استثمارات رأس الخير تجاوزت الـ85 مليار ريال

  • 1/31/2015
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

بعد أن كانت مدينة رأس الخير مجرد رأس رملي متوغل في مياه الخليج العربي، أصبحت اليوم مجمعًا عملاقًا للصناعات التعدينية في المملكة، فقد أسبغت عليها حكومة المملكة العربية السعودية العطاء، وأنشأت فيها مصانع عملاقة واستثمرت فيها مبالغ طائلة تتجاوز الـ85 مليار ريال كانت كفيلة بأن تحول الأرض الخالية المجدبة عديمة الفائدة إلى مركز عملاق للصناعات التعدينية، يشار إليه بالبنان على مستوى العالم ومن المنتظر أن تشهد المملكة العربية السعودية تحولا صناعيا كبيرا خلال السنوات القلية القادمة نظير الاستثمارات الصناعية المتنامية والبنية التحتية والدعم اللوجستي، الذي تقدمه الحكومة والمتزامن مع الاستراتيجية الصناعية السعودية. ومن بين أهم المشروعات الداعمة لقيام كيان مدينة رأس الخير، مشروعات الصناعات التعدينية التابعة لشركة التعدين العربية السعودية «معادن»، والمتوقع بعد اكتمالها ووصولها لطاقتها الإنتاجية القصوى أن تجعل المملكة لاعبا رئيسًا في أسواق الفوسفات والألومنيوم، فضلا عن المعادن الأخرى كالذهب والنحاس والمعادن الصناعية. وتستثمر المملكة حاليا أكثر من 85 مليار ريال في ثلاثة مشروعات كبرى للفوسفات والألومنيوم وهي مشروعات فريدة من نوعها على مستوى منطقة الشرق الأوسط كونها مشروعات صناعية تعدينية، تبدأ من المنجم إلى المنتج النهائي. وأوضح المهندس أسامة الغامدي، نائب مدير التشغيل لشركة التعدين العربية السعودية، للمدينة أن الاستثمار في المعادن يعتبر مصدرًا ثالثًا لدعم اقتصاد المملكة، حيث بدأت المملكة في تصدير منتجات الفوسفات إلى مختلف دول العالم ومن بينها استراليا ونيوزيلندا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية وحول المشروعات التعدينية المستقبيلة في المملكة، أفاد أن مشروع وعد الشمال، والذي بدأ العمل به سيساهم بدعم اقتصاد المملكة بشكل كبير في المستقبل بحول الله تعالى. فيما أكد المهندس فيصل الكربي أن المملكة الآن بدأت فعليًا في إنتاج وتصدير صفائح الألومنيوم، والذي يستخدم في صناعة هياكل السيارات وفي صناعة علب المشروبات الغازية وغيرها وأكد أن إنتاج رأس الخير من الألومنيوم سيشكل دعمًا كبيرًا لاقتصاد المملكة. أما المهندس ناصر الشمري فقد عبر عن اعتزازه بكون مشروعات المملكة في رأس الخير تدار ويتم تشغيلها بأيدي وكفاءات هندسية سعودية بنسبة تجاوزت الـ 65% وأردف: إنه لمن دواعي سرورنا وفخرنا أن نساهم في رفعة سمعة مملكتنا الحبيبة، خصوصًا ونحن نشاهد المملكة، وقد بلغت أعلى المراتب وفي مصاف الدول الكبرى المنتجة للفوسفات والألومنيوم وغيرها من الصناعات التعدينية. الفوسفات ورأس الخير ضمن خطط المملكة الطموحة في استثمار الثروات التعدينية رأت وزارة البترول ومعها شركة معادن ضرورة وجود بنية تحتية ودعم لوجستي يساهم في قيام صناعة التعدين، إذ باشرت الشركة العمل في مشروعين مهمين الأول مدينة رأس الخير للصناعات التعدينية (حاضنة الصناعات التعدينية)، والتي تتضمن ميناء ومحطة للإنتاج المزدوج (ماء، كهرباء) وبنية تحتية تشمل سكنًا للموظفين والعاملين في رأس الخير، واتصالات وطرق وصرف صحي وغيرها، أما المشروع الآخر فكان سكة حديد الشمال، التي تربط حاليا مناطق خامات المعادن كحزم الجلاميد والبعيثة بمدينة رأس الخير ما يحقق النفاذ إلى الأسواق بكل يسر وسهولة. واستثمرت «معادن» مع شريكها «سابك» أكثر من 21 مليار ريال لاستغلال خام الفوسفات في حزم الجلاميد؛ ويتضمن منجمًا للفوسفات بطاقة إنتاجية تبلغ (11.6) مليون طن في السنة ومصنعًا لرفع نسبة تركيز الخام، ويشمل المشروع الواقع في حزم الجلاميد على بنية تحتية صناعية لدعم عمليات التعدين وتركيز الخام، منها محطة للطاقة الكهربائية، ومرافق لإنتاج ومعالجة وتوزيع المياه الصالحة للشرب، والطرق والاتصالات. ويتبع المشروع مجمعًا لصناعة الأسمدة الفوسفاتية في مدينة رأس الخير، ويتم نقل مركزات الفوسفات المعالجة في حزم الجلاميد للمجمع عن طريق سكة الحديد، ويتكون المجمع من مصنع حامض الفوسفوريك، ومصنع حامض الكبريتيك، ومصنع الأمونيا، ومصنع الفوسفات ثنائي الألومنيوم (DAP)، ومن المقدر أن تصل طاقته الإنتاجية إلى نحو (2.9) مليون طن في السنة من حبيبات الفوسفات ثنائي الألومنيوم (DAP). وفي مارس عام 2011م انطلقت من ميناء رأس الخير أول شحنة تجارية إلى أسواق شرق آسيا تحمل باكورة إنتاج مجمع معادن للفوسفات من مادة الأمونيا، وبهذا اكتملت سلسلة صناعية من المنجم إلى سكة الحديد والمدينة التعدينة ومجمع الأسمدة إلى الميناء التجاري. وتعمل «معادن» حاليا على توسيع استثمارها في الفوسفات بإضافة مشروع استثمار خامات الفوسفات الموجودة في ام وعال عبر مشروع وعد الشمال وباكتماله ستصبح «معادن» من بين أكبر خمسة منتجين للفوسفات في العالم. مشروع الألومنيوم في عام 2009 بدأت المملكة في استثمار أكثر من 40 مليار ريال في مشروع معادن المتكامل للألومنيوم، وهو مشروع ضخم يبدأ من المنجم في البعيثة في منطقة القصيم ويتألف من منجم لخام البوكسايت ومرافق لتكسير ومناولة الخام وينتج بمعدل سنوي يصل إلى (4) ملايين طن متري. وكما هو الحال في الفوسفات تنقل المواد بعد معالجتها عبر سكة الحديد إلى مجمع الألومنيوم في رأس الخير ومن هناك تبدأ عملية أحدث الصناعات السعودية الكبرى وهو إنتاج الالمنيوم من مجمع معادن للألمنيوم في رأس الخير المتضمن مصفاة لإنتاج الألومنيوم بطاقة أولية قدرها 1،800،000 طن متري سنويا، ومصهر للألمنيوم بطاقة أولية قدرها 740.000 طن سنويا، و مصنع للدرفلة بطاقة إنتاجية تبلغ 380 طن سنويا، وسيركز مصنع الدرفلة بصورة شاملة على إنتاج الصفائح النهائية والرقائق لإنتاج علب الألومنيوم، وهياكل السيارات. وقد بدأت معادن بإنتاج الألومنيوم لأول مرة في المملكة من المصهر بتاريخ 12/12/2012م، وحاليا تنتج من الخطين الأول والثاني بطاقة إنتاجيه تصل إلى 740000 طن سنويا. كما بدأت في الإنتاج التجريبي لصفائح الألومنيوم الخاصة بصناعة أغطية وعلب الألومنيوم للمشروبات الغازية والأطعمة وغيرها من الصناعات التحويلية الأخرى من مصنع الدرفلة، وهومن أكبر مصانع الدرفلة المتقدم تقنيا بالعالم، ومن المنتظر أن يكون الأبرز من نوعه والأكثر تنافسية لإمداد أسواق الشرق الأوسط والأسواق العالمية بمادة الألمونيوم الأولية ومنتجات الألومنيوم. البيئية في رأس الخير : تعمل شركات التعدين في رأس الخير على نظام إدارة مياه للصرف الصحي المبتكر، الذي يعتبر الأول من نوعه في معالجة المياه المستنفدة الناتجة عن الصرف الصحي الصناعي، ويقلل هذا النظام من الطلب على المياه بنحو مليوني جالون يوميًا. وقد قامت بتصميم وهندسة هذا النظام المتخصص في معالجة المياه المستنفذة، وذلك عن طريق تجميع مياه الصرف الصحي والصناعي، ومن ثم تنقيتها وتعقيمها لكي يتم استعمالها مرة أخرى للأغراض الصناعية في مجمع معادن للألمنيوم في مدينة رأس الخير الصناعية بالمنطقة الشرقية. وبهذه التقنية تسعى شركات التعدين في المدينة لتطويرها بيئيا حيث تقوم بالمعالجة والمحافظة على الماء بطريقة طبيعية وصديقة للبيئة باعتماد تكنولوجيا الاستدامة». وقد تم تطوير التقنية من خلال محاكاة ومماثلة العمليات الفيزيائية والكيميائية والحيوية التي تحدث في المستنقعات بدون استخدام مواد كيميائية تؤدي إلى انبعاث رائحة مثل تلك التي تخرج من المياه الآسنة عندما تحفظ في صهاريج تقليدية، وإضافة لترشيد استهلاك الماء والمال فإن التصميم المبتكر يتم بناؤه في مدة أسرع من بناء الصهاريج التقليدية بستة أشهر ويوفر 1000 طن متري من كمية الفولاذ الخاصة بالأنابيب والصهاريج اللازمة في محطات المعالجة التقليدية. ويتكون هذا النظام من ثلاث مراحل تتضمن أولًا حاويات معالجة لا هوائية، والتي يتم فيها تحلل وفصل المواد العضوية الموجودة في المياه المستنفدة وبرك مبطنة ومنشأة سلبية يستزرع فوقها طبقة من الغطاء النباتي الطبيعي الذي عادة ما ينمو في المستنقعات، كما تشاهد في أماكن كثيرة في المنطقة، حيث تقوم هذه النباتات بنزع النيتروجين وامتصاص العناصر الضارة، وكذلك بمعالجة إضافية للمواد العضوية، ومن ثم تضخ المياه المعالجة إلى غرفة حفظ ليضاف إليها البوكسايت، والذي يقوم بتعقيم وتحسين نوعية الماء الناتج من العملية بحيث يعطي نفس الجودة أو افضل من تلك التي تعطيها الأنظمة التقليدية، حيث يعاد تدويره واستعماله عددا من المرات في العمليات التشغيلية. الألومنيوم وفرص الصناعات التحويلية : تم طرح العديد من الفرص الاستثمارية في مجالات صناعات الألومنيوم التحويلية، كما تم إصدار كتيب يشتمل على قائمة الفرص الاستثمارية المتاحة، وتم توزيعه على المستثمرين ومن لديهم الرغبة عن طريق الغرف التجارية والهيئة الملكية للجبيل وينبع وهيئة المدن الصناعية وكذلك برنامج التجمعات الصناعية وموقع الشركة الإلكتروني ليتسنى لهم الاطلاع عليها في جميع مناطق المملكة وعلى جميع شرائح المستثمرين. المزيد من الصور :

مشاركة :