دافع وزير الخارجية الأمريكي بشدة اليوم الثلاثاء عن السياسة الخارجية للولايات المتحدة قائلا إن واشنطن تقوم ببناء نظام عالمي للتصدي لانتهاكات من روسيا والصين وإيران. وخلال زيارة إلى بروكسل، هاجم الرئيس السابق لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي.آي.إيه) بعض المسؤولين الأوروبيين الذين يتهمون الولايات المتحدة بتقويض مؤسسات دولية، مؤكدًا أن الرئيس دونالد ترامب يقوم باستعادة الدور الريادي التقليدي لأمريكا. وحض حلفاء الولايات المتحدة على الانضمام إلى جهود ترامب وأن يقيموا بصراحة ما إذا كانت هيئات مثل منظمة التجارة العالمية والمحكمة الجنائية الدولية وصندوق النقد الدولي، تخدم مواطنيهم. وقال أمام مجموعة من الدبلوماسيين في بروكسل قبيل محادثات في مقر حلف شمال الأطلسي "إن لاعبين سيئين استغلوا افتقارنا للقيادة لتحقيق مكاسب لهم". وأضاف "هذه هي النتيجة السيئة للتراجع الأمريكي. إن الرئيس ترامب عازم على عكس ذلك المسار". واعتبر بومبيو أن الصين وروسيا وإيران قامت في الآونة الأخيرة بتحركات "تزعزع الاستقرار في العالم". وتأتي كلمة بومبيو فيما يلتقي وزراء خارجية دول حلف الأطلسي لمناقشة التوتر الأخير مع موسكو في أعقاب اشتباك بحري بين روسيا وأوكرانيا، ومعاهدة تاريخية من فترة الحرب الباردة بشأن الحد من الأسلحة بات مصيرها مهددًا. وتسبب قرار أمريكي بالانسحاب من اتفاقية الحد من الأسلحة النووية المتوسطة المبرمة عام 1987 ردًّا على انتهاكات روسية، في اتهامات بأن واشنطن تقوم بإضعاف حصن الأمن الأوروبي. لكن بومبيو قال إن واشنطن تتخذ فحسب إجراءات إما لتحسين أو إنهاء اتفاقات "عفا عليها الزمن وضارة" لم تخدم مصالح الولايات المتحدة أو حلفائها. وقال "أول عامين من إدارة ترامب يظهران أن الرئيس ترامب لا يقوّض هذه المؤسسات ولا يتخلى عن القيادة الأمريكية. بل بالعكس". وأضاف "نحشد الدول النبيلة في العالم لبناء نظام ليبرالي جديد يمنع الحرب ويحقق ازدهارًا أكبر للجميع". واتهم بومبيو الصين بتسخير قواعد منظمة التجارة العالمية لحساب مصالحها الاقتصادية بشكل غير عادل، كما وجه انتقادات لاذعة للمحكمة الجنائية الدولية التي قال إنها "تدوس" على سيادة دول مستقلة. وقال بومبيو "على كل دولة أن تقر بصدق بمسؤوليتها أمام مواطنيها وأن تتساءل ما إذا كان النظام الحالي يخدم مصالح شعبها كما ينبغي، وفي حال العكس علينا أن نسأل كيف يمكننا تصويب ذلك". وأضاف "هذا ما يفعله الرئيس ترامب. إنه يعيد الولايات المتحدة إلى دورها القيادي المركزي التقليدي في العالم". ورغم أن انتقاد الولايات المتحدة للصين وروسيا وإيران ليس جديدًا، إلا أن بومبيو انتقد كذلك حلفاء الولايات المتحدة عبر الأطلسي. وأعربت العديد من الدول الأوروبية عن استيائها من انسحاب واشنطن المفاجئ من الاتفاق النووي الإيراني الذي يعتبره ترامب فاشلا، ولكن تعتبره هذه الدول الأوروبية إنجازًا للدبلوماسية الأوروبية. وقال بومبيو "حتى أصدقاؤنا الأوروبيون أحيانًا يقولون أننا لا نتحرك بشكل يخدم مصلحة العالم. وهذا خطأ واضح". وفي تصريح من المرجح أن يثير غضب المسؤولين في دول الاتحاد الأوروبي قال بومبيو أن البريكست يثير "أسئلة مشروعة" حول ما إذا كان الاتحاد يضع حقًّا "مصالح الدول والمواطنين قبل مصالح البيروقراطيين هنا في بروكسل".
مشاركة :