المشاركون في مؤتمر مراكش: ابتعاد العلماء عن الشباب يحرفهم نحو الأفكار الضالة

  • 1/31/2015
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

أجمع المشاركون في ندوة «دور العلماء في ترشيد الحراك الشبابي» في أولى جلسات المؤتمر الذي تقيمه الندوة العالمية للشباب الإسلامي في مدينة مراكش بالمملكة المغربية تحت شعار «الشباب في عالم متغير» على الدور الكبير للعلماء في توجيه الشباب ونصحهم وتغيير أفكارهم وآرائهم عندما يفتحون باب الحوار والنقاش معهم. مبينين أنه إذا أغلقوا هذا الباب وبقوا في بروجهم فإنه ستكون هناك فجوة كبيرة بينهم مما يجعل هؤلاء الشباب يبتعدون عن العلماء ويلتحقون بمن يستمع إليهم من قليلي العلم والجهلاء من أصحاب الأفكار المنحرفة والآراء الضالة، مما ينتج جيلا متطرفا يسعى إلى الإرهاب بسبب ابتعاد العلماء عنهم. وأشار المشاركون إلى أنه لابد للعلماء من احتواء الشباب والنزول لهم وفتح باب الحوار معهم وإقناعهم وأخذ على أيديهم وابعادهم عن تلك الفرق التي تحاول اصطيادهم وإرسالهم إلى أماكن الصراعات والفتن. وقال الدكتور عبدالحي يوسف: إن على العلماء استعمال الرفق واللين والحرص على بسط النظرة الشرعية الفاحصة في التعامل مع الحراك الشبابي. لافتا إلى أن معظم شباب الإسلام يسيرون من خير إلى خير ويجتنبون مزالق غيرهم، مبتعدين عن مواطن الفتن والتطرف. ومن جانبه أكد الدكتور عبدالله بن وكيل الشيخ على مكانة العالم وأهمية دوره في الأمة. منوها إلى أن العالم بمنزلة الأب لأبنائه يوجههم وينصحهم ويدلهم على الخير ويصبر عليهم ويعاملهم بالرفق واللين ويسعى إلى احتوائهم، فقد قال صلى الله عليه وسلم: «إنما أنا لكم بمنزلة الوالد أعلمكم». مشددا على أنه لابد من الاعتراف بأنه من حق الشباب أن يكونوا فاعلين في مجتمعاتهم، ولابد على أهل العلم أن يتقدموا خطوات ليقتربوا من الشباب ويرشدونهم ويدلونهم على طريق الحق والابتعاد عن طريق الباطل. ومن جانبه أشار الشيخ الدكتور محمد الددو إلى أن الإنسان يجب أن يتقبل التغير وينتفع بالمتغيرات من حوله؛ ليترك بصمته في الحياة دون أن يوجد فيها ثم يذهب عنها بلا أي أثر. مبينا أن التغيير سنة كونية، فعلى الإنسان أن يسعى لتغيير نفسه نحو الأفضل والتدرج لمدارج الكمال ولتكميل نفسه علما وعملا وخلقا وإيمانا وسلوكا ودعوة وإصلاحا، كما يكون التغيير في الأشخاص ويكون في المجتمع الذي يعيش فيه الإنسان فيسعى لتغييره نحو الأفضل في أمنه وسلمه وهدايته وإصلاحه. وأضاف الددو أن للتغير الإيجابي ضوابط عدة كعدم مناقضة السنن الكونية فمن يريد البقاء والعمل ضد السنن الكونية لا يمكنه التغيير، ويكون التغيير بالأيسر والأخف. فمن يميل للعنف في التغيير ولديه من الوسائل السلمية التي يغير بها فهو مخالف لهذا الضابط. وأن يكون الحال الجديد أحسن من الماضي فإذا كان خلافا لذلك كان التغيير غير لائق أو مفيد. كما أنه يجب أن يكون التغيير أقل تكلفة فمن يريد سلوك الطريق الطويل المكلف فإنه يخالف السنن الكونية ولا يكون جيدا. وأن يميل التغيير إلى زيادة الإنتاج وإسعاد الآخرين، وأن يناسب العصر الذي يعيش فيه ولا يبتعد عن هذا العالم إلى عوالم أخرى وأزمان مغايرة كما أن يكون التغيير أجمع للكلمة، والعمل المؤثر والتغيير النافع لا يكون إلا بطريق الجماعة والأيدي المتعاونة.

مشاركة :