن خروج بريطانيا من الاتحاد سيتم في 29 مارس آذار وفقا للشروط التي تفاوضت عليها ماي مع بروكسل. وإذا لم يُكتب لخطتها النجاح فإن ماي ربما تدعو لتصويت ثان بشأنها لكن هذا الإخفاق سيزيد من فرص الخروج ”دون اتفاق“ وهو ما قد يضر بشدة باقتصاد بريطانيا وشركائها ويضع ماي تحت ضغوط قوية للاستقالة. وقامت ماي (62 عاما) بجولة في بريطانيا وتعرضت لانتقادات لاذعة على مدى ساعات في البرلمان ودعت أعضاء به للاجتماع معها في مقر الحكومة في داوننج ستريت في محاولة للتغلب على منتقديها الكثيرين. غير أن خطتها وحدت المنتقدين من مختلف الأطياف السياسية إذ قال المشككون في الاتحاد الأوروبي إن الخطة ستجعل بريطانيا بلدا تابعا في حين قال المؤيدون للاتحاد إنه سيكون على بريطانيا الالتزام بقواعده دون الحصول على مزايا العضوية. ووصف بوريس جونسون وهو أحد المؤيدين بشدة للخروج من الاتحاد هذا الاتفاق بأنه ”امتهان“ لبريطانيا وقال إن الاتفاق استخف بالاستفتاء الذي وافق بموجبه البريطانيون على الخروج من الاتحاد.
مشاركة :