طالبت 150 امرأة وفتاة المساعدة في الأيّام الـ12 الأخيرة في جنوب السودان بعد تعرّضهن للاغتصاب أو لأشكال أخرى من العنف الجنسي، كما أفاد ثلاثة رؤساء لوكالات تابعة للأمم المتّحدة. ودانت الأمم المتّحدة الإثنين تلك الاعتداءات الجنسيّة، مُطالبةً السُلطات بمقاضاة الجناة. وأكد مكتب الأمين العام للمنظمة الدولية في بيان مساء الإثنين إنّ أنطونيو غوتيريش "يُدين بشدّة الاعتداءات الجنسيّة الوحشيّة" الأخيرة التي ارتُكبت في جنوب السودان. وأضاف: "على رغم التزامات قادة هذا البلد بوقف الأعمال الحربيّة وإحياء خطّة السلام، إلّا أنّ الوضع الأمني بالنسبة إلى المدنيّين يبقى كارثيًا، بخاصّةٍ للنساء والأطفال". وإذ أشار إلى استخدام العنف الجنسي بوصفه "تكتيك حرب" متكرّرا في جنوب السودان، شدّد غوتيريش على أنّ "السّلوك الوحشي ضدّ (الفئات) الأكثر ضعفًا غير مقبول". وتابع البيان: "يحضّ الأمين العام زعماء كل أطراف النزاع على معارضة إفلات هذه الجرائم من العقاب، من خلال التحقيقات وملاحقة مرتكبيها قضائيًا". وجاء في بيان مشترك وقّعته في وقت سابق رئيسة وكالة "يونيسف" ووكيل الأمين العام للشؤون الإنسانيّة مارك لوكوك ومديرة صندوق الأمم المتّحدة للسكّان ناتاليا كانيم، أنّ مسلّحين يرتدي العديد منهم بزات الجيش نفذوا الاعتداءات قرب مدينة بانتيو الشماليّة. ودانت الوكالات الثلاث "الهجمات المقيتة" مطالبة سُلطات جنوب السودان بضمان مثول المرتكبين أمام العدالة. وذكرت منظّمة "أطبّاء بلا حدود" الأسبوع الماضي أنّ 125 امرأة وفتاة تعرّضن للاغتصاب خلال توجّههن إلى مراكز لتوزيع المساعدات الغذائيّة أنشأتها منظّمات إنسانيّة دوليّة في جنوب السودان الغارق في الحرب، والذي شهد منذ العام 2013 مستويات من العنف الجنسي تعتبر سابقة. ففي النصف الأوّل من عام 2018 إبلغ عن 2300 حادثة، الغالبيّة الساحقة منها استهدفت نساءً وفتيات. وأكثر من 20 في المئة من الضحايا كانوا من الأطفال، وفق بيان الأمم المتحدة. وأشارت الوكالات الثلاث إلى أنّ العدد الحقيقي لحالات الاغتصاب أعلى بكثير، لأنّ معظم الحوادث لا يبلّغ عنه. وأوضحت منظّمة "أطبّاء بلا حدود" إنّه إضافة إلى الاغتصاب، تعرض العديد من الضحايا "للجلد والضرب بهراوات وأعقاب بنادق"، وسُلِبن مقتنياتهنّ البائسة بما فيها الملابس والأحذية وبعض الأموال وبطاقات التموين التي تسمح لهن بتسلّم مساعدات. وقالت روث أوكيللو التي تعمل قابلةً قانونيّة في المنظّمة: "بعد أكثر من ثلاث سنوات من العمل في جنوب السودان، لم أشهد مثل هذه الزيادة الكبيرة من الناجيات من العنف الجنسي في مراكزنا التي تسعى إلى تقديم العناية الطبّية". وكانت لجنة خبراء تابعة للأمم المتّحدة أكدت الشهر الماضي في تقرير إلى مجلس الأمن إنّ هناك "مستويات مثيرة للقلق" من العنف الجنسي وانتهاكات حقوق الإنسان في جنوب السودان. ومن المقرّر أن يجتمع المجلس لمناقشة الأزمة في هذا البلد في 18 كانون الثاني (يناير).
مشاركة :