صنعاء - وكالات: أعلن عضو في وفد جماعة “أنصار الله” (الحوثيين)، أمس، أن مشاورات السلام بين الحوثيين والحكومة اليمنية التي ترعاها الأمم المتحدة عبر مبعوثها إلى اليمن مارتن غريفيث، ستنطلق يوم غدٍ الخميس في العاصمة السويدية استوكهولم، وذلك بعد ساعات على إبرام الطرفين اتفاقاً لإجلاء الجرحى. وقال حميد عاصم، وهو يستعدّ للسفر مع بقية أعضاء الوفد من مطار صنعاء عبر طائرة كويتية، لوكالة “الأناضول”، إن يوم الخميس هو “الموعد المحدّد حتى اللحظة للمشاورات، ما لم يطرأ أي تغيير”. وقد غادر وفد جماعة الحوثي مطار صنعاء برفقة المبعوث الدولي إلى اليمن مارتن غريفيث متوجهاً إلى العاصمة السويدية استوكهولم للمشاركة في المشاورات السياسية اليمنية المزمع عقدها هناك. وجاءت هذه التطورات بعد توقيع اتفاق بين التحالف السعودي الإماراتي والحوثيين يقضي بتبادل الأسرى والمحتجزين برعاية الأمم المتحدة، وقالت مصادر للجزيرة إن الاتفاق يقضي بتبادل كل أسير أو معتقل أو محتجز على ذمة الأحداث الأخيرة. وقالت مصادر ملاحية في مطار صنعاء إن طائرة كويتية تقل المبعوث الأممي وسفيري الكويت والسويد في اليمن ووفد الحوثيين التفاوضي غادرت متوجهة إلى استوكهولم تمهيداً لبدء المشاورات اليمنية. في السياق نفسه، أفاد مصدر مسؤول في الحكومة اليمنية بأن وفد الحكومة جاهز للمشاركة بالمفاوضات ومن المتوقع وصوله إلى السويد اليوم الأربعاء. وأشار المصدر إلى أن المفاوضات ستبدأ غداً الخميس من أجل التمهيد لعقد مفاوضات جديدة تعمل على إنهاء الأزمة التي تعصف بالبلاد منذ نحو أربعة أعوام. ويقود وفد الحكومة اليمنية وزير الخارجية خالد اليماني، في حين يقود وفد الحوثيين متحدث الجماعة محمد عبدالسلام. وكانت مصادر سياسية يمنية قد أكدت أن الوفدين اللذين يمثلّان كلاً من الحكومة والحوثيين وحلفائهم يضمّان الأعضاء ذاتهم الذين كان الطرفان قد سمياهم للمشاركة في مشاورات جنيف التي فشلت في الانعقاد في سبتمبر الماضي. ووقّعت الحكومة اليمنية مع الحوثيين اتفاقاً لتبادل مئات الأسرى بين الطرفين، بحسب ما ذكرت مصادر متطابقة وقال مسؤول ملف الأسرى في فريق المفاوضين التابع للحكومة اليمنية، هادي هيج، لوكالة “فرانس برس”، إن الاتفاق يشمل الإفراج عن 1500 إلى 2000 عنصر من القوات الموالية للحكومة، و1000 إلى 1500 شخص من الحوثيين.وأكّد “رئيس اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى” لدى الحوثيين، عبد القادر المرتضى، حصول الاتفاق، معرباً عن أمله في أن يتم تنفيذ الاتفاق “بكل سلاسة”.وبحسب هيج، فإن بين المعتقلين الذين سيتم الإفراج عنهم وزير الدفاع السابق محمود الصبيحي، ومسؤول جهاز المخابرات في عدن ناصر منصور هادي وشقيق الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي.وأوضح هيج أن تطبيق الاتفاق سيتم بعد مفاوضات السلام المقرر إجراؤها في السويد. إلى ذلك طلبت الأمم المتحدة، أمس، توفير 4 مليارات دولار مساعدات عاجلة لليمن محذرة من أنها باتت على شفير كارثة كبرى. وقال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة الطارئة، مارك لوكوك، في بيان له: “اليمن على شفا كارثة كبرى لكن الوقت لم يفت بعد”، لافتاً إلى أن “الأوضاع تدهورت في البلد بشكل مثير للقلق” منذ زيارته السابقة. وأضاف: “التقيت خلال زيارتي اليمن بأسر تعيش خارج صنعاء فرّت من ديارها قبل أربع سنوات عند تصعيد الصراع، وما زالت تعيش في ظروف مريعة، كما زرت مخيماً في لحج يستضيف مئات الأسر التي نزحت بسبب القتال الأخير بالحديدة”. وأشار إلى أن النزوح يعتبر أحد أكثر التبعات وضوحاً للصراع في اليمن، حيث يوجد نحو 3.2 مليون شخص نازح حالياً في جميع أنحاء البلد، وقد فرّ منذ شهر يونيو أكثر من 500 ألف شخص من النزاع في محافظة الحديدة.
مشاركة :